المحتوى الرئيسى

خواطرالقانون‮.. ‬هو الحَكَم؟

03/12 23:17

مضي أربعون يوما علي اختفاء رجال الأمن من الشوارع كانت من اصعب الفترات في حياتنا‮. ‬كم ارجو وفي اطار الاستقبال الشعبي الحافل لعودتهم ان تكون المعاناة من‮ ‬غيابهم قد انتهت الي‮ ‬غير رجعة‮. ‬هذا الواقع الذي عشناه امتزج بالشعور بالخطر علي كيان الدولة المصرية بسبب تفشي الفوضي التي هددت كل شيء‮. ‬علينا جميعا ان نفهم وندرك‮  ‬ان رجال الشرطة هم الاباء والابناء والاخوة والاحفاد الذين ينتمون لتراب هذا البلد وان المهمة الاصيلة لهذا الجهاز‮ .. ‬هي حماية أمن الوطن والمواطن قبل اي شيء اخر‮.‬ان جهاز الشرطة مثل اي جهاز في اي دولة المفروض ان اغلبيته من الشرفاء والقلة فيه قد تكون في قيادته أو من افراده من الفاسدين أو المنحرفين‮. ‬ولان طبيعة مهامه تتسم بالعسكرية المنضبطة فان تأثيرات القرارات الصادرة عن الزمرة التي انحرفت باهدافه قد تمس وبحكم الخضوع للاوامر‮.. ‬قطاع الشرفاء من ابناء الجهاز وهو الامر الذي‮ ‬يدعم حيثيات براءتهم من اي سلوك ألحق الضرر بفئات أو افراد في المجتمع‮. ‬لابد ان نضع في الاعتبار ايضا ما كان يترتب علي وسائل واساليب اعداد رجل الشرطة والتي‮ ‬من المفروض ان تكون متماشية مع المناخ العام الذي كان يسود نظام الدولة‮. ‬من هنا ونتيجة للمتغيرات التي صاحبت ثورة ‮٥٢ ‬يناير وبالعودة للرصيد الكبير من الكبت الذي ضخمه وزادت منه مظاهر الانفلات التي‮ ‬سادت الشارع‮.. ‬اهتزت‮  ‬الثقة في العلاقة بين فئات من المواطنين وبين رجال الشرطة‮. ‬زاد من تفاقم هذا الوضع تصاعد الخروجات وتوجيه الاهانات التي جاءت معظمها من الذين كانت لهم معاملات مع الشرطة علي أي شكل من الأشكال‮. ‬هذه الحالة السلوكية كانت وراء هذا الاختفاء الاجباري للشرطة والذي‮ ‬يتسم في بعض جوانبه بالريبة‮.‬لا أحد‮ ‬يمكن ان‮ ‬ينكر الرابطة القائمة علي‮ ‬المشاركة والحياة المشتركة في‮ ‬الوطن بين الشعب وابنائه من رجال الشرطة والتي‮ ‬يؤكدها اعتراف الجميع باستثناء المجرمين والبلطجية بالحاجة الملحة إلي التواجد الشرطي في حياة المواطنين خاصة بعد ان سادت الفوضي وحالة الانفلات الامني‮.. ‬الحياة العامة‮.. ‬انطلاقا من هذا الواقع ارتفعت الاصوات تطالب بالعودة السريعة لرجال الشرطة للقيام بدورهم الوطني في حماية الأمن العام للوطن والمواطن‮.  ‬الفوضي والاحداث والتطورات والسلبيات والمعاناة التي تولدت نتيجة سيطرة المجرمين والبلطجية علي مقدرات الشارع المصري‮  .. ‬كانت الدافع وراء هذه الدعوة الشعبية‮ . ‬لقد جاءت في اعقاب الاعلان عن اتخاذ الخطوات والاجراءات اللازمة لاعادة هيكلة جهاز الشرطة للقيام بمهامه في خدمة الشعب‮. ‬انها‮  ‬ولا جدال خالصة لصالح هذا الوطن وضمان لاستمراريته كدولة لها كيانها ومتطلباتها‮.. ‬اصبح واضحا وجليا ان لا حياة ولا اقتصاد ولا موارد لهذه الدولة‮  ‬بدون شرطة وامن وبالتالي لا استجابة لاحتياجات جموع المواطنين الحياتية‮  ‬علي اختلاف فئاتهم إلا بوجودهم‮.‬قد يتساءل البعض عن الاسس التي سوف تكون عليها قاعدة التعامل حتي لا‮ ‬يتكرر اندلاع الفتنة بين الشرطة وطوائف الشعب مرة اخري؟؟ في اعتقادي ان القانون نصا وروحا‮ ‬يجب ان يكون الحكم في هذا التعامل خاصة ان كل القوانين المفروض انها مُسخّرة لصالح المجتمع امنه واستقراره ورفاهيته‮.. ‬ان الالتزام بهذه القوانين في المعاملات مع مراعاة الضمير وارضاء الله والانحياز للعدالة والبعد عن الظلم هي الوسيلة الوحيدة لاقامة علاقات سوية تستهدف الصالح العام للمجتمع الكامل‮. ‬ان حماية هذا المجتمع من اي تجاوزات تضر بأمنه واستقراره من جانب من يتعمدون الخروج علي القانون والعدوان علي حقوق الوطن وابنائه وترويعهم‮.. ‬يجب ان تكون مهمة جهاز الشرطة الذي هو جزء اصيل من المجتمع الذي‮ ‬تتأثر سلامته بحالة‮  ‬الأمن والاستقرار الذي يجب ان تسوده‮.‬ان التزام رجال الشرطة بتطبيق القوانين التي تبني الدولة الامنة المستقرة‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون جزء محوري من بناء شخصية رجل الشرطة بعيدا عن اي فكر أو انحرافات‮ . ‬في مقابل هذا فإن رجل الشرطة والتقدير لدوره العظيم لابد وان‮ ‬يحظي بكل الاحترام ويلقي كل تعاون‮.‬في‮ ‬هذا الاطار فان قلبي‮ ‬وقلوب كل المصريين مع اللواء منصور عيسوي وزير الداخلية في‮ ‬هذه المرحلة التي‮ ‬يتحمل فيها هذه المسئولية الوطنية الثقيلة‮.‬بعد هذا التحليل الذي ارجو ان اكون قد وفقت فيه فان الرد علي الجدل الدائر حول قضية عودة الشرطة الي اداء واجبها تجاه الوطن والمجتمع‮.. ‬يتركز في ان القانون هو الحكم‮.. ‬في هذا الاطار فإن الامر يعد مهيأ تماما لسرعة هذه العودة التي يتفق عليها جموع الشرفاء في هذا البلد‮.‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل