معارضون وحقوقيون مصريون يدعون للاحتجاج على تعديلات دستورية

القاهرة (رويترز) - دعا معارضون وحقوقيون مصريون يوم الثلاثاء الى تنظيم احتجاج على تعديلات دستورية سيستفتى الناخبون عليها يوم السبت وحددوا لتنظيم المظاهرات الاحتجاجية الجمعة.وصدرت الدعوة لمظاهرات الاحتجاج خلال مؤتمر حضره ممثلون عن حزب الجبهة الديمقراطية وهو حزب ليبرالي وحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي وهو حزب يساري والحزب الشيوعي المصري وائتلاف شباب الثورة والجمعية الوطنية للتغيير التي أسسها السياسي البارز محمد البرادعي وحركة مصريات من أجل التغيير والمركز المصري للحقوق الاجتماعية والاقتصادية وهو منظمة معنية بحقوق الانسان.ويطالب مصريون كثيرون بدستور جديد قائلين ان مواد باقية من الدستور الحالي الذي صدر عام 1971 تحافظ لرئيس الدولة الذي سينتخب على سلطات مطلقة.لكن التعديلات تلزم الاعضاء المنتخبين لمجلسي الشعب والشورى المقبلين باختيار أعضاء جمعية تأسيسية خلال 60 يوما من انتخابهم لوضع دستور جديد.وأصدر الداعون للاحتجاج بيانا قالوا فيه ان الدستور الحالي سقط بقيام الثورة التي أدت الى تخلي الرئيس حسني مبارك عن منصبه في 11 فبراير شباط.وأضافوا أن التعديلات لا تتسق مع الثورة وان بها ما "يفتح الباب أمام العديد من المشكلات التي قد تعصف بالبلاد عند التطبيق اذا توافرت ظروف بعينها (وذلك) بسبب الصياغة المرنة في حالات والجامدة في حالات أخرى."وتحفظ التعديلات لرئيس الدولة الحق في تعيين ثلث أعضاء مجلس الشورى وعشرة أعضاء في مجلس الشعب. كما منحت قرارات لجنة الانتخابات الرئاسية حصانة من الطعن عليها أمام القضاء أو أي جهة أخرى رغم أن القانون المصري ينزع أي حصانة عن قرارات الجهات الادارية.ويقول سياسيون ان اجراء انتخابات تشريعية بسرعة سيعطي جماعة الاخوان المسلمين وبقايا الحزب الوطني الديمقراطي الذي كان يحكم مصر الى ما قبل تنحي مبارك الاغلبية البرلمانية.وقالت جماعة الاخوان انها ستقترع بنعم على التعديلات التي لا اختيار بشأنها سوى بالموافقة أو الرفض.وقال الداعون للاحتجاج ان التعديلات لا تضمن أن تكون مصر دولة مدنية في المستقبل.وكانت الاحتجاجات التي أسقطت مبارك الذي انتخب لاول مرة قبل 30 سنة قد رفعت شعار الدولة المدنية رغم المشاركة النشيطة لجماعة الاخوان المسلمين فيها.وطالب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية أسامة الغزالي حرب خلال المؤتمر باعلان دستوري للمرحلة الحالية يليه وضع دستور جديد.وقال "نحن نريد تغييرا جذريا يتناسب مع الثورة العظيمة التي قام بها الشعب... ان اعادة الحياة لدستور سقط وانتهت صلاحيته هي خيانة لارواح الشهداء."وقتل مئات المحتجين وأصيب ألوف اخرون خلال الاحتجاجات التي بدأت يوم 25 يناير كانون الثاني بدعوة من نشطاء الانترنت.وقالت نور الهدى زكي التي مثلت حركة مصريات من أجل التغيير " أناشد الاخوان المسلمين العودة للصف الوطني."لكن الاخوان يقولون ان استقرار البلاد يتطلب اقرار التعديلات.لكن يقول البرادعي الذي يعتزم الترشح لمنصب رئيس الدولة ان اقرار التعديلات يعني أن الانتخابات المقبلة ستجرى في ظل دستور "مشوه وسلطوي" بحسب ما نقلته عنه وكالة أنباء الشرق الاوسط يوم الثلاثاء.ويدعو حزب الوفد وهو حزب ليبرالي الى الاقتراع على التعديلات بلا.ويعتقد مصريون عاديون أن الموافقة على التعديلات ربما تعيد جوا من الامن يفتقده كثيرون رغم عودة الشرطة الى الشوارع بعد أسابيع من غيابها الذي تلى مواجهات دموية مع المحتجين في الايام الاولى من الاحتجاجات التي استمرت الى أن تخلى مبارك عن منصبه.(شاركت في التغطية مروة حمدي)من محمد عبد اللاه