الرجل الغامض فى مجلس الوزراء

بقلم: ماجدة خضر 12 مارس 2011 10:33:04 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; الرجل الغامض فى مجلس الوزراء كان وجوده بالقاعة المستطيلة الخاصة بالصحفيين الذين يغطون نشاط مجلس الوزراء ملفتا، هذا الرجل الغامض الذى أثار الانتباه فى البداية لم يكن زميلا صحفيا سواء ممن ينتمون للصحف القومية أو المعارضة والمستقلة ورغم ذلك كان يجلس فى الصف الأول وبأول مقعد، الرجل كان متجهما لا يتحاور مع أحد وكان يمسك بورقة وقلم يدون به ملاحظاته فى صمت كلما حاول بعض الزملاء الاستفسار عما جاء على لسان المتحدث الرسمى لمجلس الوزراء من تصريحات خاصة بالاجتماع الدورى لأعضاء الحكومة الذى كان يعقد يوم الأربعاء من كل أسبوع.عندما همسنا بالسؤال عن الوافد الغامض عرفنا أنه من أمن الدولة.لم أصدق نفسى وتساءلت لماذا يوجد بيننا أحد أفراد أمن الدولة؟ ونحن داخل مقر الحكومة الذراع التنفيذى لسياسات النظام فضلا عن أن أغلب الصحفيين ينتمون لصحف قومية داعمة للخطاب الحكومى على طول الخط مع عدد محدود جدا يمثلون صحف المعارضة. كان المشهد مريبا أن يتلصص الرجل على مندوبى وسائل الإعلام بالمجلس سواء أكانوا صحفيين أم من مندوبى الإذاعة والتليفزيون الحكوميين الذين يختارون بعناية شديدة بحيث لا يخرجون عن النص بأى حال من الأحوال يلتزمون بكل حرف وكلمة تملى عليهم من المسئول.إلا أنه ومع مرور الوقت ومنذ عام 2004 ورغم تعودنا على وجود رجل الأمن الذى تغير عدة مرات كان من الصعب أن نستوعب أن جهازا فرعيا تابع للسلطة التنفيذية يكون رقيبا عليها وأن يكتب تقارير عما يحدث داخل القاعة المغلقة وهى ليست بأشياء خطيرة على الإطلاق كانت الأسئلة لا تحمل اعتراضا ولكن مجرد استفسار عن قرار ما صدر عن أحد الاجتماعات بعد أن نجح نظام مجلس الوزراء السابق فى تحويل صحفييه إلى مجموعة من الكتبة فاقدى الإبداع والرؤية وكانت لحظات الاستماع لبيان المجلس أشبه بحصة الإملاء لا يجرؤ أى صحفى قومى أن يلعب فى الصياغة أو يستنتج بشىء من الكلام الرسمى المباشر لربما يحمل معنى يثير غضب رئيس تحريره قد يدفع ثمنه بترك مكانه والطرد من جنة الحكومة.لقد نجح جهاز أمن الدولة الذى احترقت مقاره والكثير من وثائقه فى أن يوجد بين المصريين جواسيس وكتبة تقارير فى كل المجالات وليس مجال الإعلام وحده وكنا جميعا نعلم أن رؤساء تحرير وقيادات إعلامية متورطة بشكل كبير فى التعامل مع أمن الدولة وهو الأمر الذى تأكد بعد ذلك.كان الرجل الغامض نسخة مكررة تشبه الفيروس الذى يتغلغل فى كل مفاصل الدولة نرجو أن يكون ملفه قد اختفى مع ملايين الملفات المفزعة التى فرمت واحترقت.