المحتوى الرئيسى

> صول تفرغ الثورة من مضمونها

03/13 21:21

وقعت حادثة عادية في قرية صول، هذه الحادثة تكررت عدة مرات في صعيد وشرق وغرب وشمال مصر، وكانت كل هذه القصص قبل الثورة تنتهي عند اختفاء أطرافها، أو عقد صلح عرفي ما، أو تكون أكثر احتقانًا إذا تعلقت هذه الحوادث بزوجات رجال دين مسيحي وتفجرت ثورة شباب الفيس بوك وخرج الملايين من المسيحيين والمسلمين يتعانقون ويتكاتفون لأجل مصر جديدة، مصر الحرية والديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان وأثناء الثورة لم تقع أية أحداث لفتنة طائفية، أو سرقات، أو حتي تحرشات في ميدان التحرير بعد أن عانت الكثيرات في شوارع مصر من التحرش قبل قيام الثورة، واستبشر الجميع خيرًا حيث كانت من أهم شعارات الثورة شعار التغيير وتحدث كثيرون في الصحف والإعلام المرئي والمسموع عن أن الشعب المصري تغير مع الثورة وأصبح أكثر تفاؤلاً بالمستقبل وأكثر إقبالاً مع ثقافة الثورة والتغيير، وأكثر تفهما في العلاقة بين الأنا والآخر المختلف، وكلما وقعت حادثة ما مثل موقعة الجمل أو إحراق ملفات أمن الدولة أو خلافه نسمع ونقرأ أنها فلول النظام القديم التي مازالت تعبث في الظلام محاولة إفساد الثورة وإفراغها من مضمونها، لكن الثورة تحرز كل يوم تقدمًا ملحوظًا وقدرة علي تفعيل مبادئها، إلي أن وقعت حادثة صول، وحاول البعض تصوير أن ما حدث هو من صنيع أمن الدولة القديم، أو فلول النظام السابق لكن مع توالي الأحداث علي أرض الواقع وضح أن الأمر غير ذلك تمامًا. فالحادث طبيعي وعادي ومتكرر، أي أنه ليس اختراعًا جديدًا، وردود أفعاله طبيعية جدًا ومتكررة، فقد اختلف اثنان من عائلة الفتاة علي أسلوب معالجة الخطأ حيث رفض أحدهما عقوبتها بينما الثاني رأي أن بقاءها علي قيد الحياة هو تلويث لشرف العائلة، فتقاتلا وقتلا بعضهما البعض، وعند عودة الشباب من المقابر توجهوا ناحية الكنيسة وأحرقوها، وهو أسلوب متكرر في حوادث مماثلة مع حرق بعض بيوت المسيحيين، ثم تلي ذلك مجلس عرفي للقيام بالصلح بين الأطراف المتنازعة وهو أسلوب قبلي لا يمت بصلة للدولة المدنية الحديثة، ليس هذا فقط بل برر الشباب إحراقهم للكنيسة أنهم وجدوا بها ورقة تحتوي علي أسماء مسلمين لعمل الأسحار لهم، وكانت نتيجة هذه الأسحار أن الرجال المسلمين الساكنين بجوار الكنيسة حدث لهم (ربط) جنسي، أي نوع من العجز الجنسي، وأن البعض تم طلاقهم بسبب هذه الأسحار، وبالطبع هذه أسباب متهافتة للجوء للعنف والحرق، والغريب أن الشيخ حسان الذي ذهب لتهدئة الشباب رأي هذه الأوراق ودافع عن تصرف الشباب سببها، وأيضًا لم يعلق المذيع علي كلمات الشيخ حسان في برنامج مصر النهاردة. ولقد توالت قوافل المثقفين إلي القرية لإقناع الشباب المعتصمين في الكنيسة لمنع القوات المسلحة من بنائها، إلا أن كل قافلة ذهبت إلي هناك رجمت بالحجارة ومنعت من الوصول إلي الكنيسة، وذهب إليهم بعض الدعاة مثل عمرو خالد وصفوت حجازي لكنهم لم يقتنعوا حتي اليوم، والمشكلة التي أريد إثارتها ليست هل سيقتنعون أم لا؟ لأن هذا مجرد حادث، لكن المشكلة الحقيقية هي ذلك الفارق الحضاري الضخم بين الشباب الذي قام بالثورة وهو يمثل أقلية الأقلية وبين أكثرية شباب مصر أو القاعدة العريضة منه والذي يمثل شباب صول بأطفيح، لا شك أن هذا الحادث إما أن يثبت أن الثورة جاءت في موعد ومكان خطأ وهذه كارثة أو أن الثورة قادرة علي تغيير هذا الشباب؟! والسؤال هو كيف يا شباب

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل