المحتوى الرئيسى

دور ومستقبل الحركة الاسلامية في ظل المتغيرات في العالم الاسلامي والعربي بقلم:عبد ربه محمد سالم اسليم

03/14 18:21

دور ومستقبل الحركة الإسلامية في ظل المتغيرات في العالم الإسلامي والعربي عبد ربه محمد سالم اسليم قطاع غزة – فلسطين [email protected] من الخطأ الفادح الحديث عن الحركة الإسلامية كجملة واحدة أو كتلة صماء في ضوء الثورات التي تهز العالم العربي والإسلامي من تونس إلى مصر إلى ليبيا إلى ماليزيا إلى البحرين إلى عمان إلى ... حتى إلى إيران وإنما هناك طيف من الحركات الإسلامية تجتهد كل منها في تقديم أنموذجها الذي تعتقد بأنه الأصوب والأقرب إلى مرضاة الله عز وجل ، وبالتالي الحديث عن مستقبلها هو حديث عن النموذج الذي تقدمه أو الذي ستقدمه للأمة – الناس . فالحركة الإسلامية في إيران يبدو أنها بدأت تتآكل من الداخل وبدأت تستهلك رصيد الإمام الخميني وإن حاول المحافظين والإصلاحيين التشبث بهذا النموذج الثوري الخلاق وأنه هو الأمين على تركة الإمام ، فإيران اليوم لا تختلف عن أي نظام عربي فيها كل مفاسد الأنظمة العربية من غش وتزوير وواسطة وقمع للحريات أي أن الدولة بمفاسدها بدأت تغزو نقاء الحركة الثوري . أما في فلسطين فالنموذج الحمساوي الذي يهيمن على الساحة يعرف كل منا مفاسده وظلمة وقمعه للحريات وساديته اتجاه الآخر ، فالتجربة لم تكن رائدة ولا تبشر بالكثير من التصدير لا في مجال الطرح والتنظير ولا في إفرازاتها الواقعية الظالمة ، فهي تفقد تدريجيا رصيدها الشعبي على المستوى المحلي والمستوى العربي والإسلامي ، فالعنصرية والحزبية أهم مرتكزاتها فهي تجتر بلا وعي في بعض الأحيان الكثير من مفاسد وفساد الحركات الوطنية في فلسطين . أما النموذج الجهادي في فلسطين فهو ليس جهاد وليس حماس فقد فقدت الحركة الكثير من تمايزها على مستوى الطرح والتجربة كحركة مقاومة لصالح حماس ، فهي مملوءة بالكثير من السلبيات من الشخصانية إلى فساد المؤسسات وتفريغها من مضمونها الثوري الخلاق ، وبالتالي على الأرجح لن تكون بديلا للنموذج الحمساوي فهي مستلبة لصالحه ولا إلى النموذج الوطني فسلبياتها كحركة مقاومة كثيرة حتى أن عناصرها تلوك الكثير من هذه السلبيات التي تعشش داخلها أي أن أنموذجها أسير أزمتها الذاتية فهي تعيش مفاسد السلطة وهي حركة مقاومة ! وهذا يدعو للغرابة وطرح الأسئلة بعد الأسئلة حول مبرر وجودها واستمرارها في دعواها حماية مشروع الأمة وطلائعها الثورية التقدمية . أما النموذج التركي فهو خليط من الإسلامي والعلماني وهو باختصار نموذج مرضي عنه من الغرب وإن حاول في بعض اللحظات أن يبدي أصالته لحساب القضية الفلسطينية فهو يعيش بين مزراب العسكر وبين النموذج الغربي الذي يحاول اجتراره في كثير من الأحيان والانضمام إليه وإن أبدى الأخوان المسلمين إعجابهم بهذا النموذج وأنهم أقرب إليه فالتجربة الحمساوية في فلسطين وبخاصة في قطاع غزة كشفت الكثير من سوأة النموذج الأخواني الذي يمكن أن يقدموه للناس ومدى انغلاقه على الآخر أللمتعدد ... أما نموذج حزب الله في لبنان ، فهو نموذج طائفي إعلامي الهدف منه التصدير إلى العالم العربي والإسلامي فيه الكثير من مفاسد السلطة وإن أخذ بريقا لصدامه مع إسرائيل ... فالإخوان المسلمون نلاحظ أنهم يحاولون قطف ثمار ثورة الغضب في مصر وتشكيل حزبهم السياسي .. حلمهم .. بالرغم من أنهم لم يحركوا الأحداث في أرض الكنانة فقد سبقهم شباب الانترنت والفيسبوك في تفجير هذه الثورة وهم يقطفون ثمارها الحقيقية في وقت فيما سبق – تاريخيا – كما يقول الشقاقي " كان الإسلاميون يصنعون الثورة ويقطفها العلمانيون " ، فالحركة الإسلامية اليوم في حاجة ماسة وحقيقية إلى مراجعات جوهرية ثورية على مستوى الفكر ومحاسبة لتجربتها رأسيا وأفقيا بما يستجيب لأصالة هذا الدين العظيم وبما يحقق مصالح الجماهير العريضة ودعواتها الفطرية الخلاقة للحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة والانفتاح الحضاري الخلاق ، فالحركة الإسلامية مدعوه إلى أن تكون نبض الجماهير الخلاق والحقيقي وألا تعيش حالة الاستعلاء الحركي أو ألانكفائي أو النخبوي أو ألأنموذجي فهي من رحم هذه الأمة وإن كانت طليعتها ورأس حربتها في قيادة مشروع الأمة – الناس نحو التحرر والاستقلال على المستوى الذاتي والموضوعي ، فالجيل القادم جيل مثقف واع يطمح إلى الحرية الحقيقية .. نزاع إلى الحضارة والمدنية واستقلال الشخصية وفضولي منفتح على الآخر ، يحترم التعددية وحرية الرأي .. جرئ وطموح سياسيا واجتماعيا ذو طاقة فاعلة منفعلة ساع إلى التغيير دوما ، خلاق . 8 / 3 / 2011م

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل