المحتوى الرئيسى

100 فنان مغربي يلامسون في أعمالهم الواقع العربي

03/14 07:00

الرباط - خديجة الفتحي انفتحت اللقاءات الثانية للفن المعاصر، المنعقدة مؤخرا بمدينة الرباط، على مختلف دروب الإبداع في المجال التشكيلي المغربي، بتنوع مغامراته، وفي جميع حالاته: (الرسم، التنصيب، التصوير الفوتوغرافي، فن الفيديو، النحت، والمهارات أو ما يعرف بـ "performance"). ما يفوق 100 فنان، سعوا للتأكيد على أن ما حققوه ليس صدى لإنجازات الآخر، بل إبداعاً مغربي الوجه واليد واللسان، يشير إلى نفسه ولا يشير إلى سواه بوصفه جزءاً من الهوية الثقافية المغربية والعربية، مع انفتاحها الإنساني. وفي قلب هذا الحدث الذي عمت فعالياته أغلب فضاءات أروقة العاصمة الرباط، بما فيها البعثات الثقافية الأجنبية، تخطت الندوة الرئيسية لهذا اللقاء التي جمعت ثلة من الفنانين حول طاولة مستديرة، سؤال التشكيل المغربي ومستقبله وإنجازاته الماضية وراهنها، إلى مساءلة قدرة الفن على مساءلة واستدعاء معطيات ومجريات المشهد السياسي العربي اليوم. عزالدين الوهابي، مندوب معارض الدورة الثانية من هذا اللقاء، قال في تصريح لـ "العربية نت"، إن هذه الدورة اعتمدت التركيز على فن المنشآت، أو ما يصطلح عليه أيضا بفن التنصيبات، إلى جانب الصياغة الكلاسيكية، وذلك لإبراز هذا الطابع الجديد من الفن المعاصر بالمغرب، وبأن هناك أعمال فنانين مغاربة تصلح لتقديمها في إطار معارض عالمية، لما تزخر به من حساسية جمالية مختمرة، تساءل الآني و المستقبلي. وأكد عزالدين الوهابي، أنه إذا كانت الحواس تتجمع في العين، فإن فن التنصيبات، يغير زاوية نظرها إلى ذلك الحاصل الجمعي والفردي الذي اختزنته، ويدفعها لمعاودة النظر والمشاهدة فيما كانت تروم اختياره وفيما لم تختره، من باب الاختصار أو باب الألفة، لكون الفن عموما وفن المنشآت على الخصوص، يجعل من المألوف غريبا، ومن ثنايا القبيح يستولد جمالا خفيا، ومن الوظيفة النفعية للأشياء وظيفة جمالية، مشيرا في هذا السياق إلى نموذج الفنان برهيس الذي حول قنينات الغاز إلى ورود، واضعا إياها في مجرى مائي متدفق، داخل الحديقة، ووسط بركة ماء ببهو فضاء من طراز معماري أندلسي أوروبي، هنا تكمن جمالية الغرابة، بتحويل المألوف إلى شيء مدهش، عبر هذه الموتيفات الديكورية بألوانها الحميمية، إضافة إلى اللعب على الأشكال، يقول مندوب المعرض. ثورة الياسمين الفنانة كنزة بن جلون، قدمت تنصيبا لهيكل عظمي، يحمل دلاء فارغة، وضعته في مجرى مائي داخل حديقة الورود، وكتبت إشعارا باللغة الفرنسية، بلوحة محمولة على صدر الهيكل العظمي، تقول: "تحركوا لا شيء للشرب"، في إحالة رمزية تعتمد السخرية في إثارة موضوع جدي يتعلق باستهتار الإنسان بمحيطه البيئي. الفنان أمل بشير، يضع المشاهد في مهب رياح العولمة المسيّجة في أقفاص، مستلهما فكرة عمله من الصورة التي ظلت تتداولها العديد من القنوات العالمية لمتظاهر تونسي إبان ثورة الياسمين، وهو يسير بقفص مفتوح اعتلى رأسه. واعتمد بشير على سلسلة من الأقفاص المعلقة على لوحة كبيرة، وبداخلها كرات على شكل الكرة الأرضية تتخللها خرائط، متوازنة في قياساتها وفي تصاميها، متشابكة ومفتوحة على التيار الهوائي، لكنها في حالة سكون، بما تعنيه من تصادم الحلم مع واقع العولمة التي سجنت الناس في شبكة أقفاص كحيوانات أليفة. الأعمال المذكورة هي عينة من 12 تنصيبا، تنوعت تيماتها وأساليبها من تعليب صور نجوم التلفزيون والسينما في قارورات، حدائق إسمنتية، فسيفساء من الصحون.. فضلا عن اللقاءات الفنية، كان الهدف من التظاهرة حسب المنظمين فتح الحوار المباشر بين الفنانين أنفسهم وبين الجمهور، عبر تنظيم زيارات لمحترفات الفنانين على صعيد مدينة الرباط، وتنظيم ورشات رسم لفائدة الأطفال. مصطفى الرملي، المنسق العام للتظاهرة، يقول في هذا السياق، إن الفن التشكيلي وما يصاحبه من أشكال فنية، بدأ يعرف فورة في المغرب، ويحتاج إلى من يعرّف به بالشكل اللائق، مشيرا إلى أنهم اختاروا تنظيم هذه التظاهرة مرة كل سنة لتسليط الضوء على مدينة معينة، والتعريف بطاقاتها الفنية، من خلال زيارات مباشرة، وجعل الجمهور وممثلي وسائل الإعلام في قلب التحولات التي يعرفها هذا الفن، لكي لا يظل منحصرا في النخب، ليكون في متناول مختلف الشرائح الاجتماعية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل