المحتوى الرئيسى

"الثورة الليبية" بين التدخل الدولي والقصف الجوي

03/11 00:23

مع دخول الثورة الليبية الشعبية الباسلة أسبوعها الرابع على التوالي، مازال الشعب يضحي بالغالي والنفيس وبكل ما يملك، ويقدم روحه وحياته فداء لخلاص وطنه وتحريره، رأس لانوفوأكدت الأخبار والتقارير الواردة عن "رأس لانوف" بأن مواقع الثوار استهدفتها غارات جوية من الميلشيات الأمنية الموالية للقذافي، وأن الثوار تراجعوا تحت ضغط القذائف ونيران القناصة لكنهم لا يزالون صامدون.ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول في مستشفى المدينة أن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا جراء هذا القصف، كما أصيب 35 شخصا بجروح.وقالت مراسلة قناة الجزيرة الفضائية "إن القوات الموالية للقذافي قصفت مستودعات لتخزين النفط على بعد نحو عشرة كيلومترات غرب بلدة رأس لانوف". وأضافت "أن الثوار يحاصرون مقاتلي القذافي المتحصنين تحت مستودعات النفط، وأن الطرفين يتبادلان القصف بالصواريخ وقذائف الهاون."فيما نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدر من الثوار "أنه شاهد قوات القذافي تطلق صواريخ من ناقلات نفط على مواقع للثوار بالميناء"، مضيفاً "الطائرات تقصف أيضاً ويجري إطلاق صواريخ من البر" وأنه شاهد عددا من جثث القتلى في الشارع.وعن المصادر ذاتها جاء تأكيد الثوار أن كل المنشآت النفطية في رأس لانوف والسدرة لا تزال تحت سيطرتهم، وذلك ردا على التلفزيون الليبي الرسمي الذي أعلن بوقت سابق اليوم أن قوات الجيش تمكنت من إخلاء ميناء ومطار السدرة من الثوار "ورفع الراية الخضراء عليهما".الزاويةأما في مدينة "الزاوية" والتي تقع غرب ليبيا فقد تراجعت وتيرة المواجهات بين الجانبين في ظل تأكيد الثوار على بقاء المدينة المحاصرة تحت سيطرتهم.وأفادت المصادر بأن قناصة تابعين لقوات القذافي يعتلون أسطح المباني العالية بالمدينة ويستغلون بعض المواطنين الذي جمعوهم من الضواحي دروعا بشرية وأجبروهم على ترديد هتافات موالية للقذافي.وأضافت أن الثوار الذين استعادوا السيطرة على الميدان الرئيسي في الزاوية آثروا عدم التعامل مع قوات القذافي حرصا على حياة المدنيين.سرتوعن مدينة "سرت" الواقعة تحت سيطرة مرتزقة القذافي والتي تبعد 200 كلم غربي رأس لانوف أكدت وكالات أنباء ومصادر صحفية أن المدينة بدأت تعاني من نقص في مخزون الوقود لديها. بن جوادوعن "بن جواد" أفادت المصادر عن اعتزام الثوار استعادة السيطرة على تلك البلدة بعد معارك عنيفة جرت أمس، حيث قال مقاتلون إنهم تعرضوا خلالها للقصف من جهة البحر أيضا.ويحتدم القتال بشأن بن جواد كونها تقع على الطريق المؤدي إلى الوادي الأحمر الذي تتمركز فيه كتائب القذافي الأمنية، والذي لا يبعد بدوره سوى 100 كلم شرقي سرت.مصراتةوفي "مصراتة" الساحلية -الواقعة عند الحافة الغربية لخليج السدرة على نحو 208 شرقي العاصمة طرابلس- قالت المصادر إن قوات القذافي ومرتزقته يحاولون اقتحام المدينة من ناحية القاعدة الجوية جنوبا.وأضاف أن سكان المدينة خرجوا في مظاهرة واعتصموا بالمدينة لصد هذه المحاولة.ردود أفعال دولية"الناتو" يحذر من انهيار ليبيا..وعلى الصعيد الدولي، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، أندرس فوغ راسموسن، أن ليبيا تواجه "خطر الانقسام وانهيار الدولة".وقال راسموسن في اجتماع وزراء دفاع الحلف في بروكسل اليوم, إن أي عمل عسكري للحلف في ليبيا يستدعي تفويضا واضحا ودعما إقليميا قويا.وقال راسموسن إن أي عملية عسكرية يقوم بها الناتو تتطلب الحاجة الواضحة لقيام الحلف بهذا العمل, والأساس القانوني لذلك, وتوفر الدعم الإقليمي القوي.الصليب يتوقع "حرب أهلية"في هذه الأثناء أعلنت اللجنة الدولية للصليب أنها تستعد للأسوأ في ليبيا، مشيرة إلى أن هذا البلد ينزلق نحو حرب أهلية مع تزايد أعداد القتلى والجرحى.وقال رئيس اللجنة جيكوب كيلينبرجر اليوم "في اعتقادي هناك الآن صراع مسلح غير دولي أو ما يمكن وصفه بأنه حرب أهلية" معبرا عن قلقه تجاه صعوبة الوصول إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات القذافي.وأشار إلى أن طرابلس أبلغتهم بأن "كل شيء تحت السيطرة وأن كل المستشفيات تعمل بكفاءة ولا توجد حاجة لمساعدة إنسانية خارجية" لكنه قال إن اللجنة تريد التأكد من هذا بنفسها.وأوضح كيلينبرجر أنه ليس بمقدوره تقديم أرقام نهائية للخسائر البشرية في ليبيا أو أن يتحدث عن الزاوية التي شهدت معارك ضارية، لكنه قال إن الأطباء الليبيين لاحظوا زيادة كبيرة بأعداد المصابين وعثر على 22 جثة و44 مصابا على الأقل في مصراتة بعد غارات جوية الأيام الماضية، كما تلقى نحو 55 مصابا العلاج بمستشفى اجدابيا شرقي ليبيا هذا الأسبوع.وأمريكا قلقة بشأن أسلحة القذافي الكيماويةفيما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن بلادها "قلقة بشأن الأسلحة الكيماوية لدى القذافي وغيرها من المواد القذرة".وأعلنت كلينتون أنها ستلتقي المعارضة الليبية خلال زيارتها إلى مصر وتونس الأسبوع المقبل.خبير عسكري يتوقع هزيمة الثوارإلى ذلك، أعلن رئيس المخابرات القومية الأمريكية جيمس كلابر اليوم الخميس أن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي ذات التسليح الأفضل ستنتصر على المعارضة المسلحة على المدى الطويل.وقال كلابر أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ إن القوات الليبية المؤيدة للقذافي "ذات تسليح أفضل ولديها موارد أكثر في مجال الإمداد والتموين وعلى المدى الأطول سينتصر النظام".وفرنسا تعترف بالمجلس الانتقاليلكن من ناحية أخرى، وفي إشارة تدل بوضوح على قراءة مختلفة لاتجاه الصراع، أصبحت فرنسا أول دولة في العالم تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي الذي شكله المعارضون المناوئون لحكم العقيد الليبي معمر القذافي.وأعلن قصر الأليزية الخميس الاعتراف بالمجلس بصفته الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي، وأن فرنسا سترسل سفيرا لمدينة بنغازي في شرق ليبيا، مقر المجلس الانتقالي.وقال علي العيساوي موفد المجلس في ختام لقاء مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن "فرنسا تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي باعتباره الممثل الشرعي للشعب الليبي".وأضاف العيساوي "على أساس هذا الاعتراف، سنفتح ممثلية دبلوماسية، ومن ثم سفارة في باريس، وسيتم إرسال سفير فرنسي إلى بنغازي" قائلا "إن هذا السفير سيقيم بشكل انتقالي في بنغازي قبل الانتقال إلى طرابلس".الغرب منقسم تجاه "التدخل الدولي"ومع اقتراب الهجمات التي تشنها قوات القذافي من منشآت النفط تستعد الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لمعركة دبلوماسية صعبة في مجلس الأمن للحصول على إجماعٍ أو تأييدٍ واسع لقرار الحظر الجوي، وسط معارضة من روسيا. وقد يتمكن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، زائر موسكو أمس، من تليينها. إلاّ أن الصين تحيط موقفها بالغموض نظراً إلى مصالحها في ليبيا. وهناك أيضاً تحفظات من ألمانيا ودول أخرى من الأعضاء غير الدائمين في المجلس.وحذر وزير الدفاع روبرت جيتس مراراً من هذا الحظر، لأنه قد ينزلق عملياً ليتطلب مزيداً من التدخل المباشر. لكن أحداً، بمن في ذلك الأمين العام للأطلسي لا يريد الحديث عن تدخل، بل هناك حرص على إظهار الجهد الدولي بأنه لمساعدة الشعب الليبي.وأتي تصريح لأحد الساسة الألمان ليشرح سبب المخاوف الغربية، إذ قال أنه لا بد من مشاركة دولة مسلمة في فرض الحظر الجوي. وهذا يحيلنا بدوره إلى معركةٍ دبلوماسية أخرى متوقعة بعد غدٍ السبت، في اجتماع وزراء الخارجية العرب، إذ أن دول مجلس التعاون الخليجي تؤيد الحظر.الدول العربية تعارض الحظروفي ظل غياب واضح للدول العربية عن المشهد الليبي واتخاذ موقف سلبي تجاه ما يحدث، تبرز المعارضة العربية لفكرة "الحظر" من دول مثل الجزائر وسوريا والسودان، وحتى مصر تبدو مترددة، ربما لأن الأزمة دهمتها في خضم مرحلتها الانتقالية الصعبة، وأيضاً لأن ليبيا دولة مجاورة. ومن الواضح أن القذافي كثف أمس اتصالاته مع القاهرة وبعض دول مجلس الأمن، كما أنه لن يتأخر في استغلال الحظر الجوي ليصوّر نفسه أمام العرب والمسلمين كمقاتلٍ ضد ما يسميه الاستعمار الجديد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل