العرب والوحدة بقلم:خالد فارس كريزم

بقلم/ خالد فارس كريزم ******************** العرب والوحدة في قديم الزمان كان لا بد من معجزات لإقناع العرب بأن حكامهم "المحكومون" لا يريدونهم , ولا يريدون الخير لا لشعبهم , ولا لأوطانهم , ولا لحكوماتهم وهكذا فإن الذين يجلسون على كراسي الحكم في العالم العربي تحولوا من زعماء مسئولين إلى مجرد ساديين يتلذذون بعذاب شعوبهم , ويتفننون بسرقة حقوقهم , حيث أن حكام العرب مربوطون بحبال تمنعهم من الوصول إلى شعوبهم وكلما أشعلت الشعوب شموع الوحدة أطفأها الحكام بأفواههم حسب الأوامر الخارجية التي تأتيهم سراً أو علناً ليُطأطأوا رؤوسهم لها قائلين "يّسر يّسر" فهم أسود على شعوبهم وعند الغرب نعاج ويتساءل الكثيرون عن سر هذا الموات في الشارع العربي وفي أوساط الشعوب العربية متى انتهى عصر المظاهرات والاحتجاجات ؟ ماذا عن السلب والنهب للحقوق والحريات ؟ ماذا عن فساد الأخلاق والضمائر؟ ماذا عن الأمانة والوفاء ؟ لماذا أصبح الذل هو السمة الغالبة على العرب؟ فلا نجد أحدا في هذه الأمة ينتفض أو يصرخ من الغضب أو الألم لأنه من يهن يسهلُ الهوانُ عليه وكان حال الشعوب " ربما كان السكوتُ جوابا" وربما كان شعار الحكام العرب "ما لجرح هذه الأمة أي ألم بل لذة فائقة لأن ضرب الحبيب مثل أكل الفستق الحلبي ممزوجاً بالزبيب " ولهذا فإن مستقبل الأجيال العربية وهي تشب وتكبر في خضم التخطيطات الصهيونية والتخريبات الأمريكية والإملاءات الغربية سيكون مظلما كسواد الليل الحالك فعندما يجتاحنا هؤلاء بفكرهم وسياساتهم وأعمالهم ويُدخلون إلينا كل ما هو قبيح ونستجيب لهم تكون الأمة قد ضاعت وبال أمرها الأمة تنادي الجميع لكي ينهضوا للمسؤولية التاريخية , والاجتماعية والسياسية , فيتخطوا خلافاتهم ويتخطوا فكرهم, ومفاهيمهم الخاطئة ,ويتخطوا سياسة الضياع والإنصياع لما تقوله أمريكا لهم, ولما يُمليه الغرب عليهم نحن في وقت لا زالت الأوطان العربية تحتاج منا إلى كل ذرة إخلاص, وكل قطرة دم, وكل محاولة إصلاح, وكل وسيلة تحافظ على تماسك الشعوب وتضامنها ضد الأعداء الذين يُخططون ليل نهار لإبادتنا وإبادة شعوبنا, ولا يكلون, ولا يملون في تحقيق ذلك, ويسهرون الليالي الطوال من أجل هذا الهدف الذي يُحقق أمنياتهم . كل هذا يحدث بينما أصحاب الفكر والرأي وأصحاب العلم والثقافة وأصحاب الدين والوطنية والقومية لا زالوا نائمين وغير متوجعين بحال هذه الأمة . ولم يسمعوا قول الشاعر : أوقظوا النوام فالدنيا ضحى *** وأماني الناس طارت كالأثير نزرع الريح مساءً غائماً *** ثم نصحوا نحصد الوهم الكبير