المحتوى الرئيسى

المصالحة الفلسطينية تتصدر الأحداث بالعربي بقلم: م .عماد عبد الحميد الفالوجي

03/10 21:21

المصالحة الفلسطينية تتصدر الأحداث بالعربي م. عماد عبد الحميد الفالوجي رئيس مركز آدم لحوار الحضارات www.imadfalouji.ps بعد مرور وقت صعب تراجع فيه الاهتمام بتحقيق المصالحة الفلسطينية وتراجعت الآمال بقرب نهاية هذا الانقسام البائس الذي يضرب بجذوره داخل المجتمع الفلسطيني , وتزداد الهوة يوميا بين المنقسمين , ويتقدم الصفوف كل المستفيدين من هذا الانقسام سواء ماديا أو تحقيق مناصب وزارية أو تنظيمية على حساب حاضر ومستقبل هذا الشعب وقضيته , ولكن من الواضح أن مرحلة جديدة بدأت تبدو ملامحها وتحضر صورتها بقوة وتضع قضية المصالحة على رأس الأولويات من جديد , وهذه المرحلة تختلف فى طبيعتها وأسلوبها عن المراحل التى سبقتها , اليوم هناك حراك داخلي وخارجي يأخذ الطابع الجدي والعملي لتحقيق المصالحة وتجاوز مرحلة الانقسام , ولعل المتغيرات الإقليمية والتحركات الشعبية العارمة التى تعصف بالمجتمع العربي بشكل عام حتى أنه لم تستثنى دولة منها كل هذه التغيرات ألقت بظلالها على الواقع الفلسطيني وبدأت تفرض تحرك لابد منه للمطالبة بتغيير هذا الواقع , وأخذت الأصوات تعلو بشكل كبير بأن شباب فلسطين ليسوا أقل شأنا من الشباب العربي بل هم دائما فى طليعة التحركات الشعبية ودائما كانت فلسطين الملهمة للتحركات الشعبية والثورة الفلسطينية كانت ولازالت الوقود الثوري للثوار العرب بل والثورات الأممية , ولاشك أن حاضر الواقع الفلسطيني ليس أفضل من واقع وحاضر الشباب العربي فى بلدانهم فكلهم يعاني من سياسة تفرد الأحزاب بالسلطة وانعدام الحق فى ممارسة الديمقراطية لاختيار أو الحكم على السلطة المتنفذة فى كل بلد من بلدانهم , ولذلك أخذ الشباب الفلسطيني القرار بالتحرك وفرض إرادتهم وإسماع صوتهم بشكل قوي للمسئولين وأصحاب القرار , ولن يكون شعارهم " إسقاط النظام " لأننا لا نملك نظاما أصلا لنسقطه , ولكن سيكون شعارهم " إنهاء الانقسام " وكذلك التمسك بالثوابت الوطنية واستعادة القضية الفلسطينية لمكانتها الطبيعية فى وجدان كل فلسطيني وعربي وصديق للقضية . بعد مرور كل تلك السنوات من الانقسام وبعد تعدد المبادرات الرامية لإنهاء الانقسام من جهات متعددة , وصلت الأمور الى حالة متقدمة من النضوج والوعي والإدراك أكثر من أي وقت مضى , وأصبح الجميع مدرك حقيقة ما يريد تحقيقه كل طرف , لم يعد هناك قضايا خافية على أي مراقب , وأصبحت المواقف قريبة من بعضها وهناك تفهم لمطالب كل طرف , ولم يعد بالإمكان استبعاد طرف أو تجاوز أي قوة على الأرض , بل أصبح الجميع مدركا أن الحل يكمن فى كيفية تحقيق مبدأ الشراكة السياسية واحترام التعددية الفكرية والتبادل السلمي للسلطة , ولم يعد بالإمكان الاستمرار بالموافقة على تفرد جهة معينة وحدها فى القرار السياسي أو انفراد أي جهة بالحكم , لأن الشعب الفلسطيني لم يعد يطيق الاستمرار فى هذه السياسة , وفي ذات الوقت أدرك الجميع أننا أصيلا من هذا العالم المتحرك ولا يمكننا أن نكون خارج المنظومة الكونية بل نحن نؤثر ونتأثر بما يدور حولنا من أحداث . ولعل المتغير الأبرز فى مستقبل المصالحة هي تصريحات وزير الخارجية المصري الجديد العربي , وحديثه عن دور مصر الجديد فى إدارة ملف المصالحة الفلسطينية , وأنها ستكون على رأس أولويات الدبلوماسية المصرية الجديدة باعتبار أن تحقيق المصالحة الفلسطينية جزءا من الأمن القومي المصري وتحقق مصلحة مصرية من الدرجة الأولى لارتباطها بكافة الملفات العالقة والمتبادلة بين مصر والسلطة الفلسطينية , ولذلك فإن هذه التصريحات ستدفع ملف المصالحة من جديد ولكن بنكهة العربي الذي يؤكد بأن الورقة المصرية ستكون الأساس الذي يجب أن تحظى بموافقة طرفي الصراع , وإذا ما جمعنا تلك التصريحات مع ما تم التوافق عليه فى دمشق مع تصريحات قادة حركة فتح بأن الحركة وافقت على كافة التحفظات الحمساوية فإن الطريق أصبح أكثر من ممهد أمام الدبلوماسية المصرية الجديدة لاستعادة المبادرة لإتمام الجهد المصري فى طي ملف الانقسام الفلسطيني . إذا ما تراكمت كل تلك الجهود وترابطت مع بعضها سواء التحرك الشبابي الداخلي – وهو الأهم – لأن هذا التحرك ستحسب حسابه كل القوى والفصائل لأن كل منها ستحاول الاستفادة منه , إضافة الى التحرك المصري الجديد , والى المبادرات المطروحة والتى ساهمت الى حد كبير فى إيجاد المخارج لما تبقى من قضايا عالقة سواء مبادرة فياض أو مبادرة حماس المتوقعة أو مجموع المبادرات الأخرى فإن كل ذلك يعني أننا أمام مرحلة جديدة سترسم ملامحها الأحداث القريبة القادمة .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل