شكشوكة ببعض البهار بقلم فراس المصري

غموض غريب يعتري ما يحدث في فلسطين , وكأن هذه الثورات مجرد نوع من البهار أو أنها قطعة ديكور لا بد من وجودها. نحن نعلم أن هنالك موافقة على قيام هذه الثورة أو إذا صح القول "هذا الاعتصام" من قبل الرئيس محمود عباس ومن قبل السيد اسماعيل هنية, وعلى علم كامل بمطالب الشعب , ومع ذلك لمم يبادروا بشكل جدي وإعلان حقيقي إلا بعد أن خرج الشعب سواءا كان خروجه على فراش دافئ أو على جمر يحرقه كما حدث في غزة. لماذا إذن؟! لماذا لم يكن هذا القرار والدعوة الجادة لإنهاء الانقسام إلا بعد هذه الثورات ؟! أم أن الرأي العام والفروق التي تظهر هنا وهناك هي المطلب الرئيسي سواءا كان بفرض القوة أو بحس المعاملة والديمقراطية. ثم إن ما حدث لم يكن بمسمى ثورة حقيقية , فالثورة لا تكون باعتصام في مكان ما دون إحداث فرق حقيقي في الدولة التي تحدث بها , ولا تكون ليوم واحد تنتهي أو تقمع بحديث منمق أو بخوف سائد. أعجب لأمرنا نحن شعب الثورات , الذين علمنا العالم بأسره ما هي الثورة وكيف تكون لم نكن قادرين على إحداث الفرق أو صنع ثورة تفوح رائحتها لكل من تشتهي سماع صوت الشعب . لقد صودرت حماسة الشباب وقوتهم في لحظة وقفوا عاجزين عن سماع صدى لأصواتهم , أصبحوا يستجدون إعلاما غُيّب لا أدري إن كان هذا هو الحال بتسييس الإعلام اليوم أم أنه لم يعد للديمقراطية أمل في أن ترى النور بعد حمل يبدو أنه وهمي لها. سنرى فلسطين اليوم وغدا ونترقب مصافحةً ربما هي الأخرى وهمية لكننا سنتعلم ممن علمناهم ماهية الثورة وسنزرع بذرة زيتون أخرى لتنمو بأغصان أشد قوة وأكثر طولا علها تظهر للعيان.