علاء عبدالوهاب ينفرد بكشف أسرار ما حدث عودة طارق مهدي لماسبيرو.. صدر التگليف لگن »مع وقف التنفيذ«!!
> اللواء طارق مهدى بعد 3 أيام فقط من مغادرته ماسبيرو، وقبل أن تنتهي الفترة المحددة لانجاز المهمة، وتم تحديدها بشهرين، أعيد تكليف اللواء طارق مهدي بالعودة لاستكمال ما كان قد بدأه، وبالفعل صدرت الطبعات الأولي لبعض الصحف، وهي تحمل الخبر، بل واشارة للقاءات تمت مع رئيس الاتحاد ورئيسة التليفزيون، ولكن يبدو ان الأمر كان أقرب إلي كلام الليل »المدهون بالزبد« فما أن ترسل الشمس اشعتها حتي يسيح!شئ من هذا القبيل حدث خلال الساعات القليلة التي فصلت بين الاعلان عن عودة مهدي كممثل للمجلس الأعلي للقوات المسلحة بماسبيرو، والعودة إلي الوضع »كما كنت« ليبقي في موقعه، بينما تستمر حالة الغليان في اتحاد الاذاعة والتليفزيون وسط احتجاجات متواصلة لم تتوقف، وترفع شعارا مزدوجا: »عودة اللواء طارق مهدي وإقالة القيادات الموجودة«!ما حدث قبل مغادرة مهدي لماسبيرو، لا ينفصل عن ال٢٧ ساعة التالية، بل كانت التفاعلات كلها تمثل مقدمات للقصة التي لم تكتمل فصولها: عودة مهدي، وصدور التكليف، ثم التراجع خلال ساعات قليلة، ليصبح قرار اعادة إسناد المهمة لممثل الجيش في ماسبيرو قرارا مع وقف التنفيذ، وينقسم القريبون من الأحداث بين رؤيتين، الأولي تؤكد ان عدم التنفيذ مؤقت، ولحين اشعار آخر، بينما يذهب أصحاب الرأي الثاني إلي أن اللواء مهدي لن يعود في كل الأحوال، وان هناك وفي أكثر من موقع من يسعي لقطع الطريق علي عودته إلي ماسبيرو، حتي لو أدي الأمر إلي تجاهل وقائع أو اختلاق ما يخالف المعطيات القائمة علي الأرض، وابرزها تصاعد اصوات المحتجين علي مغادرته والمطالبين بعودته!رغبات متعارضة!مصدر قريب من اللواء طارق مهدي أكد أنه سوف يعتذر رسميا عن المهمة، بعد كل ما أحاط بالأمر من ظلال، وتمني النجاح لمن يكلف بانجاز ماتبقي من أجندة التغيير والاصلاح في اتحاد الاذاعة والتليفزيون، وبنودها كثيرة وصعبة، مشيرا إلي أن المسألة انتهت بالنسبة لمهدي، فهو ضابط كلف بمهمة، ومادام القائم علي الملف استطاع أحكام السيطرة علي الموقف، فإنه يدعو لله بالتوفيق.في ضوء ما ذكره المصدر الذي يمكن الاطمئنان لروايته، فانه بات من الواضح تماما وجود عدة مؤشرات منها:< ان ثمة أطرافا سعت ونجحت في ألا يعود اللواء مهدي لاستكمال مهمته.< بالمقابل فإن الرجل فقد الرغبة في العودة مع ما أحاط بالقصة من ملابسات.< ان هناك من يري أن عدم الاستقرار في ماسبيرو لا يمثل مصدرا للقلق، وإلا فلماذا لايدعي الشخص القادر علي نزع الفتيل لتهدئة الأمور تمهيدا لاصلاح جذري وشامل في المكان؟الغليان يتصاعدحالة الغليان التي اعقبت مغادرة اللواء مهدي لماسبيرو تصاعدت في صورة احتجاجات واعتصامات، بل وصل الأمر إلي حد التهديد من جانب البعض بالاضراب عن الطعام، وفي محاولة لامتصاص غضب أهل ماسبيرو، توجه اللواء إسماعيل عتمان مدير الشئون المعنوية، وعضو المجلس الأعلي لعقد اجتماع موسع مع العاملين باتحاد الإذاعة والتليفزيون، وكان واضحا لكل من حضر أو تابع أن القضية المحورية خلال الاجتماع كانت تتمحور حول عودة اللواء مهدي، لأنه يمثل صمام الأمان للمبني وسكانه، بعد أن جربوا أسلوبه في الادارة، والتصدي للأزمات، والبحث عن حلول، وقبل ان يغادر اللواء عتمان المبني حملوه رسالة للمشير طنطاوي يطالبون فيها بإعادة تكليف اللواء مهدي بمواصلة مهمته، مع التأكيد علي عدم إنهاء مظاهر الاحتجاج إلا بعد تلبية مطلبهم الأساسي!مناورة ومراوغة!ورغم وضوح الرؤية، والدقة في عرضها، فإن الصورة التي تم نقلها هونت كثيرا من الحاصل علي الأرض، فمن قائل إن عدد المحتجين لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وأن قائمة المطالب تختلف عما تنشره بعض الصحف و.. و..ومع ذلك فقد كان تقدير الموقف يميل إلي النزول علي رغبة السواد الأعظم من العاملين بقطاعات اتحاد الاذاعة والتليفزيون، وبالفعل تم اتخاذ قرار عودة طارق مهدي إلي ماسبيرو، وتوجه طاقم مكتبه إلي المبني لتجهيز المكتب الذي شغله خلال ٦١ يوما قضاها ممثلا للمجلس الأعلي هناك.لكن كان في انتظار الرجال مفاجأة من العيار الثقيل، فثمة مماحكات، واعتذارات، وطرح بدائل، ولأن العسكريين لايجيدون المناورة إلا اثناء القتال، فإنهم نقلوا صورة أمينة لما يحدث ويحمل في طياته نوايا واضحة، فالعودة غير مرحب بها من جانب من سعوا من قبل إلا اختصار المهمة!ومن بين أغرب المكالمات الهاتفية التي تمت، تلك الدعوة للواء مهدي للنزول ضيفا علي مكتب أحد الكبار في ماسبيرو، وكان السؤال المنطقي: كيف أدير مهامي دون العودة لمكتبي؟ وهنا كان الصمت هو الاجابة أحيانا، واللجوء للمراوغة أحيانا أخري بعبارات غير واضحة، وتحمل عدة دلالات في آن واحد!أشياء صغيرةالواقعة استدعت بعض الأشياء الصغيرة، لكنها تقود لاستنتاجات تكمل ما ينقص الصورة لتكون واضحة!مثلا حملت الطبعة الأولي من صحيفة كبري صورة وخبرا لزيارة قام بها عدد من الإعلاميين والفنانين الكبار لمكتب اللواء طارق مهدي، بعد أن شاع خبر جمعه لأوراقه استعدادا لمغادرة ماسبيرو، وكان غرض الزيارة مناشدته »ألا يرحل«، وحرص الضيوف علي التقاط صورة مع الجنرال، ولأنهم نجوم في زيارة رجل يقوم بمهمة حساسة، نشرت الصحيفة الكبري الخبر والصورة، وكان ذلك طبيعيا، لكن ما يثير علامات استفهام كثيرة ما حدث من رفع للخبر والصورة في الطبعات التالية!مثال آخر، تجاهل مطالبات العاملين بماسبيرو، والترويج لعكسها أحيانا، أو التقليل من أعداد المحتجين، بينما ما تبثه شاشات التليفزيون الوطني يبرز حقيقة ما يحدث، ومن الصعب إخفاؤه، أو التلاعب فيه، لكن كل ذلك لا يهم، فمن يقف وراء هذا الذي يحدث؟!قلق مشروعأكثر من مراقب لتطور الأحداث في ماسبيرو أعربوا عن القلق الذي يجب ان يشغل البال، إذا ما تقرر انهاء تكليف ممثل الجيش في ماسبيرو لمهمته قبل انجاز جميع بنودها، خاصة ما يتعلق بمطالب العاملين، وإجراء الإصلاحات الأساسية وإعداد اتحاد الإذاعة والتليفزيون لاستحقاقات المرحلة الجديدة، حتي يتم تجاوز مرحلة »التعويم« إلي الانطلاق نحو آفاق تناسب ما أسفرت عنه ثورة ٥٢ يناير من تحولات طالت معظم المواقع، وكان يجب ان يكون الإعلام المرئي والمسموع عند ذات المستوي.المتابعون لمجريات الأحداث حذروا أيضا من خطورة التسرع في الاعتماد فقط علي التكنوقراط في إدارة كل أمور ماسبيرو بعد أن سادت مظاهر الفساد بكل أنواعه لفترة طويلة، حتي نخر السوس في أساسات اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ودفعه باتجاه الإفلاس والانهيار، فثمة حاجة لإعادة الانضباط لمفاصله، دون ان يكون هناك شبهة »عسكرة« للاتحاد، وهي المعادلة التي نجح في صياغتها وإدارتها اللواء مهدي، خلال الفترة القصيرة التي قضاها في المبني.وبالتالي فإن المخاوف من حدوث ردة أو انتكاسة كانت تحمل في طياتها قلقا مشروعا، خاصة بعد أن نجح ممثل المجلس الأعلي في السيطرة علي حالة الانفلات الإداري والمالي، واتخاذ اجراءات سريعة أدت لضغط الانفاق خلال أيام في حدود ٥٨ مليون جنيه، والتفكير في مصادر تمويل باستثمار الموارد المهملة كما حدث في السعي لبيع قنوات ال »إف.إم« في مزاد علني بعائد متوقع يصل إلي ٠٠٣ مليون جنيه...............والآن، فإن الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات لم تتوقف، بل ان الأمر إلي تصعيد دائم، وفي هذا السياق، تم تجميع عدة آلاف من التوقيعات علي مذكرة تطالب المجلس الأعلي ورئيس الوزراء بعودة اللواء طارق مهدي، ولكن هل يمكن ان تجد هذه المذكرة صداها المرجو بعد كل الملابسات التي احاطت بإعادة تكليف اللواء مهدي بمهمته، ثم وضع العقبات التي تحول دون تنفيذها، ثم التراجع عن الأمر برمته؟»الأخبار« توقعت الاثنين الماضي ان يشهد ماسبيرو أياما صعبة، وكان التوقع يحمل في طياته تحذيرا مبطنا من مغبة الإقدام علي خطوة، يتطلب الواقع التراجع عنها مع ما يحمله ذلك من عواقب شديدة السلبية!هل صدق توقع »الأخبار«؟الإجابة يحملها مشهد الغليان المتواصل في ماسبيرو! > اللواء طارق مهدى
Comments