أكد أن الثورة أنقذت المصريين من الاكتئابد.أحمد عكاشة: لصوص الملايين والمليارات عاشوا »حالة إدمان« لنهب أموال مصر
مطلوب التأكىد لطلاب الشرطة على أن »الشعب هو أقوى سلطة« عدد المرضي النفسيين انخفض بعد ٥٢ ينايرلأن الثورة استبدلت اليأس بالأملضباط التعذيب بأمن الدولة شخصيات ساديةوضحاياهم يعالجون بالمصحات حاليامصر ينتظرها غد افضل من اليوم والأمس.. لأن ثورة ٥٢ يناير جعلت »الشعب هو السيد«.. ولانها انقذت المصريين من الاكتئاب واخطر الامراض النفسية.. فالمواطن لم يعد اسيرا للعزلة واليأس ولم يعد هدفا للقهر والاذلال.. اصبح مرفوع الرأس.. يشعر بالعزة والكرامة.. ويزهو وهو في حالة تواصل مع نفسه ومجتمعه ومع العالم.. وبالتالي فقد اصبح مستعدا.. بعد أن تخلص من الخوف والعقد النفسية.. للعطاء والبناء.هذا ما يؤكده د.احمد عكاشة رائد الطب النفسي في حديثه ل »الأخبار« والذي اشار فيه إلي الاختلاف الكبير في »حال المصريين« في عهدي السادات ومبارك.. فالسادات كان منحازا للفقراء.. واحدث انتعاشا اقتصاديا.. وجعل المواطن مشاركا بسعادة في تحقيق الاهداف القومية العظيمة مثل نصر اكتوبر وتحقيق السلام وغزو الصحراء.. بينما في عهد مبارك سرق الاثرياء اللقمة من افواه الفقراء.. وتحولت الاهداف القومية إلي اهداف شخصية للفاسدين فشعر البسطاء بالقهر والظلم فساءت صحتهم النفسية قبل البدنية. ويواصل د.عكاشة تشخيصه النفسي ليضيف: نهب المال العام في ظل النظام السابق وصل إلي حد الإدمان.. »الحرامية« كانوا في نهبهم وسلبهم اشبه بمدمني المخدرات الذين يتعاطون الجرعة تلو الاخري بكل شراهة.. وقال ان الجلادين بجهاز أمن الدولة يتسمون بشخصيات سادية.. وضحاياهم يتلقون العلاج حاليا بالمصحات النفسية!وإلي التفاصيل..بحسبة بسيطة.. لو أن انسانا انفق في اليوم الواحد عشرة آلاف جنيه فهو في السنة ينفق ثلاثة ملايين وستمائة الف جنيه .. وبذلك فإن المليار تكفي انفاقه لاكثر من ٠٧٢ سنة.. وفي حالة تعدد ملياراته فهو قطعا لن يعيش عمر سيدنا نوح!هذه »الحسبة« تجعل علامات الاستفهام والتعجب تنتفض بالدهشة والعجب وراء التساؤلات: اي تركيبة نفسية لهؤلاء الذين نهبوا ثروات مصر؟.. لماذا استمروا في سرقاتهم إلي مالا نهاية؟.. بماذا نفسر عدم وضعهم سقفا لنهبهم وسلبهم للمال العام؟!الإدماند.أحمد عكاشة رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي يجيب عن هذه التساؤلات.. فهو يشبه »المال العام .. السايب« بالمخدرات التي يدمنها »اهل الكيف« مشيرا إلي ان المال في الاساس قوة.. ومن يستحوذ علي اكبر قدر منه يشعر بقوة ونفوذ اكبر واكبر.. واذا ما نظرنا إلي حالة اللصوص الذين سرقوا الملايين والمليارات نجد ان الفساد في ظل النظام السابق جعل منهم مدمنين للسرقة.. فالمعروف ان مدمن المخدرات يشعر بالنشوة كلما تعاطي الجرعة.. لكن بمجرد انتهاء مفعولها يسعي لتعاطي غيرها، وهكذا.. ونفس الحال بالنسبة للصوص المال العام.. الواحد منهم كان يشعر بالقوة والنشوة للفوز بسرقة المليون الاول.. إلا انه بمجرد الانتهاء من الحفاوة بذلك المليون يتم السعي للاستحواذ علي المليون الثاني.. ثم نهب الثالث.. والرابع.. بل والاتجاه للتحول من المليون إلي المليار.. الخ!< ألم يكن هناك أي علاج من ذلك الإدمان؟<< الفساد كان الداء الذي يفسد مفعول الدواء.. لكن ثورة ٥٢ يناير غيرت الامور.. والدليل ان جزءا من هؤلاء المدمنين للنهب يمثل الآن امام جهات التحقيق.. والبقية تأتي.الأمل< بمناسبة الثورة.. كيف تري تداعياتها؟<< اري فيها مصر أم الدنيا.. يكفي انها انقذت المصريين من مخاطر الامراض النفسية.. فقبل هذه الثورة العظيمة كان ٠٨٪ من المواطنين يعانون الاكتئاب واعراض العديد من الامراض النفسية وذلك بسبب الفقر الناتج عن القهر والظلم واليأس والعجز عن مواجهة المظالم.. لكن الثورة جاءت بالتغيير.. استبدلت الخوف بالامان.. والتردد بالثقة.. واليأس بالامل.. والتشاؤم بالتفاؤل.. واصبح للمصري هدف يسعي لتحقيقه وهو الحياة الكريمة بكل ما فيها من امال وطموح.< إلي هذه الدرجة كانت الأمراض النفسية تهدد المصريين؟<< يجيب رائد الطب النفسي: بالطبع.. فالمرض النفسي اشد خطرا من العضوي.. بل هو الذي يؤدي اليه في حالات كثيرة.. وهنا اكرر ثقتي ان مصر بالثورة ينتظرها غد افضل من اليوم والأمس.. فالخائف لا يبني ولا يتقدم.. وقد تحرر المصري من الخوف.. تحرر من عزلته وانطوائه بفعل اليأس والاكتئاب وانفتح علي نفسه وعلي العالم من حوله.< يعني الإحباط تحول إلي طموح؟<< ايام السادات لم تكن الأمراض النفسية منتشرة بالدرجة التي انتشرت فيها في عهد مبارك.. لان المواطن ايام السادات تخطي ذاته إلي الهدف العام المتعلق بالوطن.. وقد انجذب إلي ذلك الهدف العام من خلال انجازات حرب اكتوبر وتحقيق السلام والمستوي الاقتصادي الذي ادي إلي تيسير الحياة اليومية.. اما في عهد مبارك فالوضع كان مختلفا.. فالمواطن ضاع منه الهدف الخاص والهدف العام ايضا، بسبب الترويع والتجويع ومن ثم تملكه الإحباط.. وانكسر.. والمفكرون لا يحلمون بالغد »!«.< الاموال والممتلكات المنهوبة لم تتم اعادتها حتي الآن.. ومستوي الفساد المكشوف لم يكن متوقعا.. والوضع الاقتصادي غير مطمئن.. ورغم ذلك عادت النكتة للمصريين وساد بينهم التفاؤل.. ما تفسيرك؟<< نجاح الثورة جدد الأمل لدي الناس.. وجدد ثقتهم في انفسهم.. ولا ننسي ان هذه الثورة العظيمة فتحت نوافذ الحرية واغلقت ابواب الديكتاتورية كما اكدت للمصريين ان »الشعب هو السيد« وليس الحاكم المتسلط.. ثم يتساءل د.عكاشة: هل تعلم انه خلال الثورات خاصة عندما تكون ناجحة تقل الامراض النفسية بدرجة كبيرة؟< اذن نفتش في دفاتر عيادتك؟<< بالفعل انخفض عدد المرضي النفسيين عندي منذ بداية الثورة، لان الناس انشغلوا بالانجازات الكبيرة التي ستحققها لهم وللوطن.. وهذا الامر ينطبق ايضا علي المناسبات القومية فقد اكد احد اصدقائي من اساتذة الطب النفسي بالبرازيل ان عيادته لم يدخلها مريض نفسي واحد لمدة ٣ اسابيع فور فوز بلاده بنهائي كأس العالم في كرة القدم.صفحة جديدةالثورة علي الظلم والفساد انجاز كبير.. ونظام مبارك اصبح في »زمن الماضي« .. وصعب ان نتوقف امام الماضي كثيرا ولا ننتبه للمستقبل.. صحيح ان انسحاب الشرطة وتجاوزاتها كان امرا محزنا ومخزيا.. لكن المتسببين في تلك المهزلة يحاسبون الآن.. وغير صحيح ان كل ضباط الشرطة مدانون منهم اناس شرفاء.. وهؤلاء يجب ألا نضمهم إلي قائمة المدانين.. والمعني انه يجب علي المواطن ان يفتح صفحة جديدة مع ضابط الشرطة حتي يؤدي عمله باستقرار وهدوء من اجل تحقيق الأمن المنشود.< نعود للتساؤل: شباب الفيس بوك رشحوك لوزارة الداخلية.. ماذا تفعل لو كنت وزيرا؟<< اولا هم لم يقولوا نكتة، وسواء يخصني الترشيح أو يخص غيري فإن دولا كثيرة وزير الداخلية، وكذا وزير الدفاع فيها لا يشترط ان يكون ضابطا.. والدليل المصري امامنا ممثلا في فؤاد سراج الدين الذي كان وزيرا للداخلية قبل الثورة ولم يكن من الضباط.. المهم، لو كنت وزيرا للداخلية لاكدت علي ضرورة الاعداد السليم للضباط منذ دراستهم بكلية الشرطة.. التأكيد لهم علي ان الشعب هو اكبر واعظم سلطة.. وانهم في النهاية موظفون بدرجة ضباط لخدمة هذا الشعب.. وكذا التأكيد علي ان الأمن الاجتماعي مسئوليتهم وليس أمن النظام فقط، وان احترام القانون يحفظ للشرطة مكانتها وهيبتها.. وهو الذي يلزم الشعب باحترامها.شخصيات سادية< اي تحليل نفسي ينطبق علي ضباط أمن الدولة الذين اشتهروا بتعذيب المعتقلين؟<< قبل ذلك دعني اشير إلي ما حدث في ولاية كاليفورنيا الامريكية .. الباحثون استعانوا بمجموعة من المتطوعين.. نصفهم قاموا بدور المساجين.. والنصف الآخر قاموا بدور السجانين.. وذلك مقابل مائة دولار يوميا لكل فرد.. بعد سبعة ايام انسحب الذين قاموا بدور المساجين ورفضوا الاستمرار بحجة انهيارهم نفسيا والتحقير من شأنهم.. لكن علي العكس وافق السجانون علي مواصلة التجربة.. لانهم تلذذوا بالسلطة والتحكم في الغير »!«.. وهنا يمكن القول ان ضباط أمن الدولة الذين اشتهروا بتعذيب المساجين فهؤلاء وجدوا المتعة في اهانة الغير والحط من قدره.. وهم يتسمون بشخصيات سادية تتلذذ بقهر وإذلال الاخرين.. وليست مبالغة اذا قلت ان تمتعهم بذلك يماثل عندهم لذة الجماع الجنسي!< هل تعاملت مع اي من الذين ذاقوا التعذيب؟<< نعم، بعضهم يعالجون عندي الآن.. وللاسف كانوا يعانون خللا نفسيا شديدا من جراء الاهانة والتعذيب واساليب القمع التي تعرضوا لها!.. وبالمناسبة: عدد من الذين يتلقون العلاج لم يعودوا إلي طبيعتهم لانهم وصلوا إلي ما يسمي في علم الطب النفسي ب »كرب الصدمة«!المطالب الفئويةيفسر د.أحمد عكاشة ظاهرة المطالب الفئوية التي زادت منذ بداية الثورة وحتي الآن بالانفراجة التي احدثتها الثورة ممثلة في حرية التعبير.. ويشير إلي ان كسر حاجز الخوف جعل المرؤوس يشكو رئيسه، بل ويطالب بإقالته.. لكن مشكلة الوقفات الاحتجاجية التي تتبني هذه المطالب انها تعطل عجلة الانتاج.. وبالتالي فلابد من الحوار مع اصحاب المطالب.. شرط ان يكون حوارا يجدد الثقة بين المسئولين والموظفين والعمال.. ولأن المطالب صعب تحقيقها في الحال فإن الضرورة تقتضي تحديد جدول زمني يتم اعلانه لتنفيذها. مطلوب التأكىد لطلاب الشرطة على أن »الشعب هو أقوى سلطة«
Comments