المحتوى الرئيسى

نية الأنا وسياسة الأنانية بقلم:زهدي إبراهيم الشيخ عيد

03/13 12:50

نية الأنا وسياسة الأنانية إن ما يدور اليوم على الساحة الفلسطينية يطرح تساؤلا هاماً حول سياسة الفئوية الواضحة للعيان، التي تقوم علي سياسة الأنانية وتتمثل في عمقها بنية الأنا وإعلاء الذات ونظرة المصالح الضيقة تفضيل الفرد علي الكل والذات عن الآخر حتى وان كانت على حساب الوطن ووحدته ومكتسباته، وهذه السياسة التي يحاول البعض التمسك بها في داخله والعمل جاهدا ليظهر أمام الإعلام والعامة رفضها وانه يدعوا إلى الحفاظ على المصالح العليا لشعبنا والتي أصبح الجميع يتغنى بها ويجيرها لصالحه ويفصلها على قياسه. وبالنظر لما يدور حولنا نرى الساحة العربية تمر بمتغيرات جوهرية، تمثلت ابرز نقاطها في استعادة الشعب لمكانته وإمساك الشباب بزمام المبادرة وإعلاء صوته بلا خوف أو وجل، بالإضافة إلى ما ترتب علي ذلك من إسقاط أنظمة عربية عتيدة كانت تعد الأقوى والأقدم في تاريخ الحكم المعاصر، وبطبيعة الحال وكما هو دائما تأثرت الأراضي الفلسطينية بهذه الأجواء، وخاصة أن الشعب الفلسطيني هو الأعرق في تاريخ الثورات بل وأول من ادخل إلى القواميس السياسية كلمة الانتفاضة، فتفتحت لدى الشعب عامة والشباب خاصة روح الثورة والتضحية. وسارع الجميع في خطوات واثقة وصفت بالاجرأ منذ الانقسام إلى إعلاء الصوت مطالبين بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية لمواجهة العدو الأول لشعبنا وما أن تعالت الدعوات إلى إنهاء الانقسام حتى سارعت بعض الجهات إلى طرح أفكار ومبادرات ودعوات منها ما يدعو إلى التوقيع على الورقة المصرية و الدخول في تطبيق فعلي لها وهذا ما أحبطته كلمات السيد موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عندما قال إن الورقة المصرية ذهبت مع النظام السابق في مصر وهي الآن ليس لها أي موقع . واستمرت الرؤى لإنهاء الانقسام تطرح من هنا وهناك، ومنها ما قدمتها الفصائل الفلسطينية والتي لا يمكن اعتبارها مواقف ولا يصلح البناء عليها، وقد رأي البعض أنها ليست إلا لرفع العتب أو إخراج هذه الفصائل من حالة الحرج التي وضعتها فيها الثورات العربية والشباب الفلسطيني المطالب بإنهاء الانقسام، ولعل أكثر من قدم مبادرات أو أطروحات حركة فتح وقد استعدت لإجراء الانتخابات بديلا عن الورقة المصرية، والبدء فورا في إعادة الوحدة للوطن، وطرح بعض قيادتها التوجه إلى غزة للتشاور وذلك عبر تصريحاتها المتعاقبة المطالبة بالمصالحة بكافة الأشكال، وأخرها كلمات السيد محمد المدني عضو اللجنة المركزية للحركة والتي تحدث بها للإعلامي بسام عيد عبر شبكة معا الإخبارية، وقال فيها إن أي مبادرة أو خطوة تجمع الشمل هي عنوان من عناوين النضال وهي أفكار قابلة للنقاش. إلا أن كل أطروحات فتح حول الموضوع لم تلق صدى واسع، وذلك يرجع برأينا إلى حالة الترهل التي تمر بها الحركة والتي اتضحت ثناياها مؤخرا بشكل جلي حيث لوح عدد من الأقاليم بتقديم استقالاتها بل تعدى الأمر ذلك بطلب البعض عقد مؤتمر الحركة السابع كمؤتمر استثنائي، بالإضافة إلى حالة الإحباط التي تعتري القاعدة الجماهيرية، ناهيك عن تمسك الوجوه التي شاخت بمناصبها.ولا ننسى أيضا مبادرة الدكتور سلام فياض والمتمثلة بتشكيل حكومة وحدة وطنية مع الإبقاء على منظومات الأمن الحالية بغزة والضفة والتي رفضتها حركتي فتح وحماس ووصفتها حماس بأنها ماتت قبل أن تولد . وبعد الرفض لكافة الأطروحات والرؤى وحتى لا يبقى الانقسام فارضاً نفسه على الجميع، أطلقت الحملة العالمية لنصرة القدس " القدس توحدنا " مبادرة لإنهاء الانقسام الفلسطيني بعنوان " القدس توحدنا " طرحت رؤوس أقلامها في الإعلام تتبنى تشكيل مجلس رئاسي يضم في طياته جميع الهيئات الرسمية التي تمثل الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى تمثيل منظمات المجتمع المدني من حقوقيين واطر شبابية يتمخض عنه تشكيل عدة لجان تأسيسية بل وأساسية يتبعها تشكيل حكومة اتقاذ وطني من التكنوقراط ببرنامج وطني شامل متفق عليه. وظلت هذه المبادرة قيد الدراسة والتشاور من بعض الأطراف، وان كان ذلك بشكل غير علني حتى خرجت حركة حماس عن صمتها إزاء الانقسام معلنة عن أنها بصدد إعداد مبادرة لإنهاء الانقسام تتناول جميع الجوانب وستكون مبادرتها شاملة وانتظرنا كما انتظر الجميع على أمل يخرجنا من هذا الكابوس حتى قامت حركة حماس اليوم الأربعاء بدعوة الفصائل الفلسطينية لطرح مبادرتها عليها. ولكن وفي أعقاب الاجتماع وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد لم نر أي شئ جديد أو شئ اسمه مبادرة حسب وصف السيد وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني الموقف حيث قال أن حركة حماس لم تقدم مبادرة جديدة خلال اجتماع الفصائل بغزة وأضاف أن حماس قدمت عناصر دون تفاصيل منها إطار قيادي للمرحلة الانتقالية وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية والاتفاق على برنامج سياسي وحكومة وحدة من خلال بلورة رؤية مشتركة، وهذا ما أكده الناطق باسم حماس السيد إسماعيل رضوان بقوله ناقشنا خلال الاجتماع الأفكار الرئيسية لمبادرتنا والتي منها إنشاء قيادة وطنية متوافق عليها لمرحلة انتقالية بالإضافة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وتحقيق الشراكة الشاملة والكاملة من خلال الحوار الوطني الشامل . وفي النهاية إذا ما قارنا ما طرحته مبادرة " القدس توحدنا " وما تحدث به السيد وليد العوض وأيضا ما تحدث به السيد إسماعيل رضوان فأننا نرى أن حركة حماس لم تأت بجديد فعليا وإنما كررت ما قدمته مبادرة " القدس توحدنا " ولتسليط الضوء أكثر على مواقف حركة حماس قبيل إطلاق مبادرتها وتشابهه مع مبادرة " القدس توحدنا " نرى أن السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قال في المؤتمر الثامن لمؤسسة القدس الدولية في العاصمة السودانية الخرطوم آن الأوان أن نؤسس لوضع فلسطيني جديد وأضاف نريد مصالحة تعلي شأن المقاومة وتابع في كلمته للعالم العربي والإسلامي الذين يطالبوننا بالمصالحة نريدها على أسس صحيحة تنحاز للثوابت الوطنية وببرنامج سياسي ينحاز للثوابت والحقوق الفلسطينية ويجعل المقاومة خيارنا الاستراتيجي . وأيضا ما ذكره السيد خليل الحية النائب عن حركة حماس في كلمة يوم الجمعة الماضي خلال مسيرة دعت إليها حركته لإنهاء الانقسام حيث قال لابد من قيادة يثق بها الشعب تكون أمينة على حقوقه وثوابته ومقدراته وعلى القدس واللاجئين والشهداء كما يريد برنامجا وطنيا واضحا صادقا ينطلق من حماية الثوابت على طريق دحر الاحتلال . وهنا نقول للسيد خالد مشعل والسيد خليل الحية من خلال مبادرة " القدس توحدنا " أن المجلس الرئاسي التي تقوم عليه المبادرة يؤسس لوضع فلسطيني جديد ويوفر قيادة يثق بها الشعب الفلسطيني فبمجرد موافقة كافة الأطراف عليها يجلس الجميع على طاولة واحدة ويطرح الكل رؤيته والتي يتم الأخذ بها ضمن آلية مبسطة طرحتها المبادرة وحينها يتحدث الجميع عما يريد وليتوافق الجميع على برنامج سياسي موحد يلبي المصالح العليا لشعبنا من كافة الجوانب وهذا ما طرحته حماس أيضا اليوم في مبادرتها . ومن هنا يحق لنا أن نتساءل تساؤلا مشروعا هل يجب أن تخرج المبادرة حتى تقبل عن هذه الجهة أو تلك ؟ ونوجه رسالة إلى الجميع انه في ضوء هذا الإحباط الكبير والكئيب انبثق نورا أو أملا في أخر النفق للخروج من هذا المأزق المرير تمثل في إطلاق الشباب الفلسطيني عبر موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك موعد الخامس عشر من آذار يوما للنزول إلى الشارع في كافة محافظات الوطن في غزة والضفة على حد سواء للمطالبة بإنهاء الانقسام وإننا نضم صوتنا إلى الأصوات التي تحذر من الهروب إلى الأمام من استحقاق إنهاء الانقسام والذي يشهد حراك شعبي واسع ونضيف انه لا يجب الاكتفاء بتنظيم مسيرة لتجسيد الوحدة مع ايجابيتها إلا انه لا بد من أن تحدد طبيعة الوضع النهائي الذي سينجم عن إنهاء الانقسام والذي نرى انه أصبح واضحا اليوم وخاصة بعد طرح حماس مبادرتها والنقاط التي تعرضنا لها في مقالنا هذا فان الخيار الأنفع لإنهاء الانقسام واستعادة اللحمة بين شطري الوطن يكون بتبني مبادرة " القدس توحدنا " لشموليتها وواقعيتها وإمكانية تطبيقها فعليا وبشكل سريع وعملي وهذا ما يتفق عليه الجميع كما أوضحنا . زهدي إبراهيم الشيخ عيد المنسق العام للحملة العالمية لنصرة القدس " القدس توحدنا "

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل