المحتوى الرئيسى

د.حمزة عماد الدين موسى يكتب: إعلام القذافي .. بين التشويه والتضليل والتعتيم

03/17 21:24

أول مرة أدركت أهمية متابعة إعلام العدو المضاد , كانت عندما إتصل بى زوج خالتى يحذرنى من الوجود فى ميدان التحرير قبل موقع الجحش بيوم , " انهم يشحنون الصيع و البلطجية و الجهلة ضد كل من فى التحرير , انهم يعدون العدة لعملية قذرة تستهدفكم فى التحرير " , بعد موقعة الجحش فى ميدان التحرير , اصررت على متابعة الاعلام المغرض العميل للطرف الآخر , فمن بين التصريحات المسمومة و الأكاذيب التى تفتقر الى المنطق و تستهدف ضعاف العقول لتصديقها نستطيع أن نستشف نواياهم الخسيسة و اهدافهم القذرة و اغراضهم الدنيئة . فى ليبيا الوضع لا يختلف كثير فالقذافى و زمرتة الطاغية و زبانيتة القتلة كثفوا من الهجوم الاعلامى على الثورة و تشوية الثوار , بل تجاوزوها الى اسقاط ما بهم من خسة و قذارة على رجال و شباب الثورة , ففى اوائل الايام لهذه الثورة العنيفة أصر الاعلام التابع للقذافى على تجاهل الدماء التى نزفت و الجثث و لم يكلف نفسه حتى عناء القول أن هناك اضطرابات فى بنغازى كأنما كان ينتظر أن تٌقمع هذه الثورة فى بدايتها و تدفن فى مهدها . القذافى , وظف جميع زوايا الشاشة فى قنواته لخدمة حربة الوحشية ضد الحياة و الحرية , فشريط الاخبار تارة ينادى الثوار بالقاء السلاح و تارة يتوعدهم بالاعدام و القتل , أحيانا يصفهم بالخونة المرتزقة و أحيانا أخرى يصفهم بالعصابات المسلحة التابعين لتنظيم القاعدة . ه القذافى فى حربة الاعلامية لايعترف بما تقترفة قواته بالسكان من قتل و تدمير و سحق , فلم يكتف بسجن و تحديد الاقامة الجبرية للصحفيين الآجانب فى طرابلس , الى مدهم بأخبار مشوهة كاذبة لا تعبر عن الواقع و لا تقترب من الحقيقة , فتارة يهلل بقواته فى مظاهرة حاشدة على أطراف مدينة الزاوية معلنا اقتحامها لنكتشف بعد 5 ايام ان مدينة الزاوية كانت تحت القذف العنيف المتواصل على المبانى و السكان و أن مئات القتلى ملقون فى الشوارع . الاسقاط كان سلاح القذافى الامثل ضد الثوار الذى تكرر عدة مرات , فاستغل الفيديو الذى يظهر جنودة الذين صدوا و دحروا عند هجومهم على مدينة مصراتة و اشتعلوا فى عرباتهم للتلقفة ألسنة مذيعيه من أمثال هالة المصراتى لتقول أن الجنود الشهداء قتلتهم الوحدات الاجرامية ذبحا ثم قطعتهم اربا , كأنما هؤلاء الجنود ملائكة ارسلهم الله لتخليص مصراته من المتوحشين كأنهم لم يكونوا مستمتعين بقصف مصراتة بدباتهم حتى صدها الثوار و اعطبوها و اشعلوا بها النار ! القذافى لم يتوان عن اظهار الفيديو الذى أظهر للعالم بشاعته ووحشية و اجرام ذراعة اليمنى " عبد الله السنوسى " الذى قتل ثم أشعل النار فى الظباط و ظباط الصف الذين رفضوا اطلاق الرصاص على المتظاهرين فى الكتيبة , ليعلنه ان هؤلاء جود مخلصون أوفياء قتلهم تنظيم القاعدة . " اليوم قتلناكم فى بن جواد , و غدا نقتلكم فى رأس لانوف و بعد غد فى أجدابيا و بنغازى " هكذا كان يقول احد جنود القذافى فى الاعلام بالانجليزية معلنا للعالم انهم انتصروا ولكن كان هذا قبل معركة رأس لانوف بأكثر من يوم كامل ! , لا تزال المسرحية الاعلامية تتكرر فيبدو ان كاميرات تصوير القذافى تسبق الزمن و تستبق سير المعارك . لا تكف السنة مذيعية عن الكذب " فالناشط المصرى الذى اعتقلته قوات القذافى لم يتوان عن عرضه كأحد اركان تنظيم القاعدة وهم لم يبلغ من العمر ال20 عاما , من مسعف للمصابين على جبهات المعارك غير قادر على حمل السلاح ظهر هذا الشاب كأحد اقطاب تنظيم القاعدة الذى جاء من مصر ليقود الثوار لتدمير ليبيا الآمنه ؟  شباب الثورة هم : مدمنى لحبوب الهلوسة تارة , و تارة شباب لم يربهم أهليهم على الأخلاق و احيانا كثيرة هم شباب غرر بهم , بواسطة تنظيم القاعدة , كأنما يستنكر على هؤلاء الشباب أن يستفيقوا و يطلبوا حقهم فى العيش بحرية المتظاهرون أمام محكمة بنغازى : بعد أن كانوا متعاطى لحبوب الهلوسة , صاروا مصريين تم استيرادهم كمدفوعى الأجر , ليتظاهروا بعقد إحترافى كما قال " سيف القذافى " , فهم ليسوا ليبين . " الله , ليبيا , معمر و بس " هذه هى الصيحات التى تنطلق من حناجر مؤيدى القذافى فى التلفزيون التابع له , كأنما لا بقاء لليبيا لا بوجود معمر , هذه الصيحات تنطلق  أكثر مما تنطلق من حناجر الاطفال و فمظاهرات الاطفال التى تؤيد القذافى فى التلفزيون التابع للقذافى هى أكثر من مظاهرات الراشدين .دعوات العفو عن الشباب المسلحين لتسليم اسلحتهم  لا تكاد تنزاح من شاشة القنوات التابعة للقذافى , ولكن هل يعلم القذافى و أعوانه أن وحشيتة و همجية قواته لن تدعوا الا بالمزيد من التسلح لمجابهة القذافى و قواته فالدعوات الآن لم تعد لمجرد الثأر بل انتقلت للدفاع عن العرض و الأهل بعد ان علم الجميع ماذا فعلت قوات القذافى فى المدن التى دكوها براجمات الصواريخ و الطائرات .لا يتورع الاعلام المشوه و العميل عن محاولة زرع بذور الفتن بين أبناء ليبيا فتارة يستخدم النعرات القبلية محاولا حشد العصبيات و شحن النفوس فى سبيل اشعال نيران حرب أهلية , كأنما لم تكفه الدماء التى آراق !القذافى بإعلامه العميل استغل كل الاسلحة القذرة من الاسقاط و التشوية و التشويش و الكذب و التحقير و التهميش ليحاول زعزعة الاحرار و تشوية المفاهيم و ترويع الآمنين و نشر الفتن و ايجاد المسوغ و المبرر لمذابحه و التغطية على جرائمه فى المدن التى سحق و يسحق .وصف الثوار يوما بالجرذان و يذيع إعلامة بيانا عن تطهير المدن التى يدخلون من " العصابات المسلحة ". فعلا فقوات القذافى تبيد المصابين فى ارض المعارك من الثوار استجابة لتلميحات قائدهم " ابادة الجرذان "إعلام القذافى يصر على توجية الخطاب الى شعب لا يوجد , فممثلية و كومبارسه الذين يظهرهم مرارا و تكرارا فى الساحة الخضراء و بعض المدن الليبيه . ليحاولوا اعلان ان ليبيا كلها تؤيد القذافى , متجاهلين ان طرابلس عبارة عن زنزانة كبيرة و أعداد المخطوفين فى ازدياد .لربما كان اعلام القذافى لم يتجاوز حدود الزمن ليستهدف مشاهدا انقرض , فى عهد قمع الكلمة و الرأى و الحق و متجاوزا المقاييس العسكرية ليسبق التحركات ليعلن الاستيلاء على مدن مازالت بيد الثوار " مستهدف تحطيم المعنويات و النفوس , ولكنه ايضا يبدو انه يتجاوز حدود العوالم الموازية " كما فى قصص الخيال العلمى " فيتحدث عن ليبيا أخرى غير التى نرى و نعرف .فى اليوم السابق لاعلان فريق البى بى سى انهم ضربوا و عذبوا فى طرابلس بأيدى قوات القذافى و زبانيته من الأمن الداخلى , رأيت السيد " فراس كيلانى " بين هضبتين بشريتين محاطا بذراعيهما يسألانه بعنف " هل ترى الملايين التى خلفك و هى تهتف للقائد " فيرد " نعم " , كان هذا على قناة الجماهيرية او كما يدعوها الليبيون الأحرار بالقنوذه

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل