المحتوى الرئيسى

الشعب يريد أكثر من انهاء الانقسام!!بقلم: حسن ربعي

03/14 20:02

الشعب يريد أكثر من إنهاء الانقسام!!! بقلم: حسن ربعي لا أحد ينكر دور الشباب وقدرتهم الفائقة على إحداث تغييرات جذرية في حياة أي مجتمع, وإسقاط نظم سياسية كانت تعني حتى الأمس القريب, الموت لمن يحاول الاقتراب منها أو المساس بها, كما حدث في تونس ومصر, وربما تتبعها الكثير من الأنظمة في الوطن العربي, الذي يضربه "تسونامي" إسقاط الأنظمة بثورات شبابية سلمية. وأنا على يقين تام بأن شبابنا ليسوا اقل عزيمة أو قدرة على إحداث التغييرات المطلوبة في حياتنا الفلسطينية, خاصة وأن غالبية هؤلاء الشباب, هم من فجروا وقادوا أطول انتفاضة في تاريخ شعبنا " الانتفاضة الأولى" والتي أجبرت الاحتلال على إعادة الكثير من حساباته, وعلى الاعتراف بحقوقنا السياسية. شعار جميل يرفعه الشباب المتحمس, أو كما يسمونهم شباب "15 آذار"! الذين بادروا إلى تشكيل تجمعات شبابية لتحقيق مهمة صعبة عجز كبار الساسة عن تحقيقها, وهي إنهاء الانقسام المشين بين شطري الوطن, الذي الحق بقضيتنا وشعبنا خسائر فادحة قد تعجز عقود قادمة عن تعويضها, أو إزالة أضرارها. النصر لكم أيها الشباب .. وليكن الله في عونكم.. ونسأله أن يحقق أمانيكم بالوحدة والحرية والاستقلال! لكن هل شعار " الشعب يريد إنهاء الانقسام" وحده يكفي في هذه المرحلة.. وفي الحالة الفلسطينية بشكل خاص؟ بصراحة.. لا.. فالشعب يريد أكثر من ذلك بكثير: الشعب يريد إنهاء الانقسام بالدرجة الأولى , لكنه يريد أيضا محاسبة كل من يقدّم مصالحه الشخصية أو الحزبية على الصالح الوطني العام. الشعب يريد محاسبة كل من يخدم بأفعاله وأقواله أجندة أجنبية, تزعم حرصها على قضيتنا الفلسطينية للوصول لأهدافها وغايتها في المنطقة, ولتحقيق توازنات اقليمية. الشعب يريد العيش بكرامة في وطن لو أقسمت فيه ـ أينما كنت ـ أنّك تقف على دم شهيد لكنت صادقا, ولو دخلت أي بيت فيه وأقسمت بأنّك في بيت أسير لصدقت أيضأ. هكذا شعب يستحق العيش بكرامة.. ولذلك ناضل أبنائه وطوردوا واستشهدوا وجرحوا وأسروا. الشعب يريد احترام الكفاءات ـ وهم كثر ـ وتوفير فرص العمل والحوافز الجيدة, والحياة الكريمة لها لتبني وطنا حضاريا وهي قادرة إذا ما أعطيت الفرصة, لا أن ندفعها للهجرة لتبني بلاد الآخرين. الشعب يريد تحقيق العدالة في كل شيء, وفي كافة مناحي الحياة, في المشاريع في الوظائف, في المراكز القيادية والوظائف العليا, في السفارات والوزارات.. فكما كنّا شركاء في النضال وبذل الدماء, لا بد وأن نكون شركاء في لقمة الخبز وحتى شربة الماء. لا توجد منطقة في هذا الوطن أفضل من أخرى.. كما لا توجد منطقة عاقر لا تلد الكفاءات لتهمّش وتحرم من حقها الطبيعي في المساواة. الشعب يريد محاسبة الفاسدين, ومن استساغوا نهب المال العام والتحكم بمقدرات الشعب وكأنها تركة أو وصية. الشعب يريد ملاحقة اللصوص, ومؤسسي الشركات الوهمية, الذين تمكنوا في فترة معينة من الهروب إلى خارج الوطن بما نهبوا طبعا, وجلبهم بكل الوسائل الممكنة, ليقفوا صاغرين أمام القضاء العادل, وليعيدوا الملايين التي نهبوها, فهي من حق الشعب وحده! الشعب يريد محاسبة المرتشين, والمحتكرين لقوته ومستلزمات حياته, الذين بلغوا عنان السماء في الثراء بعد أن كانوا حفاة عراة. الشعب يريد محاسبة كل من تمادى وحوّل وزارته أو مؤسسته التي يديرها, أو الجهاز الذي يقوده إلى إمبراطورية أو إقطاعية خاصة, هو الحاكم فيها بأمر الله, وجيشها من أبناء العائلة أو المنطقة. الشعب يريد الكثير.. !! لكن لا بأس.. لتكن البداية إنهاء الانقسام والاحتلال!!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل