المحتوى الرئيسى

عالمناتسونامي الأحزاب

03/16 01:20

أول الغيث قطرة‏,‏ فها هي أمنية كانت صعبة المنال حتي شهرين ماضيين تتحقق‏, ‏ فالقوي السياسية ستكون حرة في تشكيل الاحزاب بمجرد الإخطار‏,‏ وليس عبر قناة لجنة الأحزاب‏,‏ التي كانت خصما وحكما معا‏,‏ ومباركة جهاز امن الدولة‏.‏ مصر ستكون علي موعد مع موجات مد عالية ـ تسونامي ـ سوف يغمرها ليس بالمياه‏,‏ وإنما بأحزاب وحركات سياسية مصبوغة بمختلف الوان الطيف‏,‏ منها من سيكون علمانيا‏,‏ وبعضها الآخر دينيا‏,‏ وسيختلط فيها الجد بالهزل‏.‏ وما سوف نشهده ونختبره لن يخرج عن دائرة العادي والطبيعي بالمراحل التالية للثورات‏,‏ فالساحة السياسية كانت بحيرة راكدة تغطيها المياه الآسنة‏,‏ خلال السنوات الـ‏30‏ المنصرمة‏,‏ مما أفقدنا الرغبة في متابعة مجرياتها ومفرداتها‏,‏ فبالاسم وحسب كان نظامنا السياسي مرتكزا علي التعددية‏,‏ لكنه في واقعه المعيش كان نظاما للحزب الواحد‏,‏ ولا يدخر وسعا لتكسير عظام منافسيه ومنتقديه‏.‏ بناء عليه يجب عدم الانزعاج أو الخوف من الطوفان الحزبي الذي سيغرق الجسد المصري‏,‏ بل يتوجب الترحيب به‏,‏ والبدء في فرز وتقويم ما يتمخض عنه أولا بأول‏,‏ لنحدد الغث والسمين من بينه‏,‏ بما فيها الاحزاب المنتظر ان تشكلها الجماعات الإسلامية‏,‏ مثل الجهاد والاخوان المسلمين وغيرهما‏,‏ وربما القبطية‏.‏ ولنعط الجميع فرصته‏,‏ وان ينبع حكمنا عليهم مما سيطرحونه من برامج وتصورات لمستقبل هذا البلد‏.‏ والقول الفصل سيكون بيد الناخب المصري الذي سيصبح المسئول عن مفتاح الحل والعقد‏,‏ فمن يجيد ويقنعه بالعمل لمصلحة الوطن وليس لمصلحة شخصية سيكتب له البقاء والنماء وسيرحب به‏.‏ وأكاد أجزم بان الوقت وصندوق الاقتراع سيتكفلان بفرم وإغراق الأحزاب غير الجادة والهزيلة وغير المثمرة‏,‏ ولذلك سيكون من سوء التقدير فرض الوصاية منذ البدء بوضع علامات صفراء وحمراء علي تشكيل هذا الفصيل او ذاك لأحزاب‏.‏ فمصر في وضعها الآني أشبه بشخص أبكم عاش‏30‏ عاما من حياته دون أن يتفوه بكلمة واحدة‏,‏ الي ان حدثت المعجزة واسترد حنجرته‏,‏ فالتصرف الطبيعي الذي سيقبله منه الكل هو أن يتكلم طوال الوقت‏,‏ لتعويض مافاته‏,‏ بعدها سيهدأ وسيتعلم تلقائيا اختيار توقيت التحدث والصمت‏,‏ فاتركوا الأبواب مفتوحة لنسائم الديمقراطية‏.‏ المزيد من أعمدة محمد إبراهيم الدسوقي

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل