المحتوى الرئيسى

يا شباب فلسطين آن أوان استلام الراية بقلم: م .عماد عبد الحميد الفالوجي

03/13 13:24

يا شباب فلسطين آن أوان استلام الراية م. عماد عبد الحميد الفالوجي رئيس مركز آدم لحوار الحضارات www.imadfalouji.ps يا شباب فلسطين اليوم هو يومكم والدور دوركم ، لا تسمحوا لأحد أن ينزعه منكم أو أن يسلب الراية من يدكم , أنتم بدأتم فى التوقيت الصحيح لم تتأخروا كما لم تتقدموا , منحتم الفرصة كاملة لمن يطلقون على أنفسهم لقب القادة ليصححوا مسارهم , وكان من الطبيعي أن يفشلوا لسبب واحد فقط هو أنه انتهى دورهم ولن يتمكنوا من الاستمرار أكثر لأنها سنة الحياة التى عايشها ولازال يعايشها شعبنا , ولأن شعبنا لازال ينبض بالحياة والعطاء ولن يتوقف عن ذلك مهما طال الزمن , ولأن هناك جيلا جديدا قد أدرك بوعي كامل أنه لم يعد بإمكانه البقاء فى خانة المتفرج والمهمش , ولأن هذا الجيل قد نال القسط الوافي من العلم والممارسة وأصبح لديه رغم أنفه تجربة كبيرة وعميقة بحكم معايشته للأحداث وما أكبرها وأشدها من أحداث , لذلك وجد هذا الجيل الجديد ذاته أكبر بكثير من سنوات عمره , وامتلك وسائل لم يمتلكها غيره من القيادات التي سبقته , وأصبح يستخدم كافة أنواع الوسائل الحديثة من التكنولوجيا التى جعلته يقفز طويلا وبعيدا عن واقعه المعاش وجعلته لا يعترف بالمستحيل أو الاستسلام لواقع هو ليس جزءا منه . كل عشرين عاما يستلم الراية جيل جديد , هذا هو سياق تاريخ الشعب الفلسطيني , أحيانا نتيجة أحداث كبيرة تعصف بالواقع الفلسطيني تحمل فى طياته كلمة السر الوحيدة وهي الحاجة الى جيل جديد والى فكر جديد وممارسة جديدة , هذا الجيل يتقدم الصفوف ويحمل الراية دون استئذان من أحد لأن واقع الأحداث يفرض عليه التقدم لأنه قد لا يكون مخيرا لاستلام زمام المبادرة بل تدفعه الظروف للقيام بمهامه وعليه أن يتقدم ويثبت ذاته وقدراته دون الالتفات الى الوراء ولكن بنظر ثاقب نحو الامام , لأن دوره مرتبط بمرحلة جديدة تختلف كليا عن المراحل السابقة , ومن هنا كان تسلسل الأحداث منذ عام النكبة 1947 عاشها قادتها وتحملوا نتائجها ثم كان الجيل القادم عام 1965 ليقودوا مرحلة جديدة من الكفاح المسلح ويتحملوا نتيجة تلك المرحلة ثم كانت مرحلة 1987 لينطلق جيل جديد ارتبط بجيل الانتفاضة ليقود مرحلة جديدة ويتحمل نتائجها , واليوم نحن بصدد جيل جديد عام 2011 ليحمل الراية اليوم وعليه أن لا يتأخر ولن يكون أقل شأنا من الأجيال السابقة التى حملت الراية وسارت بها حسب الظروف الموضوعية والإمكانيات المتاحة . ولكن نحن الجيل السابق الذين خضنا الانتفاضة الكبرى عام 1987 تسلمنا الراية ونحن مدركين طبيعة المرحلة , حيث تسلمنا مع الراية مفاهيم الثورة بشكلها الواضح والصريح لم يكن لدينا شك فى طبيعة عدونا أو تشخيص فى الحالة التى نمر بها , كان لنا عدو واحد يتفق على عداوته الجميع وكانت بيننا خلافات داخلية كان الحوار سيد الموقف لحل كافة إشكالياتها , ولكن الجيل الجديد اليوم سيستلم الراية فى ظروف أكثر تعقيدا مع إشكاليات فى المفاهيم وعدم وضوح فى الأولويات , لأول سيستلم الراية جيل يعاني من إرث ثقيل عنوانه الانقسام بين شطري بقايا وطن , ولا يدري أين أولوياته هل هو الانتهاء من الانقسام أم مواجهة الاحتلال أم كلاهما معا ؟ ولم يعد هناك فهم مشترك لمفهوم العداء هل الكيان الإسرائيلي هو العدو المشترك لنا جميعا أم أن خلافاتنا الداخلية أصبحت جزءا أصيلا من العداء ؟ لم يعد هناك فرق واضح بين مفهوم العداء ومفهوم الخلاف فى علاقاتنا الداخلية , وهل لازالت وحدتنا هي صمام الأمان لمستقبلنا أم انتصار حزب على آخر هو المقياس ؟ هل الثورة ضد الانقسام مقدمة للثورة ضد الاحتلال أم العكس ؟ الجيل الجديد مطلوب منه إعادة الاعتبار لكل تلك القضايا وعليه إعادة ترتيب الأولويات من جديد , وعليه إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني , وعليه مواجهة كل ذلك الإرث القاتل , والقضاء على الثقافة الحزبية السلبية التى أخذت بالانتشار بين الأحزاب , وأصبح الحزب هو الوطن وليس وسيلة للوصول الى الوطن , واختلطت المفاهيم , ومن هنا فنحن أمام ثورة لتغيير المفاهيم ولكن الجديد فيها أننا بحاجة الى إعادتها الى أصولها وليس ابتكار مفاهيم جديدة , ومن هنا لابد من التحذير من بعض المجددين المهووسين بالثقافة الغربية ومصطلحاتها دون التفكير الجدي والحقيقي بالواقع الفلسطيني , التغيير المطلوب هو الذي يقود الى عودة الروح للجسد الفلسطيني المتمثل فى عودة الوفاق وتصحيح المفاهيم وتوجيه الطاقات المبدعة نحو بناء الوطن على أسس قوية وسليمة . لابد إعادة الاعتبار للشباب كونهم الجيل الجديد المطلوب أن يستلم الراية ويقود حالة التغيير الذي ينتظره المجتمع , واليوم هو الوقت المعلوم والحاجة أصبحت ملحة للتغيير بعد فشل كافة الجهود التى بذلها القادة لإصلاح هذا الواقع , وليست مفاجأة هذا الفشل ليكون عنوانا لاستحقاق ميلاد مرحلة جدية منسجمة مع المتغيرات الجارية فى المحيط العربي , فالشباب الفلسطيني كان دائما فى طليعة التحركات الشعبية والثقافية على مستوى الداخلي والإقليمي .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل