المحتوى الرئيسى

ابراهيم الهطلاني.. عن القصة غير الصحيحة والضيعة غير الموجودة

03/15 11:49

بيروت (رويترز) - قراءة رواية "مملكة جبران" للكاتب السعودي ابراهيم الهطلاني وما تثيره في نفس القارىء ممتعة وقراءة ملاحظته عن الرواية على غلاف الكتاب قد تحملنا الى احدى قصص الاخوين رحباني المغناة عن قرية او ضيعة كما يقال بالمحكية اللبنانية وحيث تختم فيروز بصوتها الرائع قائلة "لا القصة صحيحة ولا الضيعة موجودة".ويخرج "المستمع" هناك ومع كلام الكاتب بفحوى تدخلنا في عالم فلسفة القصص الواقعي وتحديده لنصل الى الرأي الذي يقول ان الواقعي ليس بالضرورة ما قد حصل فعلا في مكان وزمان معينين بل هو المحتمل الحدوث.يعني هذا انه ربما حدث اكثر من مرة واحدة وفي اكثر من مكان وزمان. هنا ربما يقول البعض ان الضيعة في المغناة تصبح واقعية اكثر من الواقع نفسه الذي قد لا تراه عين الانسان العادي كما تراه عين الفنان وهي الاكثر نفاذا وان جنحت الى المبالغة في بعض الاحيان. اذن هناك اكثر من ضيعة موجودة والقصة صحيحية.يعمد ابراهيم الهطلاني كما نجد عند اكثر من كاتب سعودي او كاتبة الى الرموز او الى خلق عالم يقول انه ليس بالضرورة من عالمه الواقعي. يقول الكاتب على صفحة الغلاف في حديثه عن الرواية "هذه الرواية تناقش فكرة وقضية لا تعني مجموعة بعينها. تتناول حالة اجتماعية وسياسية واقعة في المشرق او المغرب العربي. لا يهم المكان او الزمان بقدر اهمية المشكلة وفداحتها واستفحال العلة التي يعيشها مجتمع سلبت منه كل ادوات الكشف والعلاج وقد شلت ارادته وشطبت مصطلحات الحرية والاختيار من كتبه ودفاتره ورفعت اقلامه من كل حياته. لا يهم ان كان هذا مجتمعي او مجتمعك او مجتمع صديقك او مجتمعا قرأت عنه.. المهم اننا نعرفه ونعترف بوجوده."وخلص الى قول مهم ختم به وهو "وفي الخاتمة اذكرك عزيزي القارىء انني لست مسؤولا عن اي احوال او اسماء او صفات جغرافية او سياسية او اجتماعية خطرت في بالك نتيجة تأويلك او تشبيهك او تمثيلك لاي حادثة مررت بها في الرواية."الرواية التي صدرت عن دار رياض الريس للكتب والنشر في بيروت وردت في 166 صفحة متوسطة القطع. اما الاهداء فقد جاء كما يلي "مع فائق التحية.. وخالص الدعوات الرحيمة.. الى روح عبد الله القصيمي.. لقد عاد."ايضاح ذلك -اي من هو الذي عاد- يأتي في الصفحة التالية اذ يأخذ المؤلف من الكاتب السعودي الراحل عبد الله القصيمي في كتابه "لئلا يعود هارون الرشيد" قولا هو "اني اخاف مجيء هارون الرشيد الجديد لانني قرأت عن هارون الرشيد القديم. كان يقاتل بابائي ويقاتلهم بالسيوف والرماح والسهام والنبال."كان ينفق قوت ابائي على الجواري والشعراء والمغنين. كان يعرض ذاته وهيبته ووحشيته وكبرياءه فوق المنبر وفي المسجد وفي مواكبه البدوية المنطلقة من القصر الى المصلى ومن المصلى الى القصر ومن هذا القصر الى ذلك القصر ومن مخدع هذه الجارية الى مخدع الجارية المنافسة الاخرى."كان يحارب ذكاء ابائي وحرياتهم بالمشايخ وبالايات والاحاديث وبالانبياء وبالسلف وبالقبور."   يتبع

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل