المحتوى الرئيسى

علاء عبدالوهاب ينفرد بكشف أسرار ما حدث عودة طارق مهدي لماسبيرو‮..‬ صدر التگليف لگن‮ »‬مع وقف التنفيذ‮«!!‬

03/16 23:06

‮> ‬اللواء طارق مهدى بعد‮ ‬3‮ ‬أيام فقط من مغادرته ماسبيرو،‮ ‬وقبل أن تنتهي الفترة المحددة لانجاز المهمة،‮ ‬وتم تحديدها بشهرين،‮ ‬أعيد تكليف اللواء طارق مهدي بالعودة لاستكمال ما كان قد بدأه،‮ ‬وبالفعل صدرت الطبعات الأولي لبعض الصحف،‮ ‬وهي تحمل الخبر،‮ ‬بل واشارة للقاءات تمت مع رئيس الاتحاد ورئيسة التليفزيون،‮ ‬ولكن يبدو ان الأمر كان أقرب إلي كلام الليل‮ »‬المدهون بالزبد‮« ‬فما أن ترسل الشمس اشعتها حتي يسيح‮!‬شئ من هذا القبيل حدث خلال الساعات القليلة التي فصلت بين الاعلان عن عودة مهدي كممثل للمجلس الأعلي للقوات المسلحة بماسبيرو،‮ ‬والعودة إلي الوضع‮ »‬كما كنت‮« ‬ليبقي في موقعه،‮ ‬بينما تستمر حالة الغليان في اتحاد الاذاعة والتليفزيون وسط احتجاجات متواصلة لم تتوقف،‮ ‬وترفع شعارا مزدوجا‮: »‬عودة اللواء طارق مهدي وإقالة القيادات الموجودة‮«!‬ما حدث قبل مغادرة مهدي لماسبيرو،‮ ‬لا ينفصل عن ال‮٢٧ ‬ساعة التالية،‮ ‬بل كانت التفاعلات كلها تمثل مقدمات للقصة التي لم تكتمل فصولها‮: ‬عودة مهدي،‮ ‬وصدور التكليف،‮ ‬ثم التراجع خلال ساعات قليلة،‮ ‬ليصبح قرار اعادة إسناد المهمة لممثل الجيش في ماسبيرو قرارا مع وقف التنفيذ،‮ ‬وينقسم القريبون من الأحداث بين رؤيتين،‮ ‬الأولي تؤكد ان عدم التنفيذ مؤقت،‮ ‬ولحين اشعار آخر،‮ ‬بينما يذهب أصحاب الرأي الثاني إلي أن اللواء مهدي لن يعود في كل الأحوال،‮ ‬وان هناك وفي أكثر من موقع من يسعي لقطع الطريق علي عودته إلي ماسبيرو،‮ ‬حتي لو أدي الأمر إلي تجاهل وقائع أو‮  ‬اختلاق ما يخالف المعطيات القائمة علي الأرض،‮ ‬وابرزها تصاعد اصوات المحتجين علي مغادرته والمطالبين بعودته‮!‬رغبات متعارضة‮!‬مصدر قريب من اللواء طارق مهدي أكد أنه‮ ‬سوف يعتذر رسميا عن المهمة،‮ ‬بعد كل ما أحاط بالأمر من ظلال،‮ ‬وتمني النجاح لمن يكلف بانجاز ماتبقي من أجندة التغيير والاصلاح في اتحاد الاذاعة والتليفزيون،‮ ‬وبنودها كثيرة وصعبة،‮ ‬مشيرا إلي أن المسألة انتهت بالنسبة لمهدي،‮ ‬فهو ضابط كلف بمهمة،‮ ‬ومادام القائم علي الملف استطاع أحكام السيطرة علي الموقف،‮ ‬فإنه يدعو لله بالتوفيق‮.‬في ضوء ما ذكره المصدر الذي يمكن الاطمئنان لروايته،‮ ‬فانه بات من الواضح تماما وجود عدة مؤشرات منها‮:‬‮< ‬ان ثمة أطرافا سعت ونجحت في ألا يعود اللواء مهدي لاستكمال مهمته‮.‬‮< ‬بالمقابل فإن الرجل فقد الرغبة في العودة مع ما أحاط بالقصة من ملابسات‮.‬‮< ‬ان هناك من يري أن عدم الاستقرار في ماسبيرو لا يمثل مصدرا للقلق،‮ ‬وإلا فلماذا لايدعي الشخص القادر علي نزع الفتيل لتهدئة الأمور تمهيدا لاصلاح جذري وشامل في المكان؟الغليان يتصاعدحالة الغليان التي اعقبت مغادرة اللواء مهدي‮ ‬لماسبيرو تصاعدت في صورة احتجاجات واعتصامات،‮ ‬بل وصل الأمر إلي حد التهديد من جانب البعض بالاضراب عن الطعام،‮ ‬وفي محاولة لامتصاص‮ ‬غضب أهل ماسبيرو،‮ ‬توجه اللواء إسماعيل عتمان مدير الشئون المعنوية،‮ ‬وعضو المجلس الأعلي لعقد اجتماع موسع مع العاملين باتحاد الإذاعة والتليفزيون،‮ ‬وكان واضحا لكل من حضر أو تابع أن القضية المحورية خلال الاجتماع كانت تتمحور حول عودة اللواء مهدي،‮ ‬لأنه يمثل صمام الأمان للمبني وسكانه،‮ ‬بعد أن جربوا أسلوبه في الادارة،‮ ‬والتصدي للأزمات،‮ ‬والبحث عن حلول،‮ ‬وقبل ان يغادر اللواء عتمان المبني حملوه رسالة للمشير طنطاوي يطالبون فيها بإعادة تكليف اللواء مهدي بمواصلة مهمته،‮ ‬مع التأكيد علي عدم إنهاء مظاهر الاحتجاج إلا بعد تلبية مطلبهم الأساسي‮!‬مناورة ومراوغة‮!‬ورغم وضوح الرؤية،‮ ‬والدقة في عرضها،‮ ‬فإن‮ ‬الصورة التي تم نقلها هونت كثيرا من الحاصل علي الأرض،‮ ‬فمن قائل إن عدد المحتجين لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة،‮ ‬وأن قائمة المطالب تختلف عما تنشره بعض الصحف و‮.. ‬و‮..‬ومع ذلك فقد كان تقدير الموقف يميل إلي النزول علي رغبة السواد الأعظم من العاملين بقطاعات اتحاد الاذاعة والتليفزيون،‮ ‬وبالفعل تم اتخاذ قرار عودة طارق مهدي إلي ماسبيرو،‮ ‬وتوجه طاقم مكتبه إلي المبني لتجهيز المكتب الذي شغله خلال ‮٦١ ‬يوما قضاها ممثلا للمجلس الأعلي هناك‮.‬لكن كان في انتظار الرجال مفاجأة من العيار الثقيل،‮ ‬فثمة مماحكات،‮ ‬واعتذارات،‮ ‬وطرح بدائل،‮ ‬ولأن العسكريين لايجيدون المناورة إلا اثناء القتال،‮ ‬فإنهم نقلوا صورة أمينة لما يحدث ويحمل في طياته نوايا واضحة،‮ ‬فالعودة‮ ‬غير مرحب بها من جانب من سعوا من قبل إلا اختصار المهمة‮!‬ومن بين أغرب المكالمات الهاتفية التي تمت،‮ ‬تلك الدعوة للواء مهدي للنزول ضيفا علي مكتب أحد الكبار في ماسبيرو،‮ ‬وكان السؤال المنطقي‮: ‬كيف أدير مهامي دون العودة لمكتبي؟ وهنا كان الصمت هو الاجابة أحيانا،‮ ‬واللجوء للمراوغة أحيانا أخري بعبارات‮ ‬غير واضحة،‮ ‬وتحمل عدة دلالات في آن واحد‮!‬أشياء صغيرةالواقعة استدعت بعض الأشياء الصغيرة،‮ ‬لكنها تقود لاستنتاجات تكمل ما ينقص الصورة لتكون واضحة‮!‬مثلا حملت الطبعة الأولي من صحيفة كبري صورة وخبرا لزيارة قام بها عدد من الإعلاميين والفنانين الكبار لمكتب اللواء طارق مهدي،‮ ‬بعد أن شاع خبر جمعه لأوراقه استعدادا لمغادرة ماسبيرو،‮ ‬وكان‮ ‬غرض الزيارة مناشدته‮ »‬ألا يرحل‮«‬،‮ ‬وحرص الضيوف علي التقاط صورة مع الجنرال،‮ ‬ولأنهم نجوم في زيارة رجل يقوم بمهمة حساسة،‮ ‬نشرت الصحيفة الكبري الخبر والصورة،‮ ‬وكان ذلك طبيعيا،‮ ‬لكن ما يثير علامات استفهام كثيرة ما حدث من رفع للخبر والصورة في الطبعات التالية‮!‬مثال آخر،‮ ‬تجاهل مطالبات العاملين بماسبيرو،‮ ‬والترويج لعكسها أحيانا،‮ ‬أو التقليل من أعداد المحتجين،‮ ‬بينما ما تبثه شاشات التليفزيون الوطني يبرز حقيقة ما يحدث،‮ ‬ومن الصعب إخفاؤه،‮ ‬أو التلاعب فيه،‮ ‬لكن كل ذلك لا يهم،‮ ‬فمن يقف وراء هذا الذي يحدث؟‮!‬قلق مشروعأكثر من مراقب لتطور الأحداث في ماسبيرو‮ ‬أعربوا عن القلق الذي يجب ان يشغل البال،‮ ‬إذا ما تقرر انهاء تكليف ممثل الجيش في ماسبيرو لمهمته قبل انجاز جميع بنودها،‮ ‬خاصة ما يتعلق بمطالب العاملين،‮ ‬وإجراء الإصلاحات الأساسية وإعداد اتحاد الإذاعة والتليفزيون لاستحقاقات المرحلة الجديدة،‮ ‬حتي يتم تجاوز مرحلة‮ »‬التعويم‮« ‬إلي الانطلاق نحو آفاق تناسب ما أسفرت عنه ثورة ‮٥٢ ‬يناير من تحولات طالت معظم المواقع،‮ ‬وكان يجب ان يكون الإعلام المرئي والمسموع عند ذات المستوي‮.‬المتابعون لمجريات الأحداث حذروا أيضا من خطورة التسرع في الاعتماد فقط علي التكنوقراط في إدارة كل أمور ماسبيرو بعد أن سادت مظاهر الفساد بكل أنواعه لفترة طويلة،‮ ‬حتي نخر السوس في أساسات اتحاد الإذاعة والتليفزيون،‮ ‬ودفعه باتجاه الإفلاس والانهيار،‮ ‬فثمة حاجة لإعادة الانضباط لمفاصله،‮ ‬دون ان يكون هناك شبهة‮ »‬عسكرة‮« ‬للاتحاد،‮ ‬وهي المعادلة التي نجح في صياغتها وإدارتها اللواء مهدي،‮ ‬خلال الفترة القصيرة التي قضاها في المبني‮.‬وبالتالي فإن المخاوف من حدوث ردة أو انتكاسة كانت تحمل في طياتها قلقا مشروعا،‮ ‬خاصة بعد أن نجح ممثل المجلس الأعلي في السيطرة علي حالة الانفلات الإداري والمالي،‮ ‬واتخاذ اجراءات سريعة أدت لضغط الانفاق خلال أيام في حدود ‮٥٨ ‬مليون جنيه،‮ ‬والتفكير في مصادر تمويل باستثمار الموارد المهملة كما حدث في السعي لبيع قنوات ال‮ »‬إف.إم‮« ‬في مزاد علني بعائد متوقع يصل إلي ‮٠٠٣ ‬مليون جنيه‮.‬‮..............‬والآن،‮ ‬فإن الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات لم تتوقف،‮ ‬بل ان الأمر إلي تصعيد دائم،‮ ‬وفي هذا السياق،‮ ‬تم تجميع عدة آلاف من التوقيعات علي مذكرة تطالب المجلس الأعلي ورئيس الوزراء بعودة اللواء طارق مهدي،‮ ‬ولكن هل يمكن ان تجد هذه المذكرة صداها المرجو بعد كل الملابسات التي احاطت بإعادة تكليف اللواء مهدي بمهمته،‮ ‬ثم وضع العقبات التي تحول دون تنفيذها،‮ ‬ثم التراجع عن الأمر برمته؟‮»‬الأخبار‮« ‬توقعت الاثنين الماضي ان يشهد ماسبيرو أياما صعبة،‮ ‬وكان التوقع يحمل في طياته تحذيرا مبطنا من مغبة الإقدام علي خطوة،‮ ‬يتطلب الواقع التراجع عنها مع ما يحمله ذلك من عواقب شديدة السلبية‮!‬هل صدق توقع‮ »‬الأخبار«؟الإجابة يحملها مشهد الغليان المتواصل في ماسبيرو‮!‬ ‮> ‬اللواء طارق مهدى

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل