المحتوى الرئيسى

كوني إنسان .. فمن حقي أن أتعلم بقلم الصحفي : تامر الهيقي

03/16 22:20

كوني إنسان .. فمن حقي أن أتعلم بقلم الصحفي : تامر الهيقي "يموت الإنسان وما يزال يتعلم " مقولة دارجة ومشهورة في مجتمعنا تدل على مدى أهمية العلم في حياة الإنسان مهما كان عمره وسنه حتى موته , فقد أصبح العلم مقياساً بين البشر للتعامل فيما بينهم بطرق مختلفة , فتجد أن الناس يتعاملون مع المتعلم بطريقة أكثر رقي من تعاملهم مع غير المتعلم , هذا الأمر دفع الناس لأن يضعوا العلم في مقدمة أولوياتهم وأهدافهم , لأنهم أيقنوا أنهم بعلمهم سيرتفع شأنهم في المجتمع, ومع مرور السنين انتشرت هذه الفكرة بشكل أوسع وكبير حتى ظهور النظرية النسبية على يد العبقري ألبرت اينشتاين وقلبت موازين الكون العلمية , فأصبح العلم شيء لا يستطيع أن يستغني عنه الناس مثله كالماء والهواء , فبعد أن كنت تتفاجئ من وجود فرد متعلم في منطقة معينة , أصبحت الان تستغرب من وجود فرد غير متعلم في تلك المنطقة , وبات العلم يعد حق أساسي لكل فرد في المجتمع , فمن حق الفرد أن يأكل ويشرب ويسكن ويتعلم . دعونا نفتش قليلاً في سيرة النبي الامي ونسترجع قصته في الغار عندما نزل عليه الوحي وقال له "إقرأ", وكأن الله أراد أن يؤكد أن العلم هو أساس الدعوة التي أرسل نبينا صلى الله عليه وسلم بها فقد كان يقول عليه الصلاة والسلام " طلب العلم فريضة على كل مسلم " , فالإسلام لم يحدد نوع الفرد سواء ذكر أو انثى كبير كان أو صغير غني أو فقير عربي أو أعجمي في طلب العلم , بل أكد أن "العلم للجميع" . فمن حق أي فرد في أي مجتمع أن يتعلم وأن يطلب العلم ويبحث عنه ليتفهم الكون من حوله , ومن حقه ايضاً أن يعلم أبنائه ما تعلمه ويوسع ثقافته بما سيتعلمه أبنائه أيضاً , ومن حقه على الدولة أن توفر له التعليم المجاني سواء كان في المراحل الأساسية أو الجامعية وأن توفر السبل المناسبة التي تمكن كل فرد من التعلم دون عناء في الحصول عليه , فقد نصت كافة القوانين والأعراف الدولية أن العلم حق لكل فرد في المجتمع ومن حق الأفراد التعليم الإجباري المجاني في المراحل الأساسية والتيسير في المراحل المتقدمة حتى يتثنى للجميع أن يكونوا أصحاب كفاءات علمية ترفع شأنه وشأن الدولة والمجتمع عالياً أمام المجتمعات والشعوب الاخرى . فلو نظرت إلى بعض الأنظمة في عالمنا تجد أنها تتيح التعليم المجاني في المراحل الأساسية والجامعية وتمنح التعليم العالي المجاني للمتفوقين والراغبين , أيضاً تقوم بعض الدول بابتعاث طلابها إلى الجامعات العظمى في دول العالم المختلفة , الأمر الذي شجع غالبية أفراد المجتمع في الإلتحاق بركب المتعلمين ليصحبوا كما أصبح غيرهم من المثقفين . إلا أن القدر المؤلم في أرضنا المحتلة لا يقتصر على القتل والتجويع والحصار بل شمل حقنا وحق أبنائنا في التعلم , فإلى جانب ضيق الحال الذي يعانيه المواطن وصعوبة الحصول على لقمة يومه , تتراكم همومه وتتزايد بحثاً عن سبل توفير المال لكي يتعلم , الأمر الذي يطمس حقه في التعليم , وكل ذنبه أنه يجاور فقره الذي أرهقه بسبب عيشه على أرض محتلة . لذلك من حقنا أن نتعلم ومن حقنا أن نحصل على تعليم مجاني ومن حقنا أن نخرج جيلاً متعلماً يتعلم مما تعلمناه ومن حقنا أن نكنى بأباء المتفوقين وأبناء المثقفين وطلاب العلم وصناع ثورة نسبية جديدة , كذلك من حقنا أن نتكلم اللغة العربية الفصحى دون أن نتعثر لُغوياً .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل