المحتوى الرئيسى

> .. والمفتي: التعدي علي المسيحيين وكنائسهم حرام.. والترويع أشد من القتل

03/12 22:16

أكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية أن الاعتداء علي الكنائس أو ترويع أهلها محرم شرعًا وأن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - اعتبر ذلك بمثابة التعدي علي ذمة الله ورسوله، وأنه «خصيم» من يفعل ذلك يوم القيامة، لقوله صلي الله عليه وسلم: «ألا من ظلم معاهدًا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة» أي: خصمه، وأشار رسول الله - صلي الله عليه وآله وسلم- بأصبعه إلي صدره «ألا ومن قتل معاهدًا له ذمة الله وذمة رسوله حرم عليه ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفًا». جاء ذلك في معرض رد «جمعة» علي سؤال حول الحكم الشرعي في الاعتداء علي الكنائس ودور العبادة أو استهدافها بالهدم أو الحرق أو التفجير. وأضاف: إن التعدي علي المسيحيين من أهل مصر نقض لعقد المواطنة، حيث إنهم مواطنون لهم حق المواطنة، وقد تعاقدوا مع المسلمين وتعاهدوا علي التعايش معا في الوطن بسلام وأمان، فالتعدي عليهم أو إيذاؤهم أو ترويعهم - فضلا عن سفك دمائهم أو هدم كنائسهم- فيه نقض لهذا العقد. وأشار إلي أن هذه الأعمال أو التهديدات مخالفة لما أمر به الشرع علي سبيل الوجوب من المحافظة علي خمسة أشياء أجمعت كل الملل علي وجوب المحافظة عليها، وهي: الأديان، والنفوس، والعقول، والأعراض، والأموال وهي المقاصد الشرعية الخمسة فالمقتول مواطن غافل لا جريرة له، وله نفس مصونة يحرم التعدي عليها ويجب صيانتها وقد عظم الله تعالي من شأن النفس الإنسانية فقال: «من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا». وأوضح فضيلة المفتي أن هذه الأعمال التخريبية المصحوبة بالقتل والترويع تسمي بـ «الحرابة» وهي إفساد في الأرض وفساد وفاعلها يستحق عقوبة أقصي من عقوبات القاتل والسارق والزاني، لأن جريمته منهج يتحرك فيه صاحبه ضد المجتمع، لقوله تعالي: «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أويصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم». ولفت إلي أن هذه الأعمال التخريبية تؤدي لتشويه للصوة الذهنية عن الإسلام في الشرق والغرب وتدعيم للصورة الباطلة التي يحاول أعداء الإسلام أن يثبتوها في نفوس العالم، من أن الإسلام دين متعطش للدماء، وهي دعوي عارية من الصواب، وفي ذلك ذريعة لكثير من الأعداء الذين يتربصون للتدخل في شئوننا الداخلية بغير حق. مؤكدًا أن النبي - صلي الله عليه وآله وسلم - أوصي بأهل مصر وصية خاصة. وأوضح أن قول بعضهم: إن العهد الذي كان بيننا وبينهم إنما هو عهد الذمة، وقد زال هذا العهد، ومن ثم لا عهد لهم عندنا: فهو كلام باطل ينقصه كثير من الإدراك والفقه، فالمواطنة في صورتها المتفق عليها المعمول بها في دساتير العالم الإسلامي وقوانينه ومنها الدستور المصري الذي ينص في المادة الثانية منه علي مرجعية الشريعة الإسلامية، والتي من مبادئها إقرار المواطنة كما فعل رسول الله - صلي الله عليه وآله وسلم - في وثيقة المدينة، حيث نصت علي التعايش والمشاركة بين أبناء الوطن الواحد، وإن اختلفت دياناتهم ولم يكن فيها عقد ذمة ولا جزية ومن ثم فهذا العقد من العقود المشروعة التي يجب الوفاء بها كعهد الذمة تماما.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل