المحتوى الرئيسى

صباح الأحد المقبل

03/17 08:15

يوم السبت يتجه الشعب لتحديد مصيره فى ظروف مستعجلة وكأننا نعمل «استفتاءً» سريعاً لدواعى السفر أو زواجاً متعجلاً لستر عورة العروسة، فالاختيار صعب بين موقف مثالى يتطلب تغيير الدستور وموقف واقعى يتطلب تعديله، و«فريد الأطرش» هو صاحب رأى (تقول لأ وأقول لأ وتقول قلوبنا آه) وكأن قلوبنا مع التعديل وسيوفنا عليه، فالإعلام الذكى هو الذى يحاول شرح القصة للناس، والإعلام الغبى هو الذى يحاول تحويل «عبود الزمر» إلى «نيلسون مانديلا» (فى حديثه إلى منى الشاذلى وردت كلمة «قتل» 48 مرة بينما لا ترد فى أصعب أفلام الرعب أكثر من ثلاث مرات)، فنحن إزاء منظمة قتلت رئيساً تحاول أن تركب ثورة عزلت رئيساً.. وعندما تبدأ مصر التجربة بنصف دستة من الأحزاب الدينية فإننا لا نعيد تجربة ألمانيا واليابان ولكن تجربة الصومال وأفغانستان.. ويوم السبت ليس المهم النتيجة ولكن المهم السلوك، وتذكر أن هذا هو أول استفتاء لا نعرف نتيجته من الكنترول لذلك فإن مصر فى صباح الأحد سوف تكون أجمل.. يوم السبت لا نريد «بلطجية» فى الشارع وهذه مهمة الأمن ولا «قتلة» على الشاشة وهذه مهمه الإعلام ولا «مزورين» فى اللجنة وهذه مهمة القضاة، فالذى يوافق على تعديل انتخاب الرئيس يقول «نعم» والذى يطلب تعديل صلاحيات الرئيس يقول «لا» الذى يريد الاثنين يقول «بلى» والعياذ بالله.. وحيرت قلبى معاك فإذا كنت أنا الذى أشاهد «معتز الدمرداش» أكثر مما أشاهد أولادى لا أعرف لى بر لأرسى عليه فماذا يفعل المواطن العادى الذى عنده تليفزيوناً حديثاً فيه ريموت لكن ليس فيه «معتز»، لذلك اخترت موقفاً وسطاً أن أذهب إلى اللجنة أسلم على القاضى وأسأله عن راتبه وأرجع.. ومن لا يقرأ التاريخ الحديث أو يتناول الفاكهة الطازجة لا يعرف أن «البلطجى» أيضاً هو من لا يمارس عمله وأن «المزور» أيضاً هو من يكذب علينا وأن «القاتل» أيضاً هو من يريد أن يشدنا من هضبة «المقطم» إلى جبال «تورا بورا».. صباح الأحد سوف تبدأ مصر عهداً جديداً مشرقاً سواء مع «التعديل» أو مع «التبديل»، لذلك نرجو فى هذا اليوم أن نكون أكثر انتظاماً فى العمل وأكثر حضوراً فى الدراسة لنعطى نموذجاً ومثالاً ونكون أكثر تأهباً للمرحلة المقبلة، وأكثر استعداداً لليوم التالى «الإثنين».. عطلة عيد الأم. [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل