ربنا ينتقم منكم
لسنوات طويلة كانت الدول الغربية تدعونا للقيام بإصلاحات سياسية مؤكدة ان بلادنا العربية لاتتمتع باستقرار سياسي ويتم فيها انتهاك حقوق الإنسان وكنا نرفض الاستماع لهم ونري في ذلك تدخلا سافرا في شئوننا الداخلية. واستمرت الأنظمة السياسية العربية في التعامل مع شعوبها باعتبارهم نعاجا يسوقونهم بتعجرف شديد دون اعتراف بحقهم في المشاركة كمواطنين في كافة شئون الوطن. ومع تزايد الضغوط حدث الانفجار وبدأت الشعوب في النزول للشارع للمطالبة بحقوقها واهتزت عروش ظن الجالسون عليها ان حكمهم ابدي وان ذريتهم وحدها لها الحق في خلافتهم رغم ان كثيرا منهم يحكمون جمهوريات وجماهيريات يفترض انها لا تعرف الوراثة السياسية. لو استمع قادة الدول العربية لنصائح الغرب او علي الاقل فكروا فعلا في مستقبل شعوبهم لكانوا أصلحوا البلاد وجنبونا حالات الفوضي التي تعيشها بلادنا العربية حاليا ولأصبحوا من القادة العظام ودخلوا التاريخ من أوسع أبوابه. ولكن القادة العرب اختاروا ان يكونوا أقزاما يديرون البلاد وكأنها عزبة خاصة ويتشبثون بالحكم المطلق حتي آخر لحظة والنتيجة ما رأيناه في تونس ومصر واليمن والبحرين وعمان. والمحزن ان سياسة عدم اجراء الاصلاحات بدعوي رفض التدخلات الاجنبية ادت لمزيد من التدخلات الاجنبية نشهدها حاليا في مختلف الدول العربية ولا نملك حيالها سوي الانصياع دون مناقشة. طلبت الولايات المتحدة غطاء سياسيا من الجامعة العربية لفرض حظر جوي علي ليبيا فكان لها ما أرادت خلال ساعات. وقالت انها تؤيد عدم قيام ثورات في الانظمة الموالية لها في المنطقة إذا ما تعهدت باجراء إصلاحات فسارع سلطان عمان بمنح المجالس النيابية سلطات تشريعية. ودخلت قوات درع الجزيرة إلي البحرين للمساعدة في حفظ الامن بعد ان اعلن البيت الابيض ان تدخلهم لا يعد احتلالا عسكريا. من المؤكد ان كتب التاريخ ستذكر للحكام العرب الذين تولوا حكم بلادنا خلال الفترة الحالية انهم حكمونا بديكتاتورية ونشروا الفساد وسرقوا قوت الشعوب وفي النهاية أتوا الينا بالتدخل الاجنبي الذي اوهمونا انهم يحموننا منه ولا نملك بعد الثورة عليهم سوي الدعاء الله ينتقم منكم بقدر ما خربتم بلادنا.[email protected] المزيد من أعمدة سامح عبد الله
Comments