المحتوى الرئيسى

نقطة فوق حرف ساخنالاستمرار في السقوط

03/16 23:06

قبل ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير بحوالي عشرة أيام‮.. ‬طار مسئول مصري رفيع المستوي في ذلك الوقت الي احدي العواصم الاوروبية‮.. ‬كانت الزيارة سرية ولم يعلن عنها‮.. ‬ومن اجل هدف محدد‮.. ‬وهو الاجتماع مع مسئولي احدي اكبر شركات العلاقات العامة الاجنبية لوضع تصور مبدئي لكيفية إعادة طرح اسم مبارك الاب كمرشح لانتخابات الرئاسة خلال الفترة القادمة‮..‬وتزامن عقد هذا الاجتماع الذي استمر قرابة ال45‮ ‬دقيقة مع رحيل بن علي من تونس ونجاح‮  ‬الثورة التونسية‮.. ‬حتي ان المسئول المصري كان يتابع عبر هاتفه ومن خلال شاشات التليفزيون ما يجري علي ارض تونس وهو مذهول لتطور الوضع هناك بهذه السرعة‮.. ‬وخلال الاجتماع استمع المسئول المصري الي مالم يتوقعه من مسئولي الشركة واشترطوا في حالة موافقتهم علي العمل مع الحكومة المصرية وتحقيق الهدف المطلوب منهم ان يبادر الرئيس السابق مبارك بطرح عدد من التعديلات الدستورية والقرارات الرئاسية لتحسين وضع المصريين من أجل قبول فكرة إعادة ترشيحه مرة اخري لفترة رئاسة جديدة‮..‬وعاد المسئول المصري للقاهرة وهو يحمل هم توصيل الرسالة التي لديه‮.. ‬وعكف علي كتابة ‮٤١ ‬محور عمل يتم تنفيذها علي مدار الفترة المقبلة علي ذلك‮.. ‬وتضمنت المحاور حزمة من التعديلات الدستورية من بينها قصر مدة الرئاسة علي مدتين وإزالة جميع القيود المفروضة علي الترشح لمنصب رئيس الجمهورية وعودة الإشراف القضائي علي جميع الانتخابات‮. ‬وأيضا عودة العمل للنقابات المهنية واطلاق حرية إنشاء الأحزاب ووقف تنفيذ قانون الضريبة العقارية وإعادة النظر في قانون الضريبة العامة لتعود تصاعدية‮. ‬كما كانت وإعادة توزيع الثروة في مصر مع الحد من نفوذ رجال الأعمال وتفعيل تقارير محكمة النقض بشأن النواب المطعون في عضويتهم وعدم تصدير مقولة‮ »‬سيد قراره‮« ‬أمام هذه التقارير واتاحة الفرصة أمام أحزاب المعارضة للتحرك في الشارع بحرية وفي المقابل‮.. ‬تقليل سيطرة وهيمنة الحزب الوطني علي الحياة السياسية‮.‬وكان أخطر هذه المحاور إعادة تشكيل هيئة المكتب للحزب الوطني من وجوه مقبولة من جانب الشارع المصري‮.‬وحمل المسئول المصري أوراقه وتوجه إلي مقر الرئاسة وقدم تقريره الذي فاجأ الجميع،‮ ‬ولكنهم نظروا إلي التقرير بنظرة قاصرة‮.. ‬أقرب إلي السخرية متكئين علي أن هذه الشركة الأجنبية لا تفهم في الشأن المصري‮.. ‬وعلينا البحث عن شركة أخري‮. ‬ولم ييأس المسئول المصري واتجه بورقته ومحاورها إلي الحزب الوطني‮.. ‬وكان نصيبه من السخرية أكبر بالرغم من انه كان يتحسس كل كلمة يقولها وكل فكرة يطرحها‮..‬كان هدف المسئول صادقا ونقل ما دار في اجتماعه بأمانة‮.. ‬ولكنهم كانوا في‮ ‬غيبوبة‮.. ‬وعاشوا فيها حتي اللحظة الأخيرة متوهمين ان النظام قوي ولن يؤثر فيه أي اتجاه سياسي أو شعبي أو حتي حفنة من الشباب تم كنسهم علي حد تعبير وزير داخلية النظام فجر يوم ‮٦٢ ‬يناير من ميدان التحرير‮. ‬ومرت الأيام سريعا‮.. ‬وأرغم أبناء التحرير الرئيس السابق علي التنحي وسقط النظام وبقيت محاور المسئول المصري شاهدة علي كِبر القيادة وتصلب شرايينها‮.. ‬فأفقدها تفكيرها‮. ‬وتمادت في السقوط‮.‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل