المحتوى الرئيسى

آخر عمودخـيـــانة‮ ‬سارگـــوزي

03/14 02:16

عاد القذافي من رحلته التاريخية لباريس سعيداً‮ ‬بما قاله وما سمعه من تصريحات أدلي بها وتعليقات تصدرت الصحف ونشرات الأخبار التليفزيونية،‮ ‬قبل بدء الزيارة وخلالها وبعد عودته‮. ‬ليس مهماً‮ ‬بالنسبة للقذافي أن التعليقات كانت ضد شخصه،‮ ‬واستنكاراً‮ ‬لزيارته،‮ ‬وتنديداً‮ ‬بالحفاوة التي لقيها‮ »‬الإرهابي الليبي‮« ‬من الرئيس الفرنسي شخصياً‮. ‬المهم فقط‮.. ‬إنه أي الأخ العقيد حظي بالأضواء الإعلامية الفرنسية بصفة خاصة والأوروبية بصفة عامة‮.‬لم‮ ‬يترك‮ »‬ساركوزي‮« ‬مناسبة إلاّ‮ ‬انتهزها لتبرير الدعوة التي وجهها للقذافي لزيارة باريس،‮ ‬واضطراره للتغاضي عن أقواله الصادمة وتصرفاته المهينة،‮ ‬ما دام المقابل‮  ‬صفقات واتفاقيات بعشرات المليارات تم التوقيع عليها مع الحكومة الليبية وفازت بها المصانع والشركات الفرنسية التي تعاني الكثير من تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية‮.‬تصوّر القذافي أنه ضمن‮ »‬فرنسا الساركوزية‮« ‬كحليفة وصديقة لها ثقلها في القارة الأوروبية،‮ ‬ما دام كل المطلوب منه أن‮ ‬يدفع بين الحين والحين حفنة مليارات‮ ‬يواصل بها إنقاذ الاقتصاد الفرنسي من عثراته وأزماته من جهة و دعم ومساندة صديقه الحميم الفرنسي من جهة أخري في التصدي للانهيار المتواصل لشعبيته مما‮ ‬يهدد بسقوطه في الانتخابات الرئاسية القادمة‮.‬وكان‮ ‬يمكن أن تزداد الحميمية بين‮  ‬القذافي وساركوزي،‮ ‬وتتضاعف صفقات الرخاء الاقتصادي‮ ‬بين باريس وطرابلس كما خطط القذافي لولا انتفاضة الشعب الليبي ضد الظلم والقهر والاستبداد،‮ ‬والوحشية التي مارسها نظام القذافي لقمع المتظاهرين الغاضبين المطالبين بإسقاطه‮. ‬لقد صدمت كل الشعوب وكل الحكومات بما جري،‮ ‬ويجري حتي اللحظة في الجماهيرية‮. ‬وسارع المجتمع الدولي بالتنديد بالقذافي و وحشيته،‮ ‬والتصفيق والتهليل لشجاعة الشعب الليبي‮!‬‮ ‬الرئيس الفرنسي ساركوزي كان أول من أعلن تأييده للشعب الليبي،‮ ‬وأول من طالب صديقه الحميم القذافي بالتنحي عن الحكم‮. ‬الطريف أن تلك المبادرة من جانب ساركوزي لم تلق كما كان‮ ‬يتوقع تأييداً‮ ‬من الفرنسيين ومن قواهم السياسية والحزبية‮. ‬وقرأنا لمن سخر منها،‮ ‬وأرجعها إلي محاولة فاشلة من ساركوزي للتغطية علي موقفه‮ »‬المتخاذل‮« ‬ كما وصفوه من الثورات الشعبية في تونس و مصر واليمن والبحرين حيث تعاملت الإدارة الفرنسية معها كما‮ ‬يتعامل المراقب المحايد الذي لا‮ ‬يريد أن‮ ‬يخسر الطرفين‮: ‬الشعوب الثائرة،‮ ‬والأنظمة الحاكمة‮!‬القذافي كان له تفسير مختلف لموقف ساركوزي‮. ‬فقد أرجعه إلي خيانة صديق لصديقه الذي لم‮ ‬يبخل عليه بشيء‮ . ‬ولم‮ ‬يكتف القذافي بالتفسير الذي اهتدي إليه،‮ ‬وإنما ألقي خطاباً‮ ‬ بالصوت والصورة هدد فيه صديقه السابق بأن لديه من وثائق وأدلة ضده أي ضد ساركوزي ومجرد الكشف عن بعضها سيعجل بإسقاطه فوراً‮!‬‮.. ‬وأواصل‮ ‬غداً‮. ‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل