نهر الفنالمجلس الأعلي للقوات المسلحة.. والأمن »٢«
بكل الإعزاز والتقدير والفخر.. لقواتنا المسلحة علي عظيم الجهود التي تبذلها حتي يومنا هذا ومنذ بدء الثورة البيضاء.. الانضباط، الحكمة، الاحترام، الوطنية كلها صفات أودعها كل جندي وضابط في قلوب كل المصريين، لهذا نهر الفن ينقل هذا الشعور الذي ينبض في كل المصريين، ويأتي هذا الفعل الحضاري من خلال أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة برئاسة المشير طنطاوي، وجدير بالإشارة إلي التحولات الأخيرة في اختيار الأستاذ الدكتور عصام شرف رئيساً للحكومة التي شكلها أخيراً يعد اختياراً موفقاً ويزيدنا تفاؤلاً لكثير من المميزات والمقومات التي يمتلكها والمؤطرة بعمق وطنيته وشدة إيمانه بضرورة بناء مستقبل مصر علي مرجعية علمية، وكان لاختياره الدكتور عماد أبو غازي وزيراً للثقافة يعد مؤشراً جاداً نحو تصحيح مسار الثقافة المصرية بدءاً من هيكلة الهيئات والقطاعات وعدم تكرار ما حدث بالماضي وفوضي الاختصاصات وتداخل القطاعات، سأخص له مقالاً خاصاً الأسبوع القادم إن شاء الله، أعود إلي الأمن وأخص هنا أمن المواطن.. والشارع.. والمنشآت.. والمصانع.. وغيرها، منذ بدء الثورة وصدور عشرات التصريحات بنزول وانتشار رجال الشرطة ببعض المناطق، وحتي الأسبوع الماضي جاءت تصريحات علي لسان وزير الداخلية بأن الشرطة انتشرت بنسبة كبيرة تصل إلي ٥٩٪ تقريباً، وبصفتي مواطناً أتحرك بالقاهرة الكبري يومياً لا يوجد أفراد شرطة لا تتجاوز ٠٣٪ وكلها شرطة مرور وفي نفس الوقت عديمة التفاعل وحركة المرور تعقدت وأصبح الشارع يتسم بالفوضي والزحام دون مبرر، الذهاب إلي العمل والعودة تهدر ساعات تصل إلي الخمس ساعات وهذا يزداد في غياب انتشار فعلي وحقيقي لرجال الشرطة، أما أمن المواطن متمثلاً في الأحياء فهو معدوم لا توجد »شرطة سيارة« محمولة بالسيارات تتحرك في الأحياء والطرق الدائرية وتفشت البلطجة وحمل السلاح غير المرخص وانتشرت السرقة بالقوة، وهذا الفراغ الأمني عمَّق الإحساس بالخوف والترويع مما حفَّز المواطنين علي استخدام العنف في الشارع، وعندما يحل الظلام يزداد الرعب عند الشباب والكبار من هول ما يسمعونه من طلقات نارية طوال الليل.. وأذكر علي سبيل المثال »حي المهندسين« الذي أسكن في أحد عقاراته، هذا بشأن أمن المواطن، نتجه إلي أمن الآثار التي نقرأ ونسمع يومياً أخباراً مؤسفة عن سرقات في عدة محافظات، وهذا مؤشر خطير. »نهر الفن« حذرت في المقال السابق »بأن مافيا سرقة الآثار العالمية« تنشط في مثل هذه الظروف، أما علاقة المظاهرات والاحتجاجات الفئوية، وما حدث بين المسلمين والمسيحيين بشأن الكنيسة وما حدث في منشية ناصر وغيرها من المواقع وآخرها عصر الأربعاء الماضي في ميدان التحرير.. الخ من أحداث وعلي رأسها حرق وفرم ملفات أمن الدولة، كل هذا وراءه قوي متعددة أذكر منها المقبوض عليهم من الوزراء ورجال الأعمال والمحبوسين، قيادات الحزب الوطني الذين أصابهم الضرر في مقتل من أعضاء مجلسي الشعب والشوري، وكل الفاسدين الذين تصدر حيالهم أحكام من النائب العام للتحقيق معهم، مضافاً إلي ذلك كل اللصوص الذين نهبوا ثروات هذا الشعب.
Comments