المحتوى الرئيسى

مسؤولون أمريكيون يرون احتمال الاضطرابات في السعودية ضئيلا

03/11 12:49

واشنطن (رويترز) - على الرغم من قلقهم من أن يمتد الحماس الثوري الى مناطق أخرى بالشرق الاوسط فان مسؤولي المخابرات والامن القومي الامريكيين يعتقدون أن السعودية أقل عرضة لخطر الاضطرابات من جيرانها.وتوفر السعودية 12 في المئة من احتياجات الولايات المتحدة من النفط الخام وهي موطن أقدس المواقع الاسلامية كما أنها حائط الصد في مواجهة النفوذ الايراني في الخليج ومن شأن اي اضطرابات بها أن تترك اثارا فورية ومدمرة على المصالح الامريكية.يشير تحليل لمؤسسة ريموند جيمس وشركاه للاستشارات المالية الى أن وقف انتاج السعودية من النفط بالكامل قد يرفع الاسعار الى 200 دولار للبرميل على الاقل ويسبب نقصا هائلا. لكن التحليل أشار الى أن احتمال حدوث هذا خمسة في المئة.والاحتجاجات بالمملكة حتى الان صغيرة نسبيا وتقتصر الى حد كبير على المنطقة الشرقية ويقوم بها شيعة سعوديون ممن يشعرون منذ فترة طويلة بأنهم مهمشون في بلد يهيمن عليه التيار الوهابي المتشدد.وقال شهود ان الشرطة السعودية فرقت احتجاجا صغيرا للشيعة بالمنطقة الشرقية المنتجة للنفط يوم الخميس وان ثلاثة أصيبوا مع سماع دوي أعيرة نارية.وقد تواجه السعودية اختبارا اخر لمدى قابليتها لحدوث اضطرابات يوم الجمعة لان من المقرر تنظيم أول احتجاج من اثنين استجابة لدعوة على موقع فيسبوك الى "ثورة حنين".وأيد اكثر من 30 الف شخص الدعوة لكن لم يتضح بعد عدد من سيقدمون على تحدي السلطات التي قالت ان قوات الامن السعودية ستمنع أي محاولة للاخلال بالنظام العام وأكدت أن القوانين السعودية تحظر كل أشكال التظاهر والمسيرات والاعتصامات.ويتفق مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون على أن احتمال حدوث اضطرابات كبيرة في المملكة التي تحوي اكبر احتياطيات للنفط الخام في العالم ضئيل.وقال مسؤول أمريكي ان واشنطن تراقب الاحتجاجات عن كثب لكن الخبراء الحكوميين الامريكيين لا يعتقدون أن الاضطرابات الحالية تمثل تهديدا كبيرا لاستقرار السعودية.وقال المسؤول الذي طلب منه تقييم لاحتجاجات يوم الخميس "لا أحد في هذه المرحلة... يعتقد أن النظام السعودي سيسقط غدا (الجمعة) او في اي وقت قريب."وأضاف "مقارنة بأشياء نجا منها (النظام) في الماضي فاننا لم نقترب من هذا بعد."وقال مسؤول أمريكي اخر انه "لا توجد مؤشرات" على انتشار اضطراب وشيك بالمملكة على نطاق واسع مشيرا الى أن الحكومة لديها موارد اكثر من اي دولة أخرى تواجه اضطرابات كما تتمتع بسيطرة محكمة على كل أراضيها تقريبا بما في ذلك المناطق التي يغلب على سكانها الشيعة.وأضاف المسؤول أن السعودية تستخدم المال مع مواطنيها حتى يرضوا بالوضع القائم فلا تفرض ضرائب ولديها نظام كبير للرعاية الاجتماعية.ويقول مشككون ان رياح التغيير التي هبت على العالم العربي قد تصل الى المملكة في نهاية المطاف غير أن المسؤولين الامريكيين يقولون انه ليس هناك مؤشرات على هذا في الوقت الحالي.وقال مسؤول أمريكي ثالث "المملكة تواجه بعضا من نفس المشاكل الاجتماعية التي يواجهها معظم الشرق الاوسط ومنها تزايد أعداد الشباب والبطالة لكن ثروة البلاد توفر مصدا لا بأس به للشعب."ورغم أن بالسعودية ملكية مطلقة وأجهزة أمنية لا تعرف الهوادة وصف خبراء حكم ال سعود بأنه نظام سياسي موثوق به ومتأصل اكثر من النظامين اللذين كانا في مصر وتونس.ولا تنفصل شرعية الاسرة الحاكمة عن المؤسسة الدينية التي تدعمها ولهذا فان النتيجة مجتمع اكثر استقرارا من جيرانه.ويقول تشاس فريمان السفير الامريكي السابق لدى السعودية والدبلوماسي المتقاعد "المملكة لديها تقاليد سياسية محلية مستقرة نوعا ما. انها متفردة."واستطرد قائلا "هذا يعطي للمكان درجة من الاصالة والصمود والمناعة ضد بعض العلل التي تؤثر على بقية العالم العربي."وهناك عوامل تزيد من تعقيد تقييم المخاطر من بينها الشكوك المحيطة بصحة الملك عبد الله وولي عهده الامير سلطان وعملية الخلافة من بعدهما التي يشوبها نوع من الغموض والتي ستحددها هيئة البيعة التي أنشأها الملك.وقال بروس ريدل خبير شؤون الشرق الاوسط السابق بوكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) ان على الرغم من أن النظرية التقليدية هي أن السعودية غير معرضة للاضطرابات فان المملكة نفسها تبدو الان قلقة.وعلى أثر الاضطرابات التي شهدتها المنطقة كشف الملك عبد الله عن برامج حكومية جديدة للرعاية الاجتماعية بتكلفة 37 مليار دولار منذ عودته الى السعودية في 23 فبراير شباط بعد قضائه ثلاثة اشهر في الخارج للعلاج.وقال ريدل "بالنسبة لي هذا يعني أن الاسرة السعودية الحاكمة قلقة... اذا أصبحت احدى الممالك الخليجية دستورية فأين سيتوقف الامر.."وقال توبي جونز استاذ التاريخ بجامعة راتجرز انه لا توجد وسيلة للتكهن بما اذا كان من المرجح حدوث اضطرابات كبيرة لكنه أضاف "اذا سألت نفسي هل هناك في رأيي احتمال ولو ضئيل بأن يحدث هذا.. سيكون الرد نعم بالقطع."وقال جونز "هناك درجة لا يستهان بها من خيبة الامل في السعودية منذ فترة طويلة."وأضاف "السعوديون غاضبون مما يعتبرونه فسادا في ظل اسراف الاسرة الحاكمة. وبالتالي هناك أسباب قوية لغضب الناس تجعل من الوارد جدا تعبئتهم."واستطرد قائلا "انها لا تختلف بهذا الصدد... عن اي مكان اخر في العالم العربي."ويقول خبراء أمريكيون ان المنطقة الاكثر عرضة للاضطراب السياسي في السعودية هي المنطقة الشرقية الغنية بالنفط حيث يعيش معظم المنتمين للاقلية الشيعية.ونظم الشيعة الذين شعروا بأنهم مهمشون في المجتمع المحافظ الذي يهيمن عليه السنة احتجاجات صغيرة بالمنطقة الشرقية وطالبوا بالافراج عن سجناء يعتقدون أنهم محتجزون دون محاكمة.ومنذ مولد الدولة السعودية الحديثة لم تتأثر الاسرة الحاكمة بأي تحديات واجهتها.ومن بين هذه التحديات اغتيال الملك فيصل على يد ابن أخيه عام 1975 وحادث احتلال الحرم المكي والهجمات التي شنها تنظيم القاعدة على العاصمة الرياض وجدة وعلى منشات نفطية في عامي 2003 و2004 .ويقول جون الترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان الاسرة الحاكمة لها تاريخ من القدرة على التعافي بعد الانتكاسات.وأضاف الترمان العضو السابق بفريق تخطيط السياسات بوزارة الخارجية الامريكية "من الصعب جدا المراهنة على عدم استقرار السعودية. الحقيقة أنهم واجهوا تحديا خطيرا بعد عام 2003 وأعادوا تنظيم أنفسهم وهم أقوى بسببه."وقال روبرت جوردان الذي كان سفير الولايات المتحدة لدى المملكة عامي 2001 و2002 "قيل أكثر من مرة على مدى الاعوام الثلاثين الماضية ان أسرة ال سعود في خطر وتكهن البعض بنهايتها. وفي كل مرة يثبت خطأ هذه التكهنات."واستطرد قائلا "انهم بارعون للغاية في القدرة على البقاء."من أرشد محمد ومارك هوزنبول

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل