المحتوى الرئيسى

مهلا‮.. ‬لا تظلموا الإخوان

03/12 23:17

[email protected]لا أظن أحدا يجادل في أن جماعة الإخوان المسلمين هي أكثر التيارات السياسية في مصر،‮ ‬التي عانت من قهر السلطة واستبداد النظام البائد طوال ستين عاما،‮ ‬وهي تمثل ثلاثة أرباع عمرها في التربة المصرية،‮ ‬ودفعت في ذلك،‮ ‬عن طيب خاطر وسماحة نفس،‮ ‬أثمانا باهظة من حرية وعمر شيوخها وشبابها،‮ ‬ومن أموال وممتلكات أبنائها ومحبيها‮.‬ولا أظن أحدا يجادل كذلك في أن الإخوان كانوا في طليعة المشهد الثوري الرائع،‮ ‬سواء في الإعداد له عبر سنوات طويلة من العمل الجاد والدائم،‮ ‬لإيقاظ الوعي والإيجابية،‮ ‬ومواجهة الظلم والقهر والفساد،‮ ‬وتربية الشباب علي الحرية والكرامة الإنسانية،‮ ‬وغرس الأمل في مستقبل أفضل للوطن وأبنائه،‮ ‬في وسطية وسلمية واستمرارية يشكرون عليها،‮ ‬أو في الدفع بشبابهم وأبنائهم بقوة لإنجاح‮ "‬ثورة التحرير‮" ‬المباركة،‮ ‬خصوصا في الساعات الحرجة التي مرت بها،‮ ‬وهو ما شهد به الكثيرون،‮ ‬حتي أتم الله علينا وأقر أعيننا بنعمة النصر والحرية‮.‬وكم عاني الإخوان من حملات التشويه والتعتيم الإعلامي،‮ ‬والتضليل الثقافي والفكري،‮ ‬والحرمان من أن يكون لهم منبرهم الإعلامي الحر،‮ ‬وهي حملات قادها جهاز‮ "‬أمن الفساد‮"‬،‮ ‬وروجها إعلاميو النظام المنهار،‮ ‬والباحثون عن ذهب المعز،‮ ‬والطامعون في رضا السلطان،‮ ‬وبعض فلول الماركسيين واليساريين والعلمانيين،‮ ‬الذين تحالفوا مع الاستبداد والطغيان‮.  ‬وبالرغم من هذه المعاناة القاسية والأليمة،‮ ‬وهذا الضغط الوحشي والمستمر من جانب النظام المستبد وأجهزته القمعية،‮ ‬فقد قدم الإخوان لوطنهم وشعبهم الكثير من المشروعات والخدمات المهمة والمؤثرة،‮ ‬سواء في بناء وإدارة المدارس الجادة التي تخرج منها ولا يزال ملايين الطلاب،‮ ‬ويتسابق الكبار ليلحقوا أبناءهم بها لتميزها،‮ ‬أو في بناء وإدارة المستشفيات والمستوصفات الطبية التي تقدم العلاج المجاني أو بأجر زهيد للفقراء في المناطق الشعبية والريفية،‮ ‬أو في إنشاء وإدارة الجمعيات الخيرية والخدمية والفئوية،‮ ‬التي ترعي الفقراء والأيتام والمساكين والأرامل،‮ ‬وتقدم لهم إعانات شهرية أو موسمية من تبرعات المواطنين‮.‬وعلي المستوي السياسي كان أداء نواب الإخوان في مجلس الشعب،‮ ‬جادا وموضوعيا وواعيا بمصالح وهموم الوطن والمواطنين،‮ ‬بشهادة كثير من الباحثين والسياسيين المنصفين،‮ ‬ولم يكن دورهم في النقابات المهنية بأقل كفاءة وأمانة ومسئولية،‮ ‬وقدموا الكثير من المشروعات الخدمية والمهنية مثل‮: ‬العلاج والتكافل والتدريب والقروض والسلع المعمرة وغيرها،‮ ‬حتي أوقفتها حكومة الفساد والاستبداد‮.‬وإذا كان هذا هو أداء الإخوان المسلمين وهم تحت سيف القهر والطغيان،‮ ‬وظلم التعسف والاضطهاد،‮ ‬وقسوة الحرمان من أبسط حقوق المواطنة،‮ ‬فماذا يكون أداؤهم وهم في بحبوحة الحرية،‮ ‬ونعمة الأمن والأمان،‮ ‬ووطن الشفافية والعدالة؟ ماذا نتوقع منهم وهم يشعرون بأن هذا وطنهم الذي يحتاج إلي أقصي جهودهم،‮ ‬وأن هذه حكومتهم الأمينة علي شعبها ووطنها،‮ ‬التي لن تظلمهم؟ بالتأكيد سيكون الأداء أفضل والعطاء أقوي والتفاني أكبر‮.‬إنني أؤمن بأن جماعة الإخوان ليست ملكا لأبنائها وقادتها فقط،‮ ‬بل هي أيضا ملك لهذا الوطن الحر،‮ ‬ولهذا الشعب الكريم،‮ ‬وإذا كان من حقها أن تجد المظلة القانونية المشروعة،‮ ‬التي تمارس من خلالها أنشطتها وتقدم رؤيتها،‮ ‬فإن من واجبها كذلك أن تستمع إلي الآخرين،‮ ‬وأن تناقش بقلب مفتوح وعقل منفتح كافة القضايا التي تهم الوطن،‮ ‬وأحسب أنها فاعلة‮.  ‬وما زلت أذكر كلمات الدكتور عزيز صدقي رئيس وزراء مصر الأسبق لقيادات الإخوان‮: "‬نحن‮ (‬كسلطة ومسئولين وقادة‮) ‬نعتذر ونأسف أن حرمنا مصر من مجهودات هذه الجماعة المباركة سنين طويلة‮".‬إنها فرصة انتظرها الإخوان منذ أكثر من نصف قرن،‮ ‬ليثبتوا أنهم أصحاب رسالة تخدم هذا الوطن،‮ ‬وتحقق الخير لأبنائه،‮ ‬وأعتقد أنها الآن سانحة‮.    ‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل