المحتوى الرئيسى

"النهار": الجزائر قضت على مؤامرة "ليبية – فرنسية" عام 1984

03/12 14:46

ذكرت صحيفة "النهار" الجزائرية أنّ جهاز الاستخبارات الأمريكية "CIA" أصدر تقريراً مكوناً من 64 صفحة عام 1986، يرصد الأوضاع الجيوسياسية السائدة فى ذلك الوقت، داخل بلدان شمال أفريقيا، خصوصا المغرب العربى. وأوضحت الصحيفة أنّه جاء فى التقرير السرى، أن فرنسا أشرفت على مخطط لعزل الجزائر وضرب استقرارها، من خلال تدبير مشروع الوحدة بين المغرب فى عهد الملك الحسن الثانى وبين ليبيا تحت قيادة معمر القذافى عام 1984، الأمر الذى دفع الجزائر لتفعيل عملها الدبلوماسى مع كل من تونس ومصر فى منطقة الساحل لمحاصرة عمل الدبلوماسية المغربية وتجاوز ''المؤامرة'' الليبية برعاية القذافى. يقول التقرير فى صفحته الـ55، إنّه فى تلك السنة قامت الجزائر بنقل عدد كبير من قواتها العسكرية، من حدودها الغربية مع المغرب نحو الشرق، وتحديداً على الحدود مع ليبيا، بعدما استشعرت بوجود تهديد جديد لأمنها من طرف نظام القذافى، ليضيف التقرير أن ذلك القرار كان عقب إعلان الوحدة بين ليبيا والمغرب، وهو الإعلان الذى أعقب مساع قامت بها فرنسا للتقريب بين الملك المغربى الحسن الثانى ومعمر القذافى. ويضيف التقرير أن نظام الشاذلى بن جديد، آنذاك، عاود مراجعة حساباته، فيما يتعلق بوضع الجزائر إقليمياً، خصوصاً بعدما تبين أن ما يشكله نظام القذافى من تهديد على أمن الجزائر هو بنفس الدرجة أو أكثر مما يشكله النظام المغربى، موضحا أن الجزائر شرعت فى تقليل وتجاوز حدة الخلافات مع مصر وإجراء تنسيق عسكرى مع تونس، لتدارك الوضع، خصوصاً ما يتعلق بتحجيم نفوذ نظام القذافى فى المنطقة المغاربية ومنطقة دول الساحل، خصوصا بعد إعلان قيام الوحدة بين المغرب وليبيا. وجاء فى التقرير أن علاقة الجزائر بالمغرب زادت سوءاً بعد عام 1984، عندما أعلن الوحدة بين نظامى القذافى والحسن الثانى، حيث توصلت القيادة السياسية فى الجزائر إلى أن الوحدة بين المغرب وليبيا كان هدفها محاصرة الجزائر وفرض نوع من الشعور بتهديد أمنها القومى، وهو ما ردت عليه الجزائر، بتفعيل عملها الدبلوماسى رفقة كل من تونس ومصر فى منطقة الساحل لمحاصرة عمل الدبلوماسية المغربية وتجاوز ''المؤامرة'' الليبية برعاية القذافى. كما رصد التقرير السرى أن علاقة الجزائر بفرنسا شهدت تدهوراً عام 1985، على خلفية توصل الجزائر إلى معطيات تفيد بتورط باريس فى التقارب المفاجئ الذى حدث بين القذافى والحسن الثانى، قبل أن يقول خبراء المخابرات الأمريكية فى تقريرهم إن الدور الفرنسى فى إعلان الوحدة بين المغرب وليبيا كان بهدف إيجاد موطئ قدم من جديد فى المنطقة ولخدمة المصالح الفرنسية، "خاصة فى الجزائر". ولفتت الصحيفة الجزائرية إلى أنّ التقرير أماط اللثام، لأول مرة، عن وجود علاقات متينة بين نظام القذافى وباريس، على مدار سنوات الثمانينيات، بعكس ما هو شائع، حيث أبرزت الوثيقة الدور الفرنسى فى إقناع ليبيا بالتقارب مع مملكة الحسن الثانى التى كان القذافى، حتى وقت قريب، يرى أنها تمثل مركز تواجد الإمبريالية الغربية فى المنطقة العربية. كما كشف التقرير أن كل ما كان يحدث من خلال الوحدة "الوهمية" بين المغرب وليبيا، بتخطيط فرنسى، كان الهدف منه ضرب الجزائر وفرض حصار سياسى عليها، بغية تنفيذ أجندة فرنسية فى المنطقة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل