المحتوى الرئيسى

«فيرساي» يعرض عروش الملوك وكراسي الحكام.. من نابليون إلى ساركوزي

03/12 14:46

يقام في صالات قصر فيرساي التاريخي، غرب باريس، معرض لمجموعة نادرة من العروش الثمينة التي جلس عليها قادة وأبطال وملوك من مختلف الثقافات والبقاع. وإلى جانب القيمة التاريخية والفنية للقطع البديعة، فإن المعرض الذي يحمل عنوان «عروش في أمجادها» ويستمر حتى 19 من يونيو (حزيران) المقبل يبعث على التأمل في أثاث جلس عليه زعماء بادوا وبقيت الكراسي قائمة وشاهدة على ذكراهم. بين أكثر من 50 عرشا، يتجول الزائر وهو يتصفح الدليل المطبوع الذي يركز على ما يعنيه كرسي الحكم أو العرش من رموز وما يمنحه للجالس عليه من نفوذ. فقطعة الأثاث هذه، لا تزيد في أبعادها، غالبا، عن المتر المربع الواحد لكنها تمنح صاحبها أبعادا لا تقاس من السلطة السياسية أو الدينية. وقد كانت بعض العروش بسيطة ومتواضعة، وبعضها الآخر من الذهب المرصع بالأحجار الثمينة، مما يتناسب تماما مع أجواء قصر فيرساي وسقوفه المنقوشة ومراياه المتقابلة. لكن القطع المعروضة اشتركت كلها في أن تعكس للزائر المعنى الرمزي لـ«نفوذ الجلوس» مقابل «هيبة الوقوف». ونقرأ في دليل المعرض هذه العبارة: «إذا كانت القوة تمارس وقوفا فإن السلطة تمارس جلوسا». ولمزيد من التأثير، فقد كانت طريقة وضع كرسي الحاكم ومستواه في الارتفاع عن أماكن الجلوس الأخرى وموقعه في صدارة صالة الاحتفالات، من مستلزمات إخراج المشهد المهيب. وعلى الرغم من فخامة المعروضات، فقد كشف لنا التاريخ أن بعض العروش كانت مجرد كراسي مذهبة لرجال ارتاحوا عليها وسلموا مقاليد الحكم الفعلي للحاشية أو للنساء. يتفرج الزوار على كراسي ارتبطت بأسماء عدد من بابوات الكنيسة وبطاركتها، أو ملوك القرون الوسطى، أو شيوخ القبائل الأفريقية، أو الزعماء الروحيين للشرق الأقصى، أو أبطال أميركا الهنود قبل كولومبو. ففي معظم قصور الحكم، كانت هناك صالة للبلاط يتوسطها عرش يمثل قمة ما توصلت إليه مهارات الحرفيين في تلك الفترة. ومن أجل تجميع مادة هذا المعرض، كان لا بد للمشرف عليه، جاك شارل غافيو، من إقناع جهات عالمية بإعارة ما لديها من الكراسي والعروش القديمة في متاحفها وخزائنها. وهكذا جاءت بعض القطع من الفاتيكان، ومن «المدينة الممنوعة» في الصين، وكذلك من القصور الملكية في أوروبا التي تحول معظمها إلى متاحف. إنها فرصة لمشاهدة عرش الملك الفرنسي داغوبير الأول الذي عاش في القرن السابع عشر. وهذا العرش يخرج، لمرة استثنائية، من مخازن المكتبة الوطنية الفرنسية. كما أنها مناسبة للتفرج على عرش الإمبراطور نابليون وهو يتجاور مع عرش لويس الثامن عشر، أو كرسي البابا بيوس السابع، وغيرها من عروش ملوك أوروبا بكل فخامتها وقطيفتها الحمراء المطرزة بخيوط الذهب. وإلى جانب تقاليد التذهيب والتطريز، عرضت عروش أفريقية تعكس ثقافة مختلفة، مظفورة من جذوع الشجر ومطعمة بالعاج، أو منحوتة من خشب معطر من أرز الصين وسنديان تايلاندا ومحفورة بنقوش تحاكي الطبيعة. يلفت دليل المعرض نظر الزوار إلى التواضع النسبي لعرش الملك الفرنسي لويس الرابع عشر، الملقب بـ«الملك الشمس». لقد كان يعتبر نفسه أهم من الكراسي ويرتاح أحيانا، على الرغم من قوته، على المسند الصغير الموجود في مقدمة العرش والمخصص لوضع القدمين. وللتدليل على نفوذه، كان هو أول ملك يقف لكي يرسمه الرسامون، وليس في وضعية الجلوس كما جرت العادة من قبل. وفي تلك اللوحات يبدو العرش باهتا وفي خلفية المشهد. أما المفاجأة الحقيقية وسط كل هذه العروش فهو الكرسي «الجمهوري» المخصص للرئيس نيكولا ساركوزي الذي يختتم الجولة في المعرض. وهو كرسي صممه كريستوف بيليه لاستخدامه في مراسم احتفالات اليوم الوطني الفرنسي في الرابع عشر من يوليو (تموز). وفي كل عام، يوضع هذا الكرسي البسيط في صدارة منصة الشرف المنصوبة في جادة «الشانزليزيه» لكي يجلس عليه الرئيس لمتابعة الاستعراض العسكري، محاطا بضيوفه من زعماء العالم وشخصياته.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل