ملايين في جمعة الصمود باليمن

عبده عايش وحامد عيدروس-صنعاء   سمير حسن-عدن تظاهر مئات الآلاف في شمال اليمن وجنوبه في "جمعة الصمود" في مسيرات سقط فيها جرحى، وجاءت لتأكيد رفض مبادرة أطلقها علي عبد الله صالح تقضي بتنازله عن صلاحياته الرئاسية، في وقت سجلت فيه هجمات استهدفت مواقع أمنية، وحذر السفير الأميركي من أن رحيل صالح قد لا يكون حلا.ففي صنعاء تجمع مئات الآلاف في ساحة التغيير حيث شيعوا بعد صلاة الجمعة الشاب عبد الله حميد الجائفي الذي قتل الثلاثاء برصاص الأمن.وشدد بيان لهم على ضرورة رحيل صالح وإقالة أبنائه وأقاربه من الجيش، وتشكيل مجلس انتقالي من خمسة أعضاء أحدهم عسكري يدير البلاد لستة أشهر، يوضع خلالها دستور جديد وتنظم انتخابات، لتحقق "دولة مدنية حديثة تكفل الحقوق والحريات العامة"، على أن يسبق ذلك "محاسبة المتسببين في سقوط الشهداء".وتحدث مراسل الجزيرة نت عن ثلاثة معتصمين جرحوا بعيارات نارية أطلقها "بلطجية" انتشروا على أسطح بنايات تطل على الميدان.واعتبرت المعارضة أن الوقائع على الأرض تجاوزت المبادرات، وشعارها بات "لا حوار ولا استسلام حتى يرحل النظام".شمالا أيضا تظاهر آلاف الحوثيين بضحيان في صعدة في مسيرة رفضت مبادرة صالح، ورفعت فيها شعارات بينها "مبادرة واحدة ستقبل.. ارحل، ارحل، ارحل"، وسجلت كلمة لعبد الملك الحوثي ألقاها متحدث باسمه.الجنوبأما عدن كبرى محافظات الجنوب فشهدت تظاهرات حاشدة عمت مديرياتها، وسجل فيها وقوع 12 إصابة تنوعت بين جروح بالرصاص المطاطي وحالات الإغماء.وتحدث مصدر محلي عن استخدام للرصاص الحي والقنابل الغازية عندما حاول آلاف تمزيق صورة للرئيس في حي الشيخ عثمان.وحسب مصادر محلية أدى عسكريون بحي المنصورة التحية للمتظاهرين الذين مروا أمامهم عند جولة الغزل والنسيج.وقال مصدر أمني للجزيرة نت إن هناك تعليمات مشددة بعدم السماح للمتظاهرين بدخول مدينة خور مكسر والاعتصام في ساحة العروض، وإن تحدث أيضا عن تعليمات لحماية المتظاهرين سلميا.وشهدت بلدة المنصورة أيضا عقب صلاة الجمعة تظاهرات حاشدة في إطار جمعة التلاحم شملت كذلك لأول مرة بلدة البريقة حيث رشق مقر المؤتمر الشعبي بالحجارة، فحطمت واجهته.استقالاتوارتفع إلى 18 عدد النواب المستقيلين من المؤتمر الشعبي الحاكم، شكل 11 منهم كتلة "الأحرار لإنقاذ اليمن".فقد أعلن يوم الخميس محمد مقبل الحميري والشيخ بكيل ناجي الصوفي تنحيهما بعد ساعات فقط من إطلاق علي صالح مبادرة اقترح فيها دستورا جديدا وتقليصا لصلاحياته الرئاسية، مقابل استمراره في فترته الحالية.الوضع الأمنيأمنيا نهب سبعة جنود 200 بندقية كلاشينكوف في معسكر العند جنوبي اليمن، واتجهوا بها إلى مديرية القبيطة غرب المدينة، حيث قالت مصادر للجزيرة إنهم وزعوها على السكان واكتفوا بعشرين قطعة اتجهوا بها إلى منطقة جبلية.وجاءت الحادثة بعيد قرار جمهوري بتعيين العميد محمود أحمد الصبيحي قائدا للواء 201 ولمحور العند خلفا للعميد عبد الإله القاضي وهو صهر للرئيس (زوج شقيقته).وكان محمد عبد الإله القاضي نجل العميد المعزول استقال من الحزب الحاكم احتجاجا على قمع المتظاهرين، وأسس ومعه نواب مستقيلون كتلة برلمانية أسموها "كتلة الأحرار للإنقاذ الوطني".واعتبر مراقبون عزل العميد عقوبة له على موقف نجله، رغم قرابة تربط الاثنين بالرئيس.