المحتوى الرئيسى

حبر علي ورق‮»‬لا‮« ‬للمادة‮ »٥٧«.. ‬و»نعم‮« ‬لباقي التعديلات

03/14 02:16

لا أعرف لماذا ساورني الشك وأنا أقرأ التعديل المقترح لنص المادة‮ »٥٧« ‬من الدستور الحالي في انه يستهدف اقصاء شخصية معينة من سباق الانتخابات الرئاسية القادمة‮. ‬وحتي لا أُجهل او أرمز،‮ ‬سأقولها بكل صراحة‮: ‬شعرت ان الهدف من تعديل تلك المادة هو استبعاد الدكتور أحمد زويل من الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة‮.‬والحقيقة أنني لا أجد في الزواج بأجنبية،‮ ‬أي‮ ‬غير مصرية،‮ ‬خاصة اذا كانت سورية تنتمي الي دولة عربية شقيقة كانت في يوم من الايام متحدة مع مصر أيام الرئيس جمال عبدالناصر‮. ‬ورغم أن الوحدة فشلت لأسباب عديدة لا مجال لسردها الآن،‮ ‬لكن تظل سوريا دولة عربية شقيقة‮. ‬فلماذا إقحام هذا النص علي المادة‮ »٥٧« ‬ولماذا نحرم أنفسنا كمصريين من اختيار رجل صاحب رؤية علمية،‮ ‬وخلفية ثقافية وسياسية موسوعية من ان يقدم تلك الرؤية المهمة لانتزاع مصر من دهاليز الفوضي العلمية ويضعها في مصاف الدول الكبري التي اسست نهضتها وانطلاقتها علي خلفية العلم وأرضية الثقافة والفكر؟لماذا نحرم انفسنا من قيادة تملك هذا العقل الفريد،‮ ‬والثقل الدولي المشهود له،‮ ‬والاحترام الشعبي اللا محدود؟ سؤال ساورني،‮ ‬وألمح عليّ،‮ ‬وجعلني في حيرة من أمري تجاه موقفي الشخصي من تلك التعديلات الدستورية التي ستطرح للاستفتاء الشعبي يوم ‮٩١ ‬مارس الحالي‮.‬والسؤال هو‮: ‬هل سيكون متاحا في ذلك الاستفتاء ان نقول نعم لبعض المواد المقترحة ولا لبعض المواد التي نتحفظ عليها أو نرفضها؟أغلب الظن أن النظام المعمول به في أي استفتاء هو الموافقة علي الكل أو رفض الكل‮. ‬أي الاختيار بين نعم ولا‮. ‬ومن هنا كانت حيرتي‮!‬فأنا أري في الثماني مواد الأخري بعد التعديل أشياء مهمة،‮ ‬من شأنها أن تحقق الديمقراطية الحقيقية التي ننشدها،‮ ‬وتضمن تداول السلطة،‮ ‬وتحديد صلاحيتها ومدتها وهذه أمور في‮ ‬غاية الأهمية،‮ ‬ويجب أن نوافق عليها ونباركها‮. ‬وكذلك تخفيض الفترة الرئاسية إلي أربع سنوات بدلا من ست سنوات وتحديد التمديد أو الحق في الترشح لفترة ثانية فقط‮.‬كل هذه أمور جيدة،‮ ‬ومحمودة‮. ‬ولكن أنا أكره تحديد الاختيارات وحصرها في زمن الحرية والثورة والشفافية‮. ‬أكره أن نقصي شخصية مهمة،‮ ‬قادرة علي التغيير والتحديث وتملك الرؤية عن سباق الانتخابات الرئاسية‮.‬فالزمن الذي نعيشه مختلف،‮ ‬إنه زمن الحريات في أقصاها دون حواجز أو حسابات أو هكذا أراه‮. ‬أما أن نُفَصِل مادة من مواد الدستور من أجل إقصاء الدكتور أحمد زويل تحديدا،‮ ‬فهذا شيء أراه متناقضا مع مزاج الثورة،‮ ‬واتجاهها،‮ ‬وأهدافها‮.‬المفترض يا سادة أن نفتح الباب بكل شفافية وحرية‮.. ‬ونترك للشعب أن يختار الرئيس القادم لمصر بكل اقتناع‮. ‬وليس معني خوض الدكتور زويل للانتخابات انه سيفوز،‮ ‬فقد لا يفوز بالمقعد،‮ ‬ويختار الشعب‮ ‬غيره من المرشحين‮. ‬فالشخصيات المطروحة معظمها له مصداقية ويتمتع بشعبية واسعة بين قطاعات عديدة في الشعب المصري‮. ‬عمرو موسي مثلا أو الدكتور البرادعي وآخرون‮.‬دعوا الشعب يختار بحرية‮.. ‬لا تقفلوا أبواب الفرص المتاحة‮. ‬فهذه فرصة لن تتاح لنا مرة أخري في بناء مصر المستقبل التي نحلم بها ونتمناها‮!‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل