المحتوى الرئيسى

> سر «البورنوص الوردي».. والأزمة المصرية

03/10 22:24

أن يكون موجوداً بمكاتب المسئولين والوزراء «سرير سفاري»، فهذا أمر طبيعي لأنهم يقضون ساعات طويلة في العمل تتطلب اختلاس بعض الأوقات للراحة، لكن أن تكون هناك غرفة نوم كاملة ويعلق في دولابها بورنوص رجال أبيض وآخر حريمي وردي، كما هو الحال في مكتب وزير الداخلية السابق المسجون علي ذمة قضايا فساد مالي وسياسي وأمني، فهذا في غاية الغرابة، ويضيف لعلامات الاستفهام التي تحاصر هذا الرجل الآلاف الأخري من الأسئلة التي لا تجد إجابات في ظل هذه الفوضي التي تحيط بالبلاد.. ولا نعرف إلي أين تسير بنا؟! وطبعًا الأزمة الحقيقية ليست في «البورنوص الوردي»، لكن في مدلولات ذلك والتسيب الذي كان يسيطر علي الجهاز الأمني المشبوه الذي ضجرنا منه ومن فساده، وعملياته اللا إنسانية، فرائحة عفن الفساد تفوح منذ فترة وأشيرنا لها منذ فضائح تعذيب عماد الكبير، وزادت الأمور سوءًا بعد حادثة خالد سعيد، التي تعاملوا معها باستخفاف فتح الباب للثورة، وبالتالي فإن «البورنوص الوردي في الداخلية» هو أسلوب حياة لا انحراف استثنائي يجب أن يعاقب عليه مرتكبوه وبسرعة حتي نغسل سمعة مصر من هؤلاء المهمشين بها، فشهداء أحداث 25 يناير التاريخية أبرياء من هؤلاء، وشهداء 25 و28 يناير 2011 يطالبون بالقصاص منهم. وكان مثيرًا أن يستمر مؤشر الانهيار المصري وسط أحاديث عن «الثورة المضادة»، رغم أن الثوار يتحملون مسئولية سرقة الثورة من تيارات بعينها لانشغال الواقع المصري بالاحتجاجات والاعتصامات الفئوية والعمالية وبعدها الحرب الطائفية والمظاهرات الإسلامية واقتحامات مقار أمن الدولة وبعدها الأمن المركزي، وهنا تكمن الخطورة، حيث مخازن الأسلحة وسط انتشار شائعات كاذبة حول تعذيب المواطنين بداخلها واختفاء ضباط مباحث أمن الدولة داخلها، والكل يتوقع أن تستخدم هذه الأسلحة لو سرقت كما هو متبنأ به في المواجهات الطائفية التي اشتعلت ولن تهدأ، رغم أنه مع اندلاع الثورة كان الكل يتحدث عن أن هناك مسيحيين ركعوا لله شكرًا بعد تخلي الرئيس مبارك عن سلطته للجيش. لا يتوقع أحد أن تهدأ الأمور خلال الأيام القليلة المقبلة وسط مطالبات بفرض الأحكام العرفية، التي لن يتحملها أحد وفق تأكيدات القيادات العسكرية الحاكمة، لأكثر من 24 ساعة لكننا للأسف في حاجة إليها لوقف هذا الانهيار، خاصة أن البلطجة تريد أن تحكم الآن وتغضب جدًا لو حوصرت بدعوي حقوق الإنسان، ولن نتركها لهذه الأجواء التي تريد تشويه صورة مصر وسط معاناتها الداخلية والخارجية، التي لن يكون آخرها تهديد مصر بحرمانها من حصتها المائية.

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل