المحتوى الرئيسى

> يسري أبو شادي.. خبير المفاعلات النووية لـ «روزاليوسف»: اعتمـادنا علي الغـاز لإمـدادنا بالكهـرباء.. «كـارثة»

03/12 22:16

مستقبل مصر هو الشغل الشاغل في المرحلة الحالية، فمن أجله قامت ثورة «25 يناير» لتطالب بالتغيير للأفضل وللتنمية الحقيقية، منذ القرن الماضي والمستقبل يذهب وبقوة نحو الطاقة النووية، التي بدأت مصر منذ 1981 وضع أولي الخطوات لتنفيذ برنامج الطاقة النووية بمنطقة الضبعة، الدكتور يسري أبوشادي خبير المفاعلات النووية وحوار حول رؤيته المستقبلية نحو الأفضل. • كيف تابعت أحداث الثورة وأنت بالنمسا؟ ـ الحقيقة من بداية الأحداث وأنا علي اتصال مستمر بالأسرة وبعض الشباب أيضًا، وكنت متفائلاً وسعيدًا جدا بتحرك الشباب رغم قلقهم، فهم علي دراية بكل مشاكل البلد ورافضين لمبدأ رئيس مدي الحياة، ومنطق التوريث والمنطبق علي النظام الملكي والتي علي أساسها تعدل الدستور في 2005، لكنني انتقدت تعامل القيادة مع المظاهرة وعدم استيعابها للأحداث، بالتالي تأخر رد فعل مبارك الذي لم يظهر إلا بعد ثلاثة أيام من بداية الحدث وهو ما كان مبالغًا فيه. • إذن تري أن عدم قراءة المستقبل القريب وتأخر رد الفعل هو الذي طور الحدث من مجرد مظاهرة يوم 25 يناير إلي ثورة واعتصام بالميدان لمدة 18 يومًا؟ ـ طبعا.. أضيفي إلي ذلك الاختفاء الكامل للشرطة والأمن ليلة الجمعة 28 يناير وحرق 99 قسم شرطة كما سمعت وسيطرة للرعاع والبلطجية، لقد شاهدت مشاهد غير طبيعية علي الإطلاق لم أتصور أن أراها بمصر، الناس أصيبوا بالذعر إن استمرار المظاهرات يذهب بالبلد للاهتمام بالفرعيات، وتمت سرقة كم رهيب من الأسلحة وستعاني مصر قريبا جراء هذه السرقات، فإلي اليوم أسمع أحداثًا سيئة عن السطو المسلح، واعترف أن الرئيس السابق رغم عدم دعمي له مطلقا كانت له حسنات بالتأكيد، فإلي أن يثبت العكس ويثبت فساده يجب أن يعامل بتكريم واحترام يليق به، إنما غلطته الجسيمة هو تأخره في التنحي رغم وضوح الرؤية. • كيف تري تعامل الجيش مع الثورة الشعبية؟ ـ طبعا الجيش معروف أنه دائما مع الشعب هذا هو المتعارف عليه في كل العالم، بالنسبة للجيش المصري كان واضحًا جدا من بيانه الأول يوم الخميس 10 فبراير الذي لم يذكر فيه اسم مبارك، أنه متخذ قراره إضافة إلي اجتماع المجلس الأعلي للقوات المسلحة بدون مبارك القائد الأعلي له، كلها مؤشرات أوضحت التنحي، إنما المذهل أنه بعد هذه القراءة يظهر الرئيس السابق ليلقي بخطابه الأخير دون إعلانه التنحي وتم تصويره بشكل غريب أثار عدة تساؤلات لما به من مونتاج واختلاف توقيت التصوير. • بالتأكيد للثورة تأثير سلبي علي جميع المستويات شأنها شأن كل الثورات، كيف تري تأثيرها علي برامج الطاقة والبرنامج النووي؟ ـ الحقيقة أن برامج الطاقة في أزمة منذ الصيف الماضي وهو ما تحدثت عنه وقدمت له الحلول لكل من المهندس سامح فهمي وزير البترول وقتها وكذلك المهندس حسن يونس وزير الكهرباء، قوبلت بالإهمال الشديد ولمبررات غير مقبولة، رغم تأكيدي علي حجم الأزمة التي سنواجهها الصيف المقبل، فاحتياطي البترول والغاز في مصر لن يكفي لأكثر من 20 أو 25 عامًا، واعتمادنا بنسبة 90% علي الغاز لإمدادنا بالكهرباء، كارثة حقيقية! فالمشكلة هي تصدير البترول خاصة الغاز للخارج وما يسببه من أزمة في توريد الغاز للكهرباء، فالوزارة كانت تعتبر قطاعًا خاصًا ودخلها أكثر من ستين مليار جنيه، يخصص منها 40 مليارًا لميزانية الدولة و20 مليارًا للوزارة!.. قطعا كان في سوء إدارة وسوء توزيع للميزانية ويثير علامات استفهام عديدة، ما قدمته هو ثلث للتصدير وثلث للاستهلاك المحلي والثلث الأخير للاحتياطي، إنما ما حدث أن التصدير اقترب من الثلثين مما أثر علي كل من الاستهلاك والاحتياطي، مما أدي لاستخدام السولار الذي أدي إلي خفض كفاءة المحطة الكهربية للثلثين، وهو ما حدث بالفعل في الصيف الماضي مما أدي لانقطاع الكهرباء كثيرًا. • ما الحلول التي قدمتها والتي تراها مناسبة؟ ـ الحقيقة وقتها فكرت في تأسيس جمعية وطنية للطاقة في مصر للرقابة علي وزارتي البترول والكهرباء، خاصة أن الكثيرين كانوا مؤيدين لي في الأزمة التي نحن قريبون منها جدًا، أيضًا لابد من عمل محطتي كهرباء بقوة 200 ميجاوات وهو ما تعطل ولا نعلم ما الخطة المرتقبة لاستكمال العمل وبشكل عاجل، كذلك لابد من الإسراع في الخط بيننا وبين تركيا وهي متصلة بأوروبا، ذلك لتمكيننا من الاستيراد منها وقت الحاجة، فلابد من إعادة دراسة وضع البترول والغاز والحل الحتمي في الطاقة النووية والتي تعطلت كثيرًا. • في 2007 أعلن تشغيل البرنامج النووي ما السبب في تعطيله؟ ـ تم إهدار الوقت في إعادة التأكد من مناسبة الضبعة كمكان وعمل مناقصات للشركات وغيرها من الإجراءات التي لا تفيد ولا تجدي، فالأمر محسوم منذ 1981 بالمكان ودراسته جيدًا، ومعروف نوع المفاعل المناسب لنا وهو المفاعل الذي يعمل بالماء الخفيف وبصورة خاصة الماء المضغوط وهو ما تعمل به نحو 70% من مفاعلات العالم، إنما فوجئت أنه تم منعي بالاسم من زيارة الضبعة! وذلك من قبل المهندس حسن يونس وزير الكهرباء، وتجاهل خبرتي الطويلة في المفاعلات النووية. • في ظل هذه الظروف الاقتصادية الحرجة هل تري مجالا للتنمية النووية؟ ـ دعيني أقل لك شيئًا.. تشغيل المحطة النووية لا تحتاج إلي رأس مال مقتطع من الميزانية المختلة، فهي تأتي من توفير البترول والغاز اللذين يمدان محطة الكهرباء، بالتالي هناك توفير مادي يمكن الاستفادة به في تشغيل المحطة النووية، والتي ستشغل محطة الكهرباء بقوة مضاعفة فتدر دخلا أكثر فتعيد ما تم صرفه علي تشغيلها إلي أن تستقر ماديا في فترة لن تزيد علي عشر سنوات. • اليوم وقد عدت لمصر كعادتك كل عام، لكن في ظل هذه الظروف هل أتيت علي حسب جدولك السنوي لزيارة مصر أم أنك قد كلفت نفسك بمهمة معينة؟ ـ الحقيقة هذا مخالف لجدولي السنوي، وكنت كما ذكرت أريد النزول منذ اليوم الأول للثورة، إنما جئت لعمل لقاءات عدة مع مجموعات شباب «25 يناير» والذين أعرفهم من قبل الثورة، أيضا الإسراع في إنهاء المفاعلات النووية في مصر لخبرتي العلمية والإدارية أيضًا. • كيف سيتأتي تنفيذ هذه الخطة؟ ـ اعتقد أنه من المهم جدًا الآن أن تصبح هناك وزارة للطاقة النووية، وهي ليست فكرتي إنما كانت مرسلة من أحد قراء بعض الصحف وتم نشرها، والحقيقة أن الطاقة النووية تستحق ذلك لأهميتها القصوي، ومن المهم جدا أن يكون وزيرها ذا خبرة علمية وإدارية عالية. • د.يسري كمواطن مصري.. المرحلة التي نعيشها حاليا هل تحتاج الاستقرار أم التغيير؟ ـ التغيير الحمد لله تم، ومازلنا نطمح ونهدف وصولا للتغيير الأكبر والذي سنعيشه ولأول مرة وهو انتخابات حقيقية، والتي أتمني أن تكون بالقائمة وليس كما فرض الحزب الوطني الديمقراطي، أيضًا سعيد جدًا بتعميم الانتخاب بالرقم القومي، واتمني مشاركة المصريين في الخارج في الانتخابات الرئاسية والاستفتاء علي الدستور. • الدكتور يسري أبوشادي وكذلك المواطن، ماذا تريد من رئيس الدولة المقبلة؟ ـ أولاً من المهم جدًا أن تظل صلاحياته محدودة، كذلك أري أن فترة رئاسة خمس سنوات هي مناسبة جدًا، أن يكون لدينا أحزاب قوية حقيقية وأداء سياسي حقيقي، أيضًا أؤيد الجمهورية الرئاسية الآن فقط لحين تأهل الشعب والساحة السياسية للنظام الديمقراطي الحقيقي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل