المحتوى الرئيسى

> الاغتيال الثالث للسادات!

03/15 21:21

انتابني شعور عارم بالاستفزاز عند مشاهدة «المولد» الإعلامي والسياسي للاحتفاء بعبود الزمر أقدم سجين سياسي الذي أفرج عنه قبل أيام بعد ثلاثين عاما من السجن في قضية اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات.. كيف لنا أن نحتفي بقاتل؟.. وأن نجعل من قاتل السادات بطلا! وأري أن في ذلك اغتيالا ثالثا للسادات.. بعدما كان اغتياله الأول في المنصة عام 1981 والثاني علي صفحات الجرائد الصفراء بنشر صورة غير إنسانية له بعد وفاته ومن داخل المشرحة وأثار طلقات الرصاص علي جسده العاري. وإذا كنت من المؤمنين بمقولة «فولتير» بأنني مستعد أن أموت في سبيل أن تقول رأيك حتي ولو كنت معارضاً له ومن ثم فإن فكرة الاقصاء غير واردة لهذا الطرف أو ذاك في المحفل السياسي المصري الراهن.. إلا أن العقل تستوقفه أشياء لايمررها بسهولة وأهمها أن التيار الإسلامي في مصر الآن أصبح كامل العدد وبكل قوته وطاقاته بشكل لم نشهده منذ عقود ومثلثه الذهبي نشط «الإخوان المسلمون» و«الجماعات الإسلامية» و«السلفيين» ومن حق كل المدافعين والطامحين لوجود دولة مدنية حقيقية في مصر أن يستشعروا الخطر ومن ثم أنظر بالكثير من الريبة أمام الرغبة الإخوانية في التصويت لصالح التعديلات الدستورية في استفتاء السبت المقبل.. لماذا نحتفظ بدستور مهلل.. مرقع.. لا يعبر عن المرحلة بأي حال من الأحوال؟ لماذا لا نتجه لصياغة عقد اجتماعي جديد دون التحجج بخطورة الوضع الاقتصادي أو الحال السياسي لأن كليهما في يد المصريين فالمأزق الاقتصادي لا خروج منه إلا بمضاعفة الانتاج حتي ولو أقرت التعديلات. لا يجب أن تختلط علينا الأمور.. وأرفض الديكتاتورية السائدة الآن والتي تحرم انتقاد الإخوان أو الاسلاميين بحجة أن ذلك من شيمة النظام السابق الذي كان يستخدمها كفزاعة.. عفوا كلاهما فاسد وكلاهما افسد حياتنا السياسية وشوهوا واقعنا الثقافي ولا يجب أن يكافئ الاخوان علي مساندتهم المتأخرة للثورة المصرية في يناير الفائت بأن نترك لهم البلد يفعلون فيه ما يشاءون ويرسمون مستقبله علي هواهم لا يمكن أن نعود للعصور الوسطي كما أن هذا البلد لمسلميه وأقباطه شركاء فيه بنفس الحقوق والالتزمات ومن ثم فإن مسألة الحكم الديني أو السيطرة لجماعة دينية علي القرار في مصر ستقود إلي جبل من المخاطر. من حق التيار الاسلامي أن يشترك ويتفاعل في اللعبة السياسية.. ومن حقنا أن ندافع بكل قوتنا عن الدولة المدنية التي لا تفرق بين دين أو جنس ولاتقيد حرية ولا تكتم ابداعا.. وستكون رغبة الشارع هي المحددة في نهاية المطاف. والرئيس الراحل السادات كان أول من دفع بالتيار الاسلامي لمعترك السياسة بغية تحقيق توازن علي المسرح المصري الذي تصاعد فيه وقتها بقوة التيار اليساري ولكن دفع السادات الذي كان سابقا لعصره ثمن ذلك من حياته وقتل غدرا بعدما اعاد لهذا الوطن كرامته وحاول أن يبني بلدا ليبراليا ديمقراطيا اجتهد وأصاب واخطأ اتفق معه البعض واختلف معه البعض انما يظل احترامه وتقديره واجب علينا ولا يصح أن نجعل قاتله بطلا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل