انتصرتم يا شباب فلسطين بقلم: م .عماد عبد الحميد الفالوجي
انتصرتم يا شباب فلسطين م. عماد عبد الحميد الفالوجي رئيس مركز آدم لحوار الحضارات WWW.IMADFALOUJI.PS بالضبط كما قال الكثيرون لن تكون الأوضاع بعد الخامس عشر من آذار كما كانت قبلها , خرج الشباب الفلسطيني بقوة لم يتوقعها الكثيرون وكانت المفاجأة هو ذلك الانضباط والوعي الذي رافق فعاليات ذلك اليوم ,والتزام الشباب أصحاب الفكرة بأهدافهم التى أعلنوها , ورفرف علم فلسطين عاليا شامخا , وارتفعت الأصوات المنادية بفتح صفحة جديدة فى حياة الشعب الفلسطيني وضرورة العمل الجاد والمسئول لإنهاء الانقسام , وجاءت ردود الفعل أسرع مما اعتقده الكثير من المراقبين , ووصل صوتكم الهادر الى المسئولين وأصحاب القرار واستلموا الرسالة واستشعروا جدية التحرك وأن البداية لن تكون نهايتها إلا بتحقيق كامل الأهداف التى أعلنها شباب فلسطين , فكانت الاستجابة الفورية من كلا الحكومتين أو طرفي الانقسام , بعضهم قناعة والبعض الآخر خوفا , وبدأت التصريحات المتجاوبة مع مطالب الشباب , الأخ اسماعيل هنية يدعو الرئيس محمود عباس بالدعوة لإجراء حوار مباشر وجدي لإنهاء حالة الانقسام ويدعوه للقدوم الى قطاع غزة أو الالتقاء فى أي مكان آخر , والتقط الرئيس محمود عباس الرسالة وأعلن بكل شجاعة ومسئولية موافقته للقدوم الى قطاع غزة بخطوة جريئة وحازمة لإعلان إنهاء حالة المقاطعة بين شقى السلطة , ويضع النقاط على الحروف بقوله أنه يطلب من السيد اسماعيل هنية الإعداد الفعلي لزيارته الى قطاع غزة خلال أيام وليس شهور , وهكذا بدأت الأوضاع تأخذ منحى جدي ومتميز وسريع لإنهاء حالة الانقسام . حتى الآن نقول لشباب فلسطين مبروك لكم هذا الانتصار الذي أنتم أصحابه وأهله , طرفي الانقسام يسارعان للالتقاء اليوم بشكل جدي وغير مسبوق , لقد كان ذلك ثمرة طبيعية لتحرككم الكبير , لقد أدرك كافة القادة والرؤساء أن لا مجال بعد اليوم الوقوف فى وجه الشباب , ولابد من الاستماع الجيد لمطالبهم والعمل الفوري على تحقيقها , وأن التأخير أو التلكؤ كما حاول بعض الرؤساء القيام به لم يجر عليهم إلا المزيد من الويلات وكانت نهايتهم مخزية , ولكن نحن فى فلسطين نختلف كما قالها الكثيرون , لأن قادتنا منغرسين بين صفوف شعبهم ويتحسسون ما يريدون , وأمامنا عدو قاهر يجب الانتباه لمؤامراته , كما يجب قراءة تاريخ الأحداث المحيطة بنا فى كل جانب . نعم الأحداث بعد الخامس عشر من آذار ليس كما قبلها لقد سقط عنصر الخوف من التحرك ولم يعد مسموحا استمرار حالة الصمت أمام كل ما يجري من أحداث , وهذا التحرك رسالة قوية للكيان الإسرائيلي بأن شباب فلسطين لازالوا يمتلكون قوة التحرك واستلام الراية ولن يستسلموا أبدا لحالة الخنوع التى حدثت خلال المرحلة الماضية , منذ زمن ليس بالبعيد لم يشهد الشعب الفلسطيني مسيرات شعبية عامة يغيب عنها الطابع الحزبي الضيق , لقد اشتاقت فلسطين لعلمها منفردا واشتاق الأقصى لهتاف من حناجر متعددة لا يربطها إلا الانتماء للوطن والأرض , ولم يدفعها قرار تنظيمي مجرد بل تحركت بقرار ذاتي عنوانه حب الوطن والالتزام بالقضية . يا شباب فلسطين لقد قطعتم شوطا مهما فلا تسمحوا لأي كان من استغلاله أو حرف مساره ولتكن البوصلة ثابتة كما كانت وهو عنوان التحرك هو تحقيق الوحدة وإنهاء حالة الانقسام , وتجديد ثقافة الانتماء للوطن المقدمة على الانتماء الحزبي , ثقافة المحبة والتسامح بيننا مهما اختلفت أفكارنا ومداركنا , ثقافة التمسك بحقوقنا مهما كانت الظروف صعبة , ثقافة التعبير عن ذاتنا بطرق جديدة غير تقليدية والاستعداد لمسيرة العودة فى مايو ذكرى نكبة شعبنا , ثقافة توحيد الجهود ورفض الحدود والجدران التى تفصل بيننا , شباب فلسطين وحدة واحدة فى كافة أماكن تواجدهم يجمعهم حب فلسطين والعمل من أجلها . اليوم على شباب فلسطين أن يعملوا على وضع الترتيبات اللازمة لاستقبال الرئيس محمود عباس فى قطاع غزة , ويجب أن تكون الزيارة تحت رايتهم – علم فلسطين – ويتابعون برنامج الزيارة , ولن تنتهي هذه الزيارة إلا بالاتفاق وطي صفحة الانقسام والى الأبد .
Comments