المحتوى الرئيسى

مستقبلياتنعم للسياسة‮..‬ لا للتحزب‮ »٤«‬

03/16 01:47

ليس عيبا ان يمارس الطلاب دورهم في العمل السياسي داخل الجامعة‮.. ‬ولكن العيب ان يدخل التحزب ليفسد الحياة والمجتمع الجامعي‮.. ‬ولعل من ابرز المطالب الطلابية علي مدي سنوات طويلة،‮ ‬الغاء الحرس الجامعي،‮ ‬ولم يفكر احد في البديل المناسب،‮ ‬لحفظ النظام وحماية المنشآت‮.. ‬هل في انشاء ادارة مدنية بزي خاص،‮ ‬يتم تدريبهم وتأهيلهم لهذه المهمة الشاقة‮..‬ان يترك الامر سداح مداح بلا رابط ومن مطالبهم ايضا اعادة اتحاد طلاب الجمهورية الذي ظل قائما لأكثر من ثلاثين عاما‮.. ‬وبالغائه حرم الطلاب من التمثيل العالمي،‮ ‬والعودة الي لائحة ‮٦٧٩١ ‬التي تم استبدالها بلائحة منذ عام ‮٩٧٩١ ‬بعد احداث ‮٨١ ‬و‮٩١ ‬يناير ‮٧٧٩١‬،‮ ‬التي اطلق عليها الرئيس الراحل محمد انور السادات انتفاضة الحرامية‮.. ‬وفي ظل هذه اللائحة الجديدة تحولت الاتحادات لمجرد تنظيمات يديرها رؤساء الجامعات في‮ ‬غيبة التمثيل الحقيقي للطلاب،‮ ‬وجميعها جاءت بتزييف ارادتهم واحكام السيطرة عليهم بفضل مباحث أمن الدولة وكان ولايزال لها السطوة والسيطرة علي كل صغيرة وكبيرة بدءا من تعيين المعيد،‮ ‬وانتهاء باختيار العمداء،‮ ‬ورؤساء الجامعات ونوابهم‮.. ‬من ثم فان القواعد الطلابية كان من اهم مطالبها لائحة جديدة تعطي الطلاب الفرصة لممارسة حقيقية،‮ ‬واطلاق حق الترشيح واعطائهم فرصة التعبير عن آرائهم في مشكلات حياتهم الجامعية والعلمية والتعليمية،‮ ‬وفي مشكلات المجتمع الكبير الذي هو حاضرهم،‮ ‬ومستقبلهم من خلال صحفهم الجامعية،‮ ‬التي تصبح صدي لأفكارهم بحيث تصدر بعيدا عن رقابة الامن،‮ ‬وبعيدا عن تعنت ووصاية رواد الاتحاد،‮ ‬من اعضاء هيئة التدريس،‮ ‬والتأكيد علي حقهم في تنظيم الندوات الثقافية بدعوة المفكرين من خارج الجامعة،‮ ‬بدلا من قصرها علي اعضاء هيئة التدريس،‮ ‬وبذلك يتحقق للطلاب الوقوف علي الاتجاهات الفكرية في الشارع السياسي،‮ ‬فتنشط الحركة الثقافية في البلاد وتسترد الجامعة ريادتها التي ضاعت تحت الكبت الفكري والسياسي،‮ ‬بدلا من الركود الفكري الذي ران علي حياتها لسنوات طويلة فتعود الجامعة مرة اخري الي موقع الصدارة الذي تخلت عنه نتيجة القهر‮.. ‬وان تأتي اللائحة الجديدة للاتحادات محققة لآمالهم في حرية التصرف في الامور المالية بعيدا عن اجهزة الشباب التي تعوق نشاطهم،‮ ‬وما يترتب علي ذلك من قيام بعض موظفي هذه الاجهزة بتشويه صورة الطلاب باظهارهم في صورة المضيعين للمال العام بانفاقه علي الرحلات الترفيهية وحجبه عن الانشطة التي تفيد جميع الطلاب،‮ ‬ومن ابرز عيوب لائحة ‮٩٧٩١ ‬ان بها نصوصا تعطي للعمداء الحق في الغاء اي قرار يصدره اعضاء الاتحاد،‮ ‬وفي ذلك اعتداء علي حقوقهم المشروعة‮.‬ومن الضروري ان نتقبل نقد الابناء وعتابهم وهو عتاب يجب ان نتقبله بصدر رحب ولانضيق به،‮ ‬وخلاف الرأي لا يفسد ما بين الاباء والابناء من وشائج وتواد وتعاطف،‮ ‬فهم نصف الحاضر،‮ ‬وهم الغد المشرق لامتنا باذن الله،‮ ‬والجامعات باعتبارها منابر الفكر،‮ ‬وصانعة التقدم‮.. ‬تعرف جيدا،‮ ‬شأنها شأن الجامعات في الامم المتحضرة المتطورة تعرف ان رسالتها ليست القيام بدور الملقن وحشو العقول،‮ ‬ان رسالتها انبل وأعمق من كل هذا،‮ ‬رسالتها اعداد الكوادر الفنية التي احسن تأهيلها واعدادها بكل جديد في عالم المعرفة والتقنيات الحديثة‮.. ‬الي جانب ترسيخ قيم الحرية والحق والعدل في نفوس الاجيال واحترام حق الاخر في الاختلاف‮.. ‬والجامعة التي تعرف رسالتها التربوية،‮ ‬والعلمية والفكرية تشجع قيام الابناء بأنشطتهم علي تنوعها من خلال تنظيماتهم النقابية‮.. ‬وتزداد سعادة عندما تري الابناء يقبلون علي هذه الانشطة ولا يزعجها ولايخيفها ان تقع بعض الاخطاء خلال الممارسة الديمقراطية،‮ ‬فذلك امر يمكن تصحيحه وتصويبه،‮ ‬قد نختلف مع الابناء في بعض النقاط،‮ ‬وهذا امر وارد،‮ ‬فلو شاء الله سبحانه وتعالي لجعلنا امة واحدة‮.. ‬من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر‮.. ‬اذن فان خلاف البشر لاينبغي ان يصل الي حد فرض الوصاية الدائمة او كبت الرأي الآخر،‮ ‬فالابناء يكبرون،‮ ‬وقديما قال الشاعر‮: ‬وينشأ ناشيء الفتيان مينا،‮ ‬علي ما كان عوده ابوه،‮ ‬فاذا تربي الابناء علي القيم السليمة والقدوة الحسنة‮.. ‬كان ذلك كسبا عظيما لتعميق الديمقراطية‮.. ‬وتأحيل الديمقراطية واحترام آدمية الانسان،‮ ‬اما اذا تربوا علي القهر والتسلط،‮ ‬وان طريق النجاح هو النفاق والتملق فالخسارة فادحة واذا لم يعطوا الطلاب اليوم فرصة المناقشة والحوار في مرحلة التكوين والاعداد لتولي مسئولية العمل الوطني بعد التخرج‮.. ‬فأين‮ ‬يجدون هذه الفرصة‮.‬ان شباب هذا الجيل،‮ ‬والاجيال القادمة خير من شباب أي جيل سبق‮. ‬وان عصرهم خير من كل عصر سلف،‮ ‬وان لهم من آفاق الفكر،‮ ‬ما هو ارحب من كل آفاق السلف،‮ ‬وان لهم من‮ ‬غزارة العلم وتدفق المعلومات وكثرة المعارف ما يبشر بمستقبل زاهر‮.. ‬اذا وعينا الدرس جيدا‮.‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل