المحتوى الرئيسى

السينما المصرية إرهاصات ثورة بقلم:عمار جمهور /القدس

03/11 20:46

عمار جمهور /القدس 03/03/2011 السينما المصرية إرهاصات ثورة بدءاً بفيلم "هي فوضى" للمخرجين خالد يوسف ويوسف شاهين، ومروراً بالعديد من الأفلام السينمائية الأخرى التي أخرجها خالد يوسف ومنها "حين ميسرة، دكان شحاده"، ركزت على حياة الهوامش، والأحياء الفقيرة المنسية في مصر. وعملت على إخراجها للنور عبر توظيفها في السينما وفقاً لسياقها المجتمعي، والذي شكل فناً واقعياً ملموساً يصعب تجاهله. العديد من الأفلام المصرية كانت تنادي بحرية الرأي والفكر وتطالب بالتحول الديمقراطي، ومنها ما صنع في قالب كوميدي لاذع، ومنها ما صنع في إطار المزاوجة بين الكوميديا الهادفة والواقع، ولكن كلاهما أجمعا على وجود كبت في العشوائيات يصعب تجاهله. وان التعامل معه لحظياً سيفاقم المعضلة لتصبح هبة جماهيرية يصعب السيطرة عليها وفقاً لمعطيات النظام التي كانت موجودة قبل ثورة 25 كانون ثاني 2011. الأفلام عبرت عن أزمة حقيقية في علاقة السلطة بالمجتمع، وكذلك عجز السلطة عن القيام بواجباتها تجاه التصدي للظواهر السلبية، ومنها الفساد والرشوة واستغلال النفوذ والسلطة وقمع الشعب واتخاذ الإرهاب حجة لمحاربة الحرية. فيلم "هي فوضى" و"دكان شحادة" بالإضافة إلى فيلم "حين ميسرة" جسدوا بوضوح فوضوية السلطة في تعاملها مع المجتمع وعشوائياته، واستبداده وانتهاكه لمقدساته العامة والخاصة. واخرجوا العشوائيات إلى حيز الوجود السياسي، وتناولوا المجتمع المصري بكافة فئاته وأحزابه وشرحوه تشريحاً مجتمعياً دقيقاً. وقد عملت العديد من الأفلام على إخراج الهوامش المصرية من ذاكرة النسيان، وأعادتها مرة أخرى إلى الوجود الفعلي. تنبأت السينما المصرية في العديد من أفلامها بالثورة عبر مشهدية نهايات العديد من الأفلام وتكسير الحشود لمركز الشرطة في فيلم "هي فوضى"، وكذلك تنبأت بالصراع والفوضى في فيلم "دكان شحادة"، واتهمت بعض الاعمال بأنها تبالغ في توصيف المجتمع المصري، ولكنه الواقع فالفن تجلياً واضحاً للواقع. وأظهرت العديد من الأفلام الصراع السياسي في النظام ذاته، وكذلك الصراع بين الأحزاب المختلفة، وانعدام الخيرات أم الشباب، لعدم وجود ما يلبي الطموح في ما هو قائم على الأرض، ومن أكثر الأفلام ترسيماً لصورة الواقع المصري والعربي فيلم "عمارة يعقوب يان" بالرغم مما طرأ عليه من حذف من قبل الرقابة. ألان يقع على عاتق السينما المصرية واجب تحقيق الذات والتخلص من الرياء للدولة وللمجتمع، لان نجاح السينما في بلورة وتشكيل أولى إرهاصات الثورة الجديدة، يجب أن يعكس نجاحها في تجسيد مشهدية الثورة وفلسفتها ومعانيها وقيمها الإنسانية. ولا بد من أن تعكس طبيعة وشكل الصراع بين المجتمع والدولة، معتمدة على تبادلية العلاقة بين السينما والدولة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل