المحتوى الرئيسى

> «الثائر الحق»

03/16 21:22

اندهشت كثيرًا عندما شاهدت مقطع فيديو مسجلاً لفضيلة الإمام الراحل محمد متولي الشعراوي علي الفيس بوك والقنوات الفضائية يتحدث فيه عن مفهوم «الثائر الحق» في المجتمع حيث عرفه بأنه من يثور ضد الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجاد، ويتطرق من خلال تفسيره الرائع عن آفة هذا الثائر التي عبر عنها في أنه يظل ثائرا لا يهدأ، وكلما قدمت له شيئًا طلب شيئا آخر. ويقول الشيخ الشعراوي في نص حديثه: «قد يثور المدنيون حتي ينهوا ما يرونه فسادًا، ولكن آفة الثائر من البشر أنه يظل ثائرًا، ولكن الثائر الحق هو الذي يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجاد ولا يسلط السيف علي رقاب الجميع». سر دهشتي يكمن في أن المقطع القديم بدا فيه الشيخ وكأنه يتحدث عن ثورة «25 يناير»، فكل كلامه ينطبق تماما علي ما نمر به حاليا منذ اندلاع الثورة حتي وقتنا هذا، فالبرغم من النتائج الطيبة والثمار التي جنيناها إلا أن هناك العديد من الفئات في المجتمع تعبر عن «آفة الثائر» التي ذكرها الشعراوي في حديث، حيث ترفض هذه الفئات الاستماع إلي صوت العقل، وتسلط سيوفها علي رقاب الجميع، وتصر علي تحقيق مطالب معينة دون إعطاء فرصة أو هدنة للقائمين علي الحكم في إصلاح ما أفسده غيرهم لكي تستعيد الدولة عافيتها ومن ثم تستطيع تنفيذ مطالب ورغبات أبنائها، وهو ما يتسبب بدوره في حالة من الفوضي العارمة التي قد تعوق بناء المجتمع علي أسس سليمة خالية من الفساد الذي استشري في أروقة المجتمع خلال السنوات الأخيرة. أنا هنا لا أحجر علي أراء أو مطالب أحد ولكني فقط أحذر من استشراء روح الاختلاف والتصارع علي كل شيء فهذه مشاعر هدامة.. لذا ينبغي علي كل منا الاستماع إلي صوت العقل والإيمان والتخلص من تقمص شخصية المتمرد علي أي شيء. رحم الله الشيخ الجليل.. صدق فقال، وقال فأوجز، وفصل الحق من الباطل، نفعنا الله بعلمه وجزاه عنا خيرا وأنزله منازل الشهداء والصديقين.

Comments

عاجل