إعلان الأحكام العرفية في البحرين والعنف يتأجج..
المنامة (رويترز) - أعلن العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى ال خليفة فرض الاحكام العرفية في البلاد يوم الثلاثاء وواصلت حكومته محاولاتها لقمع انتفاضة الاغلبية الشيعية التي أرسلت السعودية المجاورة التي يحكمها السنة بسببها قوات الى البلاد.وفي ظل "حالة السلامة الوطنية" أو الاحكام العرفية التي ستستمر ثلاثة أشهر تسلم كل السلطة في البحرين الى قوات الامن التي يهيمن عليها السُنة الامر الذي من شأنه أن يزيد التوتر في واحدة من أكثر دول الخليج اضطرابا على الصعيد السياسي.واستمرت الاضطرابات في المملكة طوال يوم الثلاثاء. وقال مصدر طبي ان رجلين أحدهما بحريني والاخر بنجلادشي قتلا خلال اشتباكات في منطقة سترة الشيعية وان أكثر من 200 شهص اخرين أصيبوا بجروح في حوادث مختلفة.وذكر التلفزيون الرسمي أن شرطيا بحرينيا لاقى حتفه ايضا ونفى تقارير اعلامية عن مقتل جندي سعودي رميا بارصاص.وعبرت الولايات المتحدة حليفة كل من البحرين والسعودية عن قلقها بخصوص تقارير عن تزايد النزعة الطائفية في البلاد التي يتمركز فيها الاسطول الخامس الامريكي. وأرسلت واشنطن جيف فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الى المنامة للضغط من أجل اجراء حوار لانهاء الازمة.وقال تومي فيتور المتحدث باسم البيت الابيض "ثمة أمر واضح وهو أنه لا يوجد حل عسكري للمشاكل في البحرين."ولم يتضح ما اذا حظر التجول سيفرض ولا ما اذا كانت ستفرض قيود على الاعلام أو التجمعات العامة.وقال وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد ال خليفة "ان عودة الاوضاع الى طبيعتها يتوجب علينا ضبط النظام وتثبيت الامن وفض كافة المخالفات التي تعدت حدودها وأطلقت شرارات الفتنة بين أبناء وطننا العزيز."ووصل أكثر من 1000 جندي سعودي يوم الاثنين ودخلوا البحرين في قافلة طويلة من المركبات المدرعة بطلب من حكام المملكة السنة. وكان الجنود السعوديون يلوحون بأيديهم بعلامة النصر أثناء عبورهم الجسر الممتد بين البلدين. وقالت الامارات العربية وقطر انهما سترسلان أيضا قوات شرطة.وقال وزير خارجية دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان يوم الاثنين ان الامارات ارسلت قرابة 500 شرطي الى البحرين لتهدئة احتجاجات الاغلبية الشيعية.وأعلنت البحرين يوم الثلاثاء وصول دفعة ثالثة من "قوات درع الجزيرة" للبلاد. لكن التقرير الذي أذاعته وكالة أنباء البحرين لم يحدد عدد أفراد الدفعة الجديدة ولا جنسيتها.وشارك الاف البحرينيين في مسيرة الى السفارة السعودية في المنامة يوم الثلاثاء احتجاجا على التدخل.وقال محتج ذكر أن اسمه سلمان "الناس غاضبون. نريد أن ينتهي هذا الاحتلال. لا نريد أن يساعد أحد ال خليفة (الاسرة السنية الحاكمة في البحرين) أو يساعدنا."وقال محللون ان ارسال القوات أظهر وجود مخاوف في السعودية من أن تلهم أي تنازلات في البحرين الاقلية الشيعية السعودية.وينتمي أكثر من 60 في المئة من البحرينيين الى الطائفة الشيعية ويشتكون من تمييز الاسرة السنية الحاكمة ضدهم. وأثارت دعوات للاطاحة بالملكية قلق الاقلية السنية التي تخشى أن تصب الاضطرابات في مصلحة ايران الشيعية.وانتقدت ايران الواقعة على الجانب الاخر من الخليج بشدة قرار ارسال قوات سعودية.وقال رامين مهمانباراست المتحدث باسم الخارجية الايرانية خلال مؤتمره الصحفي الاسبوعي في طهران "وجود قوات أجنبية والتدخل في شؤون البحرين الداخلية ليس مقبولا وسوف يزيد تعقيد القضية."وذكرت وكالة أنباء البحرين الرسمية أن مسؤولا بوزارة الخارجية البحرينية وصف تلك التصريحات بأنها "تدخل صارخ" في شؤون البحرين الداخلية وأن المنامة استدعت سفيرها لدى ايران للتشاور.ونددت جمعية الوفاق الوطني الاسلامية أكبر كتلة شيغية معارضة في البحرين بقرار فرض الاحكام العرفية ودعت الى تدخل دولي. وقال جاسم حسين أحد السياسيين أعضاء الجمعية ان الجيش يسيطر الان على المجتمع.وتشهد البحرين أسوا اضطرابات منذ التسعينات. فخرج محتجون الى الشوارع الشهر الماضي مستلهمين الثورتين اللتين أطاحتا برئيسي مصر وتونس.وعلى عكس هذين البلدين اللذين اتحد شعب كل منهما في مواجهة النظام تنقسم البحرين طائفيا الامر الذي يحتمل أن ينزلق بالبلاد الى حرب أهلية.وأصبحت الاشتباكات العنيفة بين شبان يحملون عصيا وسكاكين وحجارة تقع يوميا الامر الذي اضطر جامعة البحرين والعديد من المدارس الى اغلاق أبوابها لتفادي المزيد من الاضطرابات.وحثت الولايات المتحدة المملكة العربية السعودية على ضبط النفس لكن محللين قالوا ان التصعيد أظهر حدود نفوذ واشنطن عندما يتعلق الامر بالامن الداخلي.ودعت الامم المتحدة وبريطانيا ايضا الى ضبط النفس وعبرت مجموعة الثماني عن قلقها.وفي إشارة الى احتمال تدهور أوضاع الامن نصحت وزارة الخارجية الامريكية بعدم السفر الى البحرين "نظرا لخلل في القانون والنظام".وهاجم شبان مسلحون خلال الليل مطبعة صحيفة الوسط الصحيفة المعارضة الوحيدة في البحرين في محاولة لمنع صدورها.وسدت متاريس حديدية وأكوام من الرمل والحجارة الطريق الرئيسي الى حي المال وأغلقت معظم المتاجر أبوابها.ووضع السكان في أنحاء البحرين حاويات تستخدم في أعمال البناء وبراميل وقطعا من المعدن على الطرق لمنع الغرباء من دخول أحيائهم. ويقف شبان بعضهم ملثم ويحمل عصيا لحراسة مداخل مناطقهم.من لين نويهض وفريدريك ريشتر
Comments