المحتوى الرئيسى

خواطرالأولوية للمصالح الخاصة ‮.. ‬في مسيرة أحداث ليبيا؟‮!‬

03/15 23:21

أي متابع لما يجري علي الساحة الليبية لابد أن يدرك علي الفور أن المصالح الخاصة للدول علي اختلاف أطيافها هي التي تحكم مواقفها تجاه التطورات علي الأرض هناك‮ . ‬هذا ينطبق بشكل واضح علي التحركات الأمريكية والتوابع من أعضاء الاتحاد الأوروبي‮. ‬هذه الاتجاهات التي تتسم بالتخبط واختلاف الرؤي بين دولة وأخري من دول هذا الغرب وان كان الجميع يتفقون علي عدم حسم المواقف فيما يتعلق بالجهة التي يتم الانحياز إليها كليا في الصراع الدائر حاليا في ليبيا‮.‬بعض الدول مثل فرنسا اختارت الرهان علي انتصار المعارضين للقذافي وهو الأمر الذي دفع رئيسها‮ - ‬الضعيف داخليا‮- ‬ساركوزي إلي إعلان اعترافه بالمجلس الوطني‮  ‬الذي تم تشكيله لتولي شئون الحكم‮. ‬في نفس الوقت نجد بريطانيا تتعامل علي أساس‮ »‬عين في الجنة وعين في النار‮« ‬حيث أعلنت تأييدها للمعارضين ولكنها اشترطت للاقدام علي أي خطوة تجاه فرض الحظر الجوي علي‮ ‬ليبيا الذي يستهدف الحد من فعالية تصدي طائرات القذافي للمعارضين ضرورة وجود سند شرعي من مجلس الأمن وكذلك من الجامعة العربية التي اوكلت المهمة هي الأخري لمجلس الأمن الذي يخضع لفيتو روسيا والصين اللتين أعلنتا معارضتهما لأي تدخل من جانب الغرب في شئون أحداث ليبيا اضافة إلي ذلك فقد كانت هناك معارضة من الاتحاد الأفريقي لهذا التدخل وكذلك تجنب بعض الدول الأوروبية لمبدأ التورط في أي مغامرة عسكرية‮.‬ومن ناحية أخري فقد شهدت الساحة العربية تحفظا من جانب سوريا والجزائر بشأن الموقف العربي المؤيد للتدخل الدولي‮.‬من ناحية أخري فإنه لا يمكن ان يسقط من الاعتبار شبح التورط الأمريكي في كل من الدولتين العربية والاسلامية العراق وافغانستان وما ترتب علي ذلك من مشاكل وانشقاقات وتداعيات داخل المجتمع الأمريكي‮.. ‬بدي ذلك واضحا فيما يتعلق بسيطرة واشنطن علي تحركات‮ »‬الناتو‮« ‬وهو ما تجسد في عدم إعطاء الضوء الأخضر للتدخل في فرض منطقة الحظر الجوي‮.‬يبدو من طبيعة هذا التعامل الأمريكي والأوروبي والعربي والأفريقي مع أحداث ليبيا ان الجميع ينتظر وضوح الرؤية فيما يتعلق بنتيجة الصراع الدائر حاليا‮. ‬إن ما تشهده المعارك علي الأرض يشير إلي استعادة قوات القذافي لعنصر المبادرة وتناقل الأنباء عن انسحابات للمعارضين من بعض المواقع الاستراتيجية التي كانوا قد سيطروا عليها‮.. ‬هذا التطور يراه المراقبون عاملا مهما في تحديد المواقف وبالتالي فإنه لن يكون مفاجئا أن تتغير هذه المواقف بنسبة ‮٠٨١ ‬درجة عندما تحسم المعركة‮. ‬ان ما يهم الأطراف الدولية هو الحفاظ علي مصالحها الاقتصادية في المقام الأول وتجنب الوقوع في محاذير التورط العسكري‮ . ‬هذا الواقع يتناقض مع ما تزعمه هذه الدول من دعاوي وهو ما يعني ان اهتمامها يقوم علي ألا تتمتع شعوب‮ ‬غير شعوبها بالحرية والديمقراطية وإن اهتمامها يتركز فيما يحقق مصالحها وازدهارها وليذهب الجميع بعد ذلك إلي الجحيم‮!! ‬وحول المصالح المصرية في ليبيا فإنني أراها تتركز بشكل أساسي في أمن الحدود المشتركة ومصالح ومئات الآلاف من المصريين الذين يعملون في مشروعات التنمية في هذا البلد الشقيق‮. ‬في هذا المجال لا انكر انني قد تابعت باهتمام بالغ‮ ‬عودة مجموعات كبيرة من هؤلاء العاملين مرحبا بهم في أرض الوطن‮  ‬حماية لهم من العنف بالمدن الليبية‮. ‬وفي نفس الوقت انني لم أجد تفسيرا لانخفاض تدفق العاملين المصريين العائدين من ليبيا سوي انه ربما أن المعارك والاخطار التي كانت تهدد حياتهم قد بدأت تتراجع وهو ما دعا قطاعات منهم إلي عدم الحماس لترك أعمالهم والعودة إلي وطنهم مصر‮.  ‬ليس هناك ما نرجو لليبيا الشقيقة سوي ان تتمكن من عبور هذه المرحلة العصيبة وان يعود إليها الأمن والاستقرار ويتحقق لشعبها القدر الذي يأمله من الحرية والديمقراطية‮.‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل