عبوروعي الشباب
حدثان في أسبوع واحد بثا الطمأنينة في نفسي، أثبتا لي ان الشباب الذي شارك في الثورة وأشعل وقودها وروي أحداثها بدمائه علي درجة عالية من الوعي، والانتباه إلي محاولات سرقة الثورة من هنا أو هناك، الحدث الأول ما شهدته ساقية الصاوي عند حضور عمرو موسي للدعاية الانتخابية، كانت الأسئلة الموجهة إليه توضح أن وعي الشباب أعظم مما نتصور، لم ينخدعوا بالصورة التي يحاول المرشح الكهل (٦٧ سنة) الطامح إلي حكم مصر أن يبدو بها مستمدا عناصرها من تاريخ يخلو تماما من المواقف الحقيقية، ما هو إلا مجرد موظف ارتقي السلم حتي أصبح وزيرا كان حضوره من خلال تصريحات تدغدغ المشاعر، أما الأداء فلا يضعه في مرتبة وزراء الخارجية العظام أو الدبلوماسيين الكبار المتقنين لحرفية العمل الدبلوماسي، ثم جاءت المرحلة الكبري في حياته عندما غني له شعبان عبدالرحيم، مرشح عناصره هي الصورة (كاريزما) وبلاغة لفظية، وأغنية من مطرب شعبي، هل هذه مؤهلات لحكم مصر، أما الطامة الكبري فقد كشفت عنها وثائق أمن الدولة. اذ اتضح أن نزوله ميدان التحرير، لم يكن للمشاركة أو المؤازرة، إنما كان بتكليف من رائد في أمن الدولة. أي ضابط في عمر أحفاده، رائد يوجه أمين عام الجامعة العربية ويكلفه بمهمة. ورغم كل الهجوم علي أمن الدولة فإنني أصدق الوقائع الواردة في الوثائق، لأن ضباط الجهاز لم يشتغلوا بالخيال. أثار الشباب هذا كله، وكانت ردوده عصبية، مرتبكة.الحادث الثاني في نقابة الصحفيين، عندما أعلن أحد الزملاء أن البرادعي زعيم الثورة وأدي هذا إلي استفزاز الشباب الحاضر للندوة، وكاد الأمر يتطور إلي أحداث مؤسفة.
Comments