يومياتفلسفة الثورة(1)بقلم: أنور الهواري
حينما ينحرف فرد أو أكثر عن فكرة القانون يختل ميزان العدالة, وهنا تتدخل الدولة لما لها من هيبة وسلطة لترد الأمور الي نصابها. وحينما تنحرف الدولة نفسها عن القانون وتضل الطريق الي العدالة, يكون من واجب الشعب ان يتدخل, وأن يتولي دوره وأن يرد الدولة الي طريق الاستقامة. في المجتمعات الديمقراطية تتوافر مؤسسات منتخبة لها هدف واحد هو مراقبة أجهزة الحكم حتي لا تتوغل علي شعبها وحتي لا تنحرف بسلطتها نحو مسارات مجهولة تلحق الاضرار بالدولة والشعب معا. المجتمعات غير الديمقراطية يتم تعطيل المؤسسات ويتم حرمان الشعب من أي وسيلة يمكنه من خلالها أن يرشد جهاز الحكم حين ينحرف عن القانون والعدالة, وهنا تكون الثورة عملا قانونيا بمعني أنها تستهدف استرداد القانون ومن ثم فهي تسترد الأوطان من قبضة أفراد قلائل وتردها الي أصحابها الحقيقيين وهم جموع المواطنين. الثورة قد تنعي حكاما, ولكنها تسترد وطنا, وقد تطيح بأقلية ولكنها تستحضر الأغلبية, وهي ـ في النهاية ـ تنهي مرحلة تاريخية وتفتح الافاق نحو مرحلة جديدة. قيام الثورات وتوقيتها مثل قيام الساعة وموعدها, فالناس لن يكفوا عن الحديث عن علامات الساعة, واشاراتها, وكل مثل ذلك في شأن الثورة, فالناس لا يملون من التنبيه الي مقدماتها والتحذير من اشاراتها, الحقيقة هي ان الثورة مثل يوم القيامة كلاهما ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة كما يقول القرآن الكريم. المباغتة والمفاجأة هي العنصر الحاسم في قيام الثورات وهذه المباغتة والمفاجأة هي اللغز المدهش والمحير الذي يطغي علي الثورة ومهابة, يحيطها بهالة الي الرغبة والغموض, ولهذا فإن الثورات هي أغني وأغلي وأحلي وأطيب وأعز وألذ فصول التاريخ.
Comments