المحتوى الرئيسى

شــهادة اعتذار واجب لإخوتنا

03/13 11:51

  هذا الاعتذار تأخر بعض الوقت حتي تكشفت الحقائق كاملة حول ما حدث لكنيسة قرية صول مركز اطفيح بمحافظة حلوان.. وهي الكنيسة التي اعتدي عليها وتم هدم بعض جدرانها كرد فعل لمشكلة اجتماعية ناتجة عن علاقة خاطئة بين شاب مسيحي وفتاة مسلمة.وسواء كان من قام بهذا الاعتداء بعض من الشباب المسلم المتحمس الهائج أو بعض البلطجية من جنود الثورة المضادة فإن النتيجة التي انتهت اليها الأحداث كارثة حقيقية علي المستوي الأخلاقي والديني.. ولابد من مواجهتها بكل حسم حتي لا تتكرر الجرأة علي دور العبادة وتخريبها وهدم بعض أجزائها.وقبل المواجهة يجب علي كل مسلم يعرف أصول دينه حق المعرفة ويعرف أيضا أصول المواطنة وحقوق الانسان أن يسارع إلي إبراء ذمته إلي الله وإلي الوطن.. ويعتذر لإخوتنا المسيحيين الذين أهينت مشاعرهم الدينية وأحسوا بالخطر يهددهم في مقدساتهم.نعم يا اخوتنا.. نحن مدينون لكم باعتذار واجب.. اعتذار كبير بأصدق الكلمات والعبارات.. نحن نأسف ونعتذر ونؤكد بكل قوة اننا كمسلمين نرفض أي اعتداء يمس الكنيسة ونقف معكم ضد أية إهانة توجه الي مقدساتكم مهما كانت صغيرة أو كبيرة ولا نقبل أبدا أن تعيشوا معنا في وطنكم ولديكم أي احساس بالخطر أو الغضب.لتكن هذه الجريمة البشعة بداية ليقظة حقيقية علي المستوي الشعبي تدرك ان المواطنة ممارسة ومساواة ومشاعر متبادلة واحساس انساني بالمسئولية وليست مجرد شعارات وهتافات ومادة توضع في الدستور.المواطنة تعني الحرية للجميع والأمن للجميع والكرامة الانسانية للجميع.. بلا تمييز بسبب الدين أو العرق أو اللون أو الجنس.. كلنا مصريون.. كلنا شركاء في الوطن وشركاء في المسئولية وشركاء في حماية القيم العليا للمجتمع.من وجبنا أن نسمو فوق الصغائر وأن نضع الأمور في نصابها الصحيح وسياقها الصحيح.. فقضية الشاب المسيحي والفتاة المسلمة تعالج في إطار قانوني وعرفي والعكس أيضا صحيح ولا يسمح أبدا أن تجرنا مثل هذه السفاسف إلي كارثة تتمثل في الاعتداء علي كنيسة أو علي مسجد أو علي رمز ديني.ولنحذر جميعا.. فإن معظم النار تأتي من مستصغر الشرر.. وليس هناك حرائق أسوأ ولا أخطر من الحرائق الوطنية التي هددت بلادنا في زمن الاستبداد ويجب أن تنتهي تماما في زمن الحرية والديمقراطية والانفتاح.لم تعد لدينا قدرة علي احتمال مثل هذه الألاعيب الطائفية التي تشتت جهود الوطن وتبدد طاقاته في قضايا ضارة تحول دون انطلاقه إلي مرحلة البناء والانتاج والتطور العلمي.وربما يتسع المقام في ظل المصارحة الوطنية أن نطلب أيضا من اخوتنا في الوطن أن تتسم ردود الأفعال بالعقلانية والمسئولية.. فليس مقبولا أن يكون الرد علي جريمة هدم الكنيسة في اطفيح بجرائم أخري أشد وأنكي.. كقطع الطريق الدائري وطريق الأتوستراد ورجم السيارات بالطوب وحرق سيارات المحجبات وكل سيارة عليها رمز ديني.لقد مرت مصر بلحظات حزينة خلال الاسبوع الماضي.. لحظات كان فيها الخطر يهدد الجميع بفتنة طائفية لا تبقي ولا تذر.. ويجب علي كل طرف الآن أن يراجع نفسه ويعترف بالخطأ ويعتذر عنه.يجب أن نتحلي بفضيلة الشجاعة وتكون لدينا القدرة علي تجاوز الأخطاء والجرائم التي ارتكبها كل فريق في حق الفريق الآخر ويجب أن تترسخ في أنفسنا حقيقة مهمة هي اننا إما أن نعيش معا حياة رغدة ومزدهرة وآمنة أو نموت وننزوي ونتخلف عن ركب الحضارة معا.ومصرنا تتسع للجميع.. تتسع لكل أبنائها أن يجتهدوا ويبتكروا ويتنافسوا في العلم والعمل وكل ما فيه صالح الشعب والنفع العام.. لا أن يتعاركوا حول قضايا لا يصح فيها العراك.وليعلم اخوتنا المسيحيون ان الدين الاسلامي برئ كل البراءة من أية أخطاء أو جرائم يرتكبها بعض أبنائه عن جهل وسوء فهم ضد الكنائس.. فالاسلام يوقر دور العبادة ويحفظ لها هيبتها وكرامتها.. سواء أكانت مساجد أو كنائس أو أديرة أو معابد يهودية.. ليس هذا فقط بل ان الاسلام يأمر أتباعه بأن يدافعوا عن هذه الدور.. ويوفروا لها ولمن فيها الجو الآمن كي يتعبدوا بالأسلوب الذي يرونه في حرية كاملة.ليس هذا وقت الانتصار للطائفة وانما وقت الانتصار للوطن وللمواطنة.هذا هو الوقت الذي نثبت فيه للعالم اننا جديرون بالحرية والديمقراطية.. وان حريتنا لا يمكن أبدا أن تنقلب إلي فوضي مدمرة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل