بردياتالشعب قلق علي مصر
الناس في بلادي خائفون.. متحيرون.. قلقون علي مستقبل مصر.. يتساءلون متي يعود الامن والامان الي شوارعها وميادينها.. حتي تعود مصر كما كانت رمزا للاستقرار والمحبة والتعايش السلمي بين ابنائها.الناس في بلادي لم يعد احد منهم مطمئنا عما يحدث غدا.. بل بعد ساعة، لان الرؤية حتي الان ضبابية.. هل تستمر حكومة عصام شرف ام ترحل بفعل مظاهرة احتجاجية في ميدان التحرير او ميدان روكسي.. هل تدور عجلة الانتاج ويعود العمال الي مصانعهم.. والتجار الي متاجرهم.. والطلاب الي معاهدهم.. ام تظل حمي المطالبات الفئوية والتهديد بالاعتصامات والاحتجاجات وحرق المنشآت؟.الناس في بلادي اصابهم القلق بعد ما حدث في الجامعات بعد يوم واحد من بدء الدراسة بعد ان شهدت مظاهرات طلابية تطالب برحيل رؤساء الجامعات وعمداء الكليات والاساتذة ورفعوا شعار »لا تفاوض إلا بعد الرحيل«.. واتساءل: تفاوض علي ماذا؟ ورحيل من؟ وما هي المطالب التي يتقدمون بها.. هل يطلبون الغاء الامتحانات مثلا.. والغاء الكتاب الجامعي والمحاضرات والاعتماد علي »الفيس بوك« فقط.. وتكون الامتحانات بدون مراقبين؟!! هل يطالبون مثلا بأن يكون لهم دور في تعيين اساتذتهم وتحديد ساعات الدراسة.. والرواتب التي يحصل علي الاساتذة.. تفاوض علي ماذا؟ حقيقة لا ادري. افهم ان تكون المطالبات بالغاء الحرس الجامعي وقد تم تنفيذه.. والغاء سيطرة امن الدولة علي تعيين اتحاد الطلاب والمعيدين والعمداء.. وقد انهارت امن الدولة.. ان يكون اختيار العمداء ورؤساء الجامعات بالانتخابات.. كل هذه مطالب اعتقد انها يمكن ان تكون مشروعة.. ويكون التفاوض عليها مع من يملك القرار وهو الوزير المسئول.. اما ان يفرض الطلاب سطوتهم علي الاساتذة رافعين شعار »لا تفاوض إلا بعد الرحيل« وان يبيت طلاب كلية الاعلام مثلا امام باب الكلية لمنع العميد من دخول المبني.. فهذا عيب وفوضي وبلطجة. علينا ان نتعلم فن الحوار والتفاوض.. والحصول علي الحقوق بالطرق المشروعة وان نمارس الديموقراطية الحقيقية.. لان ان نطالب بالديمقراطية بأسوأ صور الديكتاتورية وهي الرحيل الان والا فالاعتصامات والمظاهرات والاحتجاجات.. واستخدام الفاظ لا تليق بحرمة وقدسية اماكن تلقي العلم.الناس في بلادي مهمومون من كل مظاهر البلطجة التي تحكم الشارع المصري.. وتحكم العلاقة بين المواطنين.. فترويع الآمنين في بيوتهم ومساجدهم وكنائسهم واماكن عملهم والشوارع شيء مخيف لا يليق باخلاق المصريين التي كانت السمة الاساسية لهم هي التسامح والمحبة والمودة مستمدين ذلك من قرآنهم وانجيلهم.. فالقرآن الكريم يأمر الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم في سورة النحل بأن يدعو الناس بالحكمة والموعظة الحسنة. ويجادلهم بالحسني. قال تعالي: »ادع الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بالمهتدين«.. ويقول في سورة فصلت الاية »٤٣« »ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم«. ويقول السيد المسيح في وصاياه: من ضربك علي خدك الايمن ادر له الاخر ايضا.. ومن سخرك ميلا فاذهب معه ميلين.. وهذا ليس من قبيل الضعف ولكن من قبيل القوة لانك اذا اظهرت المحبة لاخيك فانك بالقطع ستكسبه.هذه هي تعاليم ديننا التي تعلمنا قمة الديمقراطية وادب الحوار والمحبة. فهل نتعلم ان تسيطر علينا الغوغائية والبلطجة التي لم نعرفها طوال تاريخنا ونعاني منها الآن؟!
Comments