المحتوى الرئيسى

حفيد المهاتما غاندى: الثورة المصرية ألهمت العالم

03/16 14:46

حنان سليمان - حفيد المهاتما غاندي Share var addthis_pub = "mohamedtanna"; اطبع الصفحة var addthis_localize = { share_caption: "شارك", email_caption: "أرسل إلى صديق", email: "أرسل إلى صديق", favorites: "المفضلة", more: "المزيد..." }; var addthis_options = 'email, favorites, digg, delicious, google, facebook, myspace, live'; هل سارت الثورة المصرية على خطى غاندى؟ سؤال شكل محور حديث قس أمريكى إلى شعب إحدى الكنائس الأسقفية فى مدينة مينيا بوليس بولاية مينسوتا الأمريكية وخلص فى نهايته إلى أنه يمكن المقارنة بين ثورة المصريين وثورة الهنود بزعامة غاندى فكلاهما اعتمد منهجية سلمية فى المقاومة والكفاح حتى مع التسليم بأن الثورة المصرية شابتها بعض أحداث العنف.«الشروق» تحدثت إلى آرون غاندى، حفيد المهاتما غاندى، الأب الروحى للمقاومة غير العنيفة فى العالم، فى هاواى، حيث يتحدث فى مدارس وجامعات أمريكية حول السلام، وذلك لمعرفة رؤيته حول ثورة مصر وهل سيسطرها التاريخ ضمن سلسلة الكفاح السلمى الذى بدأه غاندى لطرد المحتل البريطانى من الهند ومن بعده مارتن لوثر كينج لانتزاع حقوق السود فى أمريكا، وانتشار هذا الفكر فى دول أوروبا الشرقية بعد ذلك، وخاصة صربيا وأوكرانيا اللتين ثار شعبهما ضد النظام الحاكم بسبب فساد وتزوير الانتخابات، وهو ما تكرر فى التجربة المصرية.حاملا نفس شعار جده ملهم الثورات السلمية: «كن أنت التغيير الذى تريد أن تراه فى العالم»، عاش آرون بهذه الروح فى سنوات طفولته التى قضاها فى جنوب أفريقيا، حيث ولد عام 1934، وفى سن الرابعة عشرة شهد اغتيال مهاتما غاندى لكنه وبمساعدة والديه ظل يردد ما كان يقوله غاندى: «لا تأخذ ردا فوريا عند الغضب» ليكرس حياته بعد ذلك فى سبيل إنهاء العنف فى العالم من خلال تأسيسه لمعهد مهاتما غاندى لـ«اللا عنف» عام 1991، قبل أن يتعرض فى بداية عام 2008 لحملة اغتيال سياسى ومعنوى مارسها اللوبى الصهيونى ضده بعد أن قال ان اليهود واسرائيل يعيشون أسرى للهولوكوست وأنهم لاعبون كبار فى ثقافة العنف التى تدمر الإنسانية لتتم إزاحته كما يقول آرون من منصبه كرئيس للمعهد وينشئ معهد غاندى الدولى للتعليم فى مايو من العام نفسه ليكمل حلمه وحلم جده فى نشر ثقافة اللا عنف. وإلى نص الحوار: ● فى البداية، كيف تصف التغيير الكبير الذى حدث فى مصر؟ــ أرى أن ما حدث هو ثورة، وأنا سعيد أنها كانت سلمية فى جوهرها وإن شابها بعض أحداث العنف فهى جزء من الثورة. إن رؤية الشباب يتمسكون بسلمية ثورتهم بالرغم من كل الاستفزازات التى وقعت هو أمر يشجع الآخرين ويلهمهم الكثير، لكن يجب الاهتمام أيضا بما سيحدث بعد ذلك وكيف سيبدو المستقبل ومن سيخلف حسنى مبارك فى رئاسة مصر.● هل توقعت أن تطيح المظاهرات والاعتصامات بنظام مبارك؟ــ فى الحقيقة ما حدث كان مفاجأة لى، ولكننى أيضا مندهش من كل ما يجرى فى المنطقة فالخوف من الأنظمة الديكتاتورية لا يولد شيئا لكن المصريين كسروا حاجز الخوف لكى تكون لهم كلمة فى تحديد شكل حياتهم ومستقبلهم. غاندى كان يقول إن الحرية الحقيقية تأتى عندما نحرر أنفسنا من الخوف الذى يسيطر على حياتنا.● هل عملت مع منظمات أو ناشطين فى مصر فى مجال الكفاح السلمى؟ــ لا ليس لدى أى اتصال مباشر مع المصريين لكننى تابعت ثورتكم من خلال الإعلام.● ماذا عن الدول العربية الأخرى؟ ــ زيارتى الوحيدة التى قمت بها للمنطقة كانت عام 2004 عندما زرت الأراضى الفلسطينية وإسرائيل إثر دعوة تلقيتها من إحدى المنظمات الفلسطينية التى تنادى بالسلام. ذهبت هناك لأبحث تغيير المناهج التعليمية بما يتوافق مع منهج السلام وفوجئت من مدى فهم الفلسطينيين لمفهوم الكفاح السلمى ووقتها زرت الأردن أيضا.● لماذا لا تحتل الدول العربية أولوية لدى معهد غاندى فى نشر مفهوم المقاومة غير العنيفة؟ ــ أنا آمل أن يتسع دورنا لنعمل فى هذه المنطقة لكن للأسف لا توجد لدينا الموارد أو التمويل الكافى، لذلك فالأمر يبدو كأنه عرض لرجل واحد «One Man Show» ولهذا فأنا أعتمد فقط على الدعوات التى أتلقاها للمشاركة فى ورش عمل أو محاضرات.● فى رأيك، لماذا لا يجذب عملكم اهتمام الجهات المانحة؟ــ لأن هناك عدم فهم لمعنى السلام الذى نحاول نشره..● وما هو مفهوم السلام بالنسبة لك؟ــ السلام هو أسلوب حياة اما أن ترضى به وتطبقه فى جميع نواحى الحياة أو لا. للأسف المفهوم العام للسلام هو أنه غياب الحرب وهذا تفسير مقصور لأن السلام أشمل بكثير من ذلك وهناك ضغوط أخرى بخلاف الحرب قد يعانى منها المجتمع وتكون المسئولة عن غياب السلام فى المجتمع.ولا يمكن اعتبار المقاومة السلمية استراتيجية موائمة تتخذها كسلاح أو كوسيلة أو تكتيك مناسب لفترة ما ثم تتركها وتنتهج العنف عندما يكون بمقدورك فعل ذلك، وإذا كنت تفعل ذلك فإن نجاح المقاومة السلمية التى تتبعها بشكل وقتى لن يطول وسرعان ما ستواجهك صراعات أخرى لأن ثقافة العنف لا تزال حاضرة، لهذا يجب العمل على تغيير الثقافة نفسها من خلال تغيير طريقة الحديث أو اللغة والسلوك العام غير المتحضر وشكل العلاقات وشكل التدين وطبيعة النظام الاقتصادى.. كل ذلك يتسم بأشكال مختلفة من العنف يجب تغييرها لكى تكون النتيجة دائمة.وبدلا من العمل على حل كل صراع على حدة، يجب النظر إلى العملية برمتها على أنها ثقافة عنيفة لا بد من تغييرها على المدى الطويل لكى يتقبل أفراد المجتمع بعضهم ويعيشوا فى وئام، وإلا فستظل تخلق صراعات لا نهاية لها ومع الوقت سيمل المجتمع من الكفاح السلمى وسيلجأ وقتها للعنف.● ألا ترى أن كثيرا من الدول العربية والأفريقية وحتى الآسيوية ربما تكون فى حاجة ماسة لمجهوداتك فى نشر ثقافة السلام أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية التى تتخذ منها مقرا لمعهدك؟ ــ لا بالعكس، أنا أرى أن أمريكا كما هذه الدول فى حاجة لثقافة السلام. أعتقد أن الولايات المتحدة تحتاج لهذه الثقافة أكثر من أى دولة أخرى لأنها تزعم أنها أكبر قوة فى العالم وقد يكون هذا صحيحا لكنه على المستوى العسكرى فقط وليس الأخلاقى ولهذا فإن عليها التزاما أخلاقيا تجاه هذا العالم ينطلق من مكانتها الدولية. وعلى مسار متواز، أسعى للوصول بعمل المعهد إلى مناطق أخرى فهذا العام أزور زامبيا وجنوب افريقيا والبرازيل لالقاء محاضرات والمشاركة فى اجتماعات تخدم ثقافة السلام فى هذه المجتمعات، لكن المشكلة كما قلت تكمن فى الموارد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل