المحتوى الرئيسى

يا اهل الخليج استعدوا (جاكم) الجراد بقلم:فيصل حامد

03/13 21:19

فيما مضى من الزمن القريب كان الإنسان في بلادنا العربية المشرقية يتمتع بخاصية الاستشعار عن بعد أو ما يسمى بالحاسة السادسة و نادرا ما نلاحظ هذه الخاصية الرائعة عند إنسان اليوم الذي تحول بفعل الارتياح والانفتاح حتى الانبطاح إلى آلـة صماء فاقدة الإحساس الحي و مسلوبة المشاعر الإنسانية النبيلة و خاصية الإستشعار عند إنسان الأمس لا تتوفر من حيث الجوهر و الإستشعار في الكثير من الأجهزة الألية المصنعة والمستعملة للمقاييس و التنبؤات الجوية و الجيولوجية التي إبتكرها الإنسان من مشاعره و أحاسيسه و من مشاهدات و تحركات مختلف الكائنات من حيوانات و طيور و زواحف و حشرات. و بالتأكيد أن تلك الخاصية الموهوبة و الممنوحة للإنسان من الخالق الرحمن لا يتمتع بها كل الناس بل أن المتمتعين قلة لكنها قلة كافية لتقديم مواهبها احيانا بالمجان وغالبا ما تنصب تنبؤاتها المستلهمة عن الأمور التي لها علاقة بحياة الإنسان من حيث ارتباطه مع الطبيعة والتخوف من تلك العناصر المعادية لمزروعاته التي تمده بأسباب البقاء و من أبرز هذه العناصر هي حشرة الجراد التي تعتبر من ألد و أخطر أعدائه و تتجاوز في عدوانيتها الحروب و الغزوات التي تسيل فيها الدماء أنهارا. يقول المعمرون أن الجراد حينما كان يداهم مزروعاتهم لا يبقي منها شيئا وإن لم يشبع تتعمد بعض اسراب منه وهي من ذوات الاحجام الكبيرة الى مهاجمة حيواناتهم واطفالهم الصغار التي كانوا يخفونها في حجر او كهوف محكمة الاغلاق ويقولون أن اسراب الجراد الطائر كانت تحجب نور الشمس عن الناس الذين يهبون هبة رجل واحد لمقاومة هذا الخطر الداهم القادم اليهم عادة من الجنوب وكانت تلك المقاومة بسيطة سلاحها الضرب على صفائح تنكية فارغة أو على الطبول لإستحداث اصوات قوية لعلهم يخيفون اولئك الاعداء وابعادهم عن مزروعاتهم واشجارهم واطفالهم وإلى جانب ذلك كانوا يصرخون بإعلى اصواتهم (جاك السمرمر ياجراد) لعلهم يلقون الرعب بين تلك الاسراب من الحشرات الهائمة النهمة والسمرمر كما يقال ويوصف بأنه طائر بلون وحجم الغراب لكنه طويل الذيل وكبير الرأس والمنقار وغالبا ما يرافق اسراب الجراد ويتغذى عليها وهو آكول غير نؤوم لايعرف الشبع ولا التعب ويعتبر العدو الاكثر فتكا بتلك الحشرات الطائرة لهذا كان الفلاحون والمزارعون يخيفون الجراد به لكن اعداد هذا الطائر الذي يعتبر صديقاللمزراعين قليلة جدا ان قيست بالاعداد الهائلة لاسراب الجراد المدمرة لما هو اخضر ويابس وما ينبض بالحياة من المزروعات والمخلوقات الصغيرة ان كان في حالة وحشية وجوع شديدين. اماكيف يعلم مسبقا أهل القرى والارياف من الفلاحين والمزارعين بقدوم تلك الحشرة المتوحشة إليهم يقول البعض من أولئك المعمرين القرويين أن بعضا من الناس في قراهم ومن الذين لا يعرفون القراءة أو الكتابة ومن البسطاء الفقراء كانت لديهم قوة مجهولة الماهية تشعرهم بقدوم الخطر على قريتهم كمهاجمة الجراد لمزروعاتهم ومن حدوث العواصف المدمرة للبيوت والمزارع إلى جانب استشعارهم بسقوط الامطار ومبلغ شدتها وتأثيرها وعند الوقت الذي يخشى فية المزارعون من قدوم الجراد ومهاجمة مزروعاتهم وغالبا ما يكون في الربع الأخير من فصل الربيع يصعد أولئك الأنفار القلة من الممنوحين الحاسة السادسة وقوة الاستشعار إلى مرتفعات قراهم يحملون زادهم وأبواقهم وطبولهم للاختلاء والتعبد ووجوههم شطر الجنوب حيث توقع قدوم الجراد ويبقون في خلوتهم حتى مطلع الصيف وزوال الأخطار لكن حينما يتبين لهم بالحدس والاستشعار عن قدوم الجراد ينفخون بالأبواق ويقرعون الطبول وينادون (يا أهل الديرة جاكم الجراد) . وسرعان ما يصدق حدسهم بظهور أسراب تلك الحشرة المخربة للزرع والضرع ــــــــــــ أما في هذة الأزمان التي استطاعت به المبيدات والمكافحات من التقليل من أهمية ذلك الخطر الذي قد طوق في موطنه الأول في القارة الأفريقية ولا تزال العديد من الصحاري في تلك القارة تخضع إلى المراقبة والمكافحة الجوية والإقليمية وفي بلادنا العربية خاصة الأقطار الخليجية منها ظهر في السنوات الأخيرة والتي أعقبت غزو الكويت أعداد هائلة من الجراد الطيار, لكنه قادم من الشرق وليس من الجنوب وكان قدومه بطلب وترحيب سكان تلك الأقطار مع ملاحظة عدم وجود طائر السمرمر مرافقا لتلك الأسراب البشرية القادمة من شرق أكبر القارات الكونية مساحة وسكانا وبلادنا تقع على كتفها الغربي مما يجعلها محط أطماع لثروتها ولقربها وترحيب أهلها وهنا تكمن الخطورة من الوضع الجغرافي والبشري ومؤشرات ذلك أخذت بالوضوح والتجلي دون مشاهدة أي (سمرمر) إنساني يعمل على التقليل من أضرار ذلك الغزو الجرادي الطائر والذي قد يصبح غزوا (زحفوطونيا) أ] الزحف على البطون في السنوات القليلة القادمة يأكل خلالها الزاحفون الأخضر واليابس ـ تحت أبصارنا وأسماعنا وربما بتشجيع ومساندة بعض الدول المعادية لمصالحنا وثرواتنا ووجودنا.لتجعل منهم ورقة تساومنا بها ان حاولنا الخروج من تحت حمايتها ووصايتها حفظا لاستقلالنا وكرامتنا ومواردنا من الضياغ والابتزازوبالرغم من مناداة الدارسين والباحثين من المواطنين الخائفين على مصير شعوبهم وأوطانهم من التلاشي والذوبان في شعوب وأوطان تلك الجموع الهائلة من البشر التي لا يربطنا بها رابط ولا واثق فإننا نلحظ بمنتهى الأسى المر أن هذة الجموع الجامحة الطامعة تزداد أعدادها على حساب غيرها من المقيمين العرب الذين تتخذ بحق الكثيرين منهم الإجراءات الصارمة والمضايقات بناء على نصائح العم سام الاشقر الهمام التي تدفعهم إلى الرحيل طواعية لتحل مكانهم فئات معادية وخطيرة على الوحدة الاجتماعية والوطنية والقومية الاخذة بالتفكك والانكفاء تحت معاذير وتصورات خاطئة لا يجوز أن نربطها بالمناسبات الأنية أو الظروف الطارئة لنترك مصيرنا الحياتي والوجودي في مهب المنازعات والتصورات والاكتواء بنار الخلافات والمزايدات السياسية والمادية التي اكتوينا بلهيب نارها اشد اكتواء. إذ علينا أن ننسى جراحنا النافذة في سبيل الاهتمام بتضميد جراح أمتنا البليغة النازفة ولا يزال من أكثر الذين جلبوا لها الويل والانقسام ومساوىء الأحوال أولئك الطغاة البغاة من أبنائها وقد جىء بهم أو جاءوا إلى التحكم بمصيرها ومقدراتها بغفلة من الزمن ومن وراء حجب الظلام وتحت يافطات كبيرة لشعارات ملونة بالأخاديع المضللة استنزفت طاقتنا وأهدرت قوانا فاستعدت علينا الضواري النابحات والضباع والثعالب وأبناء الأفاعي والحاخامات .ولكي لا تتمكن تلك الأسراب الأكلة من الجراد أن تنفرز في تراب أرضنا لتضع بيوضها الهائلة لتفقس جيوشا من الجريدات الزاحفة الهائمة وهنا ستقع الطامة العظمى والبلاء الكبير إن لم نسارع اليوم اليوم وليس غدا أو بعد غد إلى الحد من سطوة تلك الموجات الطامية المتلاحقة من أسراب تلك الجيوش الزاحفة والطائرة والعمل بجدية ومسؤولية على تقليص أعدادها المتزايدة وإلا فسيجرفنا الطوفان إلىالأودية والقيعان حيث المذلة والخسران فماذا يفيد الإنسان لو ربح كنوز وملذات الدنيا وخسر نفسه ووطنه ومجتمعه؟ والمؤشرات على ذلك التزايد أخذت تتكشف وتتبدى للأنظار في البيوت وهنا مكمن الخطر والمزارع وفي الشوارع والمرابع والأقفار. إن الدعوة وهي دعوة مواطنية وعربية صادقة ومحيية بالإيمان بوحدة الحياة ووحدة المصير والأهداف موجهة للمسؤولين والمواطنين سواء بسواء وكل في موقعه إلى العمل المسؤول والواعي المشترك لمواجهة هذا الخطر الجرادي الطائر منه والزاحف صوب أرضنا وبلادنا تحت مضلات وشعارات وادعاءات تروجها الجهات المعادية عبر أجهزتها ويكفي أمتنا ما أصابها من غراب البين و ابو الحصين واضرابهما من الحكام وأهل الافتاء وتجار الدين والأوطان. ولنتذكر جمعيا كيف تمكن الاغراب عن بلادنا ومن هم على سويتهم الذين كانوا خدما من انتزاع السلطة من سادتهم وأولياء نعمهم ولكي لا يعيد التاريخ نفسه إني أناديكم كما كان ينادي أولئك الناس القرويون الطيبون أبناء قريتهم عندما يستشعرون بقدوم الخطر على مزروعاتهم وأطفالهم يا أهل الديرة أستعدوا جاكم الجراد , فهل نستعد إيها السادة والسيدات من بني وطني وأمتي ومعتقدي أم علينا أن نبقى كما نحن فية وعليه من جهل وخوف لنساق جمعيا إلى مسالخ شارتوك بن صهيون الضرغام وتابعه العم سام الاشقر الهمام كما تساق الخراف الوجلة الى المسالخ لتذبح دون أن يذكر اسم الله عليها اننا نناشد اننا نحذراننا نستنهض فهل من يسمع ايها السادة وايتها السيدات من بني وطني الثاني كما يردد ذلك كلاما بالصحف والاغاني من غير صدقية بالمعاني والاماني ؟؟ فيصل حامد [email protected] . كاتب وناقد صحفي سوري) مقيم( بالكويت

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل