المحتوى الرئيسى

شباب 15 مارس والمستحيل الفلسطيني بقلم فرج العكلوك

03/15 20:22

بقلم فرج العكلوك يخرج شباب الخامس عشر من مارس إلى الساحات العامة في كل من مدن الضفة الغربية وقطاع غزة آملين أن يضعوا حداً للانقسام الفلسطيني الذي وجه فوهة البندفية إلى الصدر الفلسطيني العاري بدلاً من توجيهه إلى مدرعات وطائرات العدو الإسرائيلي في مرحلة من المراحل وهاهو منذ سنوات يوجه الآلة الإعلامية الفلسطينية لتنهش الجسد الفلسطيني بدلاً من أن تقوم بتعبئة الجماهير لتحرير الوطن. يخرج شباب فلسطين آملين أن تحقق صرخاتهم ما لم تحققه السياسة الفلسطينية في مكة واليمن ومصر. لكن شباب الخامس عشر من مارس ينظرون إلى الأمر من زاوية وطنية بحتة فهم مقهورون على فلسطين ونضالها وهم لا يكذبون عندما يقولون أنهم مستعدون لفداء فلسطين بأرواحهم لكن السياسة ليست ما نقوله. إن الجدل التاريخي بين فصيلي فلسطين المركزيين فتح وحماس هو جدل متأصل في الأيدولوجيا وتكوينها لدى الطرفين. لم تختلف فتح وحماس بالرصاص أولاً ثم بالتراشق الإعلامي المتواصل ثانياً لأنهما مجرد فصيلين يبحثان عن السلطة. يوجه كثير من مؤيدي فتح الاتهام لحماس باللهاث وراء السلطة ويقوم مؤيدوا حماس بفعل الشيء ذاته عند حديثهم عن قادة فتح. لكن الذي ينظر بعمق إلى الصراع الفلسطيني الفلسطيني يجد نفسه مضطراً للوقوف على حقائق لا يمكن إغفالها طوعاً أو كرهاً. الحقيقة تقول أن كلاً من فتح وحماس اليوم يقفان على وسط الدرج فلم يعد بمقدورهما الصعود إلى أعلى أو النزول إلى الأسفل. تعاني فتح من رهانها الخاسر على المفاوضات وتتلقى بين الفينة والأخرى الضربات تلو الضربات من قادة اسرائيل الذين جعلوا منها أضحوكة في أعين الشعب الفلسطيني. أما حماس فهي تعلن صبح مساء أنها مشروع مقاومة لكنها اليوم لا تعرف كيف تقاوم بعد أن تحولت إلى مشروع سياسة على أرض الواقع وظلت مشروع مقاومة فقط في المهرجانات والاحتفالات الشعبية الحاشدة. تمارس حماس اليوم على سبيل المثال نفس ما كانت تمارسه سلطة فتح في قطاع غزة في سابق عهدها فحماس اليوم تمنع إطلاق الفصائل الأخرى للصواريخ كما تقول تلك الفصائل. إذاً يمكننا القول أن حماس اليوم لا تعرف كيف تخرج من الفخ الذي وقعت فيه. الفخ ببساطة أنهم استطاعوا جرها إلى عالم السياسة . دخلت حماس عالم السياسة مجبرة لكي تنهي حالة الفوضى الأمنية التي عصفت بقطاع غزة إثر سيطرة ميليشيات دحلان وغيرها على القطاع مما حول حياة أهله إلى جحيم ثم ما لبثت حماس أن وجدت نفسها أمام استحقاقات سياسية جديدة أخرجتها من ثوب المقاومة وألبستها رداء الحكم بنقاءه وعفونته. المصالحة المطروحة اليوم والتي ينادي بها شباب الخامس عشر من مارس في القطاع والضفة هي هدف سام ونبيل لكن ساسة فلسطين في جناحي الوطن لا يمكن أن ينظروا إلى الأمر بنفس التبسيط الذي ينظر إليه شباب 15 مارس. ينزل الشباب الفلسطيني اليوم إلى ميادين فلسطين منادين بإنهاء الانقسام لكنهم لا يعلمون أن النسيج الأيدولوجي في كلا الحركتين لا يمكن له أن يقبل مطلقاً بحالة من التعاون الوطني المثمر بينهما. أعلنت فتح وفصائل منظمة التحرير منذ عام 1992 قبولهم بالحل السلمي واعتماده خياراً وحيداً واستراتيجياً للشعب الفلسطيني بينما لا تزال حماس تعلن تمسكها بهدنة على حدود عام 1967 مع تمسكها بحق تحرير كامل فلسطين التاريخية، وتجد حماس من يؤيدها في توجهها هذا في الشارع الفلسطيني ولعل أبرز هؤلاء المؤيدين هي حركة الجهاد الاسلامي. إن إنهاء الانقسام لا يمكن أن يتم مطلقاً إلا لو تخلت حماس عن مبدأ تحرير فلسطين وقبلت بوجود الدولة اليهودية في فلسطين أو إذا تخلت فتح عن العملية السلمية وأعلنت براءتها منها ورجوعها إلى اعتماد الكفاح المسلح كخيار استراتيجي ووحيد للشعب الفلسطيني. وبين هذين المستحيلين يقف شباب 15 مارس الشرفاء وكأنهم يصرخون في آذان صماء ويرفعون شعارات لا يفهمها الساسة أو هكذا يدعون.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل