المحتوى الرئيسى

بالنيابة عن الأقلام المأجورة

03/14 09:48

بقلم: أميمة كمال 14 مارس 2011 09:36:09 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; بالنيابة عن الأقلام المأجورة  أعترف بأننى واحدة من الأقلام المأجورة التى كان يقصدها المستشار جودت الملط، رئيس جهاز المحاسبات، والذى طالبته مذيعة برنامج (الحياة اليوم) فى حوار تليفونى معه يوم الخميس الماضى، وهى تكاد تبكى من التأثر، بألا يلتفت إليهم لأنهم من فلول النظام القديم. السيدة المذيعة تقر بمنتهى البساطة بأن من يسأل سيادة المستشار الملط كيف استطعت الاستمرار فى موقعك على رأس أقوى جهاز رقابى طوال 12 عاما (هى أسود عصور الفساد فى مصر على الإطلاق) دون أن تخرج على الناس لتعلن أن الفساد قد طال الجميع، وأنك لم تعد تقوى على مقاومته؟ تقر هكذا بمنتهى البساطة بأن هؤلاء من فلول النظام القديم.ولا أعرف ما الغريب أن يستنكر أعضاء الجهاز المحتجين على سيادة المستشار أن يقول، على غير الحقيقة، فى تقريره المقدم لمجلس الشعب «أن السيد رئيس الجمهورية يتابع مع الوزراء، والمحافظين، وجميع المسئولين بالدولة ما يتعلق بحياة الناس وتوفير الحياة الكريمة لأبناء مصر. والتركيز على مشكلات المواطنين فالشغل الشاغل للرئيس هو حياة المواطن البسيط». «والسيد الرئيس يتابع كل ذلك بنفسه كما يتابع معاناة الناس للعمل على تخفيف أعباء الغلاء عن الفقراء». وهذه المقاطع، والله العظيم أنقلها حرفيا من آخر تقرير لسيادة المستشار، والذى ألقاه فى مجلس الشعب، حين كان أحمد عز يقزقز اللب، ويوسف بطرس غالى يلعب فى الموبايل، لأنهما يدركان أن التقرير لن يحمل ما يعكر صفوهما، ولا صفو غيرهما. وكانا ينامان قريرى العين لأن التقرير السنوى للسيد المستشار لم يكن ليحمل كلمة واحدة عن الفساد، وإذا حمله لن يخيف أحدا. لأنهم جميعا بمن فيهم المستشار يعرفون أن مكانه فى النهاية فى أدراج أحد الفاسدين ذاتهم. وصمت السيدة المذيعة بمنتهى راحة الضمير هؤلاء ،الذين صدقوا أن نصر ثورة يناير لن يأتى إلا بانتصارات صغيرة للناس داخل مواقعهم، وصفت هؤلاء بأنهم من فلول النظام القديم. ولا أعرف أية فلول تلك التى لم تطلب طلبا فئويا واحدا، بل على العكس تعرض أرزاقها، ورزق أولادها للخطر دون أن تجنى أى امتياز لا ترقية ولا علاوة؟. ما العيب فى أناس تمنوا أن يأتوا ،بعد الثورة، برجل يعرف قيمة هذا الكرسى. فهم أرادوا فقط أن يذكروه بأن نفس هذا الكرسى جلس عليه محمود محمد باشا فى عام 1949، واستقال منه احتجاجا على الملك لأنه طلب منه حذف مخالفة أتى بها مستشاره الصحفى بـ5000 جنيه، كان قد حصل عليها بدون وجه حق من مستشفى المواساة بالإسكندرية. هؤلاء الفلول سألوا سيادة المستشار ،فى وقفات احتجاجية متحضرة، وانتظروا منه أن يجيب دون جدوى. لماذا لم يستقل بعد أن عرف من تقارير أعضاء جهازه بأن أحمد عز محتكر للحديد فى مصر. وبأنه استولى على شركة الدخيلة بالاحتيال منذ سنوات طويلة تحت أعين الجميع. ولماذا كان يقبل على نفسه أن يقف أمام عز فى مجلس الشعب باعتباره رئيس لجنة الخطة والموازنة ليناقشه فى تقريره السنوى دون أن ينطق بالحقيقة، أو يصرخ فى وجهه بأنه سارق هذا الوطن؟. وكان على سيادة المستشار، بدلا من أن يبكى المذيعة تأثرا من أنه يسكن فى حى الدقى فى شقة 120 مترا، كان عليه أن يرد على أعضاء جهازه المعارضين له الذين زكم الفساد أنوفهم وفاض بهم الكيل من كثرة ما يكتبون عن سرقات كبار هذا البلد. كان عليه أن يرد على سؤالهم لماذا سكت سنوات على التجاوزات التى حدثت فى الاستيلاء على آلاف الأفدنة من أرض مصر وتحويلها لمنتجعات وملاعب جولف فاق حجم الضائع منها على الدولة 500 مليار جنيه. لماذا لم تحولها إلى النائب العام إلا بعد الثورة؟. وكيف استطعت يا سيادة المستشار أن تمسك أعصابك طوال هذه السنوات وأنت تحمل فى مكتبك مخالفات أرض الوليد بن طلال فى توشكى. والتى كتب شرفاء الجهاز عنها، تم بيع 100 الف فدان للوليد بن طلال بموافقة مجلس الوزراء بـ50 جنيها . وبدون تقديم قرار تأسيس الشركة للتأكد من أن نسبة مساهمة المصريين 51% طبقا للقانون. ولا يتضمن العقد طريقة سداد باقى قيمة الأرض بعد المقدم. وأعطى العقد للوليد حق زراعة مساحة أكبر من التعاقد. كما له حق الامتلاك المطلق مع عدم جواز نزع الملكية فى أى حال بالرغم من أن القانون يسمح بسحبها إذا لم يتم استزراعها بعد 5 سنوات. كما أنه لا يخضع لأى قيود تتعلق بالحجر الصحى» وأكثر كثيرا من ذلك.ألا يحتاج السكوت على هذه المساخر إلى رجل لديه صبر أيوب، ويملك أعصابا من فولاذ تجعله ينام الليل، فى شقته المتواضعة فى الدقى، دون أن يقدم مخالفات توشكى إلى الأمم المتحدة، وليس فقط إلى النائب العام. وبعد كل ذلك يخرج علينا من يقول أقلاما مأجورة. نعم مأجورون لصالح كل من دفع دمه فى الثورة ثمنا لكى نحيا فى مصر أحرارا وليس عبيدا. وأخيرا كنت أتصور من السيدة المذيعة، والتى لن أتهمها بأنها من فلول الإعلام فى الزمن الغابر حتى لاأكون مثلها. ولكن أتهمها بأنها من أصحاب القلوب الضعيفة الذين عليهم أن يتنحوا جانبا عن مناقشة الموضوعات التى تحتاج إلى قلوب من حديد تستطيع أن تتأكد، وتبحث، وتسأل أو على الأقل تفكر. أو تفعل مثل أى إعلامى يريد أن يصل إلى الحقيقة أى تستضيف أحدا ممن تتهمهم من أنهم من ذيول النظام القديم، والذين أحذيتهم أرفع من كل هؤلاء، فتحاورهم وتبادلهم الحجة بالحجة. ولكنها اكتفت بالبكاء على الأحوال المعيشية للسيد المستشار. والذى لم يكن مضطرا للتطرق إليها. لأن أحدا لم يتهمه بالفساد أو بأنه تقاضى ثمنها لسكوته طوال هذه السنوات. ولكنه الخوف، والتمسك بالكرسى وهما أشهر آفات العصر الغابر. الخوف الذى يجعله يأمر أعضاء الجهاز بالبعد عن كبار القوم الذين يملكون البطش وعلى رأسهم رجال الداخلية. والتمسك بالكرسى الذى يجعله يسكت على الفاسدين كل هذه السنوات حتى يصبح الفساد أقوى من كل أجهزة مكافحته.أما الأمر الذى يدعو للعجب حقا هو لماذا تدخل سيادة رئيس الوزراء عصام شرف فى حديث تليفونى للبرنامج قائلا «امسحها فى يا سيادة المستشار». لا أعرف أمسح إيه فى إيه؟ وهل كان يقصد مسح التهم التى يوجهها له بعض الشرفاء فى جهازه؟ فلماذا توافق أن يمسحها فيك أحد يا سيادة رئيس الوزراء دون أن تعرف مغبة هذه الاتهامات من أصحابها أنفسهم؟.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل