المحتوى الرئيسى

ضرورة تدخل الجيوش العربية لإنقاذ الشعب الليبي قبل أن يأخذ الغرب زمام المبادرة بقلم:محمد شركي

03/13 12:17

ضرورة تدخل الجيوش العربية لإنقاذ الشعب الليبي قبل أن يأخذ الغرب زمام المبادرة محمد شركي من المؤسف جدا أن يكون موقف العرب بهذه السلبية القاتلة في الوقت الذي يعيث النظام الليبي في الأرض فسادا ويرتكب مذابح وحشية ضد الشعب الليبي في حرب غير متكافئة بين نظام يحتمي بالمرتزقة المدربين على الحروب والمدججين بالأسلحة الثقيلة والمتطورة والذين توفر لهم الطائرات والبوارج الحربية الغطاء للزحف ، وبين ثوار الشعب بأسلحة متواضعة يقاومون فلول المرتزقة. يحدث هذا والعالم العربي يتفرج ، والعالم الغربي يتربص للتدخل في ليبيا من أجل الحصول على البترول وليس من أجل إنقاذ الشعب الليبي من الإبادة الجماعية التي يقوم بها النظام اليائس الذي يلعب آخر أوراقه . وكان من المفروض أن يعقب التصريح بلا شرعية النظام الليبي تحريك الجيوش العربية لدعم شرعية الشعب الليبي . فما هو دور الجيوش العربية إن هي لم تتدخل في هذه الظروف ؟ أما زالت الأنظمة العربية تعتبر أن ما يحدث في ليبيا شأنا داخليا ؟ وهل إبادة النظام الليبي للشعب الأعزل مجرد شأن داخلي لا يتطلب التدخل العاجل ؟ وهل تخشى الأنظمة العربية إن تدخلت الجيوش العربية لإنقاذ الشعب الليبي أن يكون ذلك سابقة بحيث تتدخل هذه الجيوش كلما استبد نظام ما بشعبه واستعمل السلاح لإبادته ؟ إن تأخر تدخل الجيوش العربية وخاصة الجيش المصري المجاور سيعطي فرصة لتدخل جيوش الناتو تحت ذريعة من الذرائع وسيكون ذلك سببا في مصادرة الثورتين المصرية والتونسية من خلال اختلال ليبيا ومحاصرة الثورتين ومنع انتشارها في باقي الأقطار العربية التي تعرف حراكات شعبية . إن الغرب وقد فاجأته الثورتان التونسية والمصرية و الانتفاضات الشعبية في معظم الأقطار العربية وأربكته ، يحاول الآن التدخل في ليبيا من أجل تغيير مسار الانتفاضات والثورات الشعبية ليبقي الأوضاع على ما كانت عليه والتي كانت لصالحه ولصالح الكيان الصهيوني. إن الجيوش العربية مطالبة اليوم لتأخذ زمام المبادرة وتتدخل لتقديم المساعدة للشعب الليبي قبل أن يسحب البساط من تحت أقدامها من طرف القوات الغربية التي سيكون تدخلها من أجل تحقيق مصالحها ليس غير. وإن تدخل الجيوش العربية سيجعل الغرب يحسب لها حسابا ، وستفرض احترامها عليه . أما إذا ما تقاعست هذه الجيوش العربية فإنها ستفقد هيبتها ، وستطمع فيها الغرب والكيان الصهيوني . فالشعب الليبي شعب ينضوي تحت جامعة الدول العربية ، ومن حقه أن يطالب هذه الجامعة بالتدخل لحمايته ، ولا يمكن انتظار الأوامر الصادرة من القيادات الغربية للتدخل . و لا مبرر لتأخر المؤتمرات العربية والإسلامية والإفريقية وانتظار المؤتمرات الغربية لتكييف مواقفها وفق المواقف الغربية. وليس من المقبول أن تعترف فرنسا بالقيادة الشعبية الليبية ، وتتلكأ الدول العربية في ذلك ، ولسنا ندري ماذا تنتظر لتحذو على الأقل حذو فرنسا كأضعف إيمان. ومن حق الإنسان العربي أن يخامره الشك في هذا التلكؤ بل قد يذهب بعيدا فيشك في وجود تعمد للسكوت عن جرائم النظام الليبي حتى يبيد الشعب ليقال بعد ذلك إن النظام قد استعاد السيطرة على البلاد ، وأن ما حدث كان شأنا داخليا فحسب. إن التاريخ سيسجل هذا التلكؤ العربي ، ولن ينسى الشعب الليبي أن الدول العربية تخلت عنه وتركته فريسة لنظام دموي استباح أرواح ودماءهم أبنائه .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل