المحتوى الرئيسى

كل يوم

03/10 23:51

أولويات الانتماء والولاء‏!‏ أخشي في غمرة الانشغال بما يجري علي أرض مصر من تفاعلات واسعة بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية أن تغيب عنا أهمية البعد الثقافي والفكري والذي لم يكن بعيدا عن أسباب ودوافع ما جري منذ يوم‏25‏ يناير وما سبق ذلك اليوم من إرهاصات غضب اجتماعية علي مدي سنوات جري التعامل معها باستهانة تعكس غياب الرؤية الفكرية التي تصل إلي الجذور والمنابع‏!‏ ولكي أتجنب أية إساءة في فهم ما أقول فإنني أؤكد ما سبق أن قلته مرارا من رفض منهج التحصين الفكري الوقائي بأسلوب المنع والتقييد لأن الفكر لا يقابل إلا بالفكر ومن ثم فإنه لا بد من مواصلة الانفتاح الثقافي والفكري علي العالم بتحصين خنادق الثقافة والفكر الذاتية المتمثلة في القيم والعادات والتراث والهوية وتأكيد أسبقية الانتماء للأمة العربية والولاء لمصر قبل وبعد أية انتماءات أو ولاءات أخري‏!‏ والحقيقة أنه لا يمكن بناء خنادق التحصين الثقافي والفكري دون التعرف علي الأسباب والجذور السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أدت إلي هبوب رياح الاحتجاج وعواصف الغضب علي شكل مطالب مشروعة تعكس هموم شباب الوطن وطموحاته في الحرية والعدالة والتغيير دون إزالة كل العوائق التي أدت إلي سد قنوات التواصل المجتمعي وزيادة استحكام المأزق السياسي والاجتماعي‏.‏ وبعيدا عن المسميات والمصطلحات العديدة لمفهوم التحصين الفكري فإنني أقصد تحديدا مسئولية المجتمع ككل في تشكيل وترشيد الحركة الذهنية بكل أدوات المرونة والقدرة علي الحوار في مواجهة أية مستجدات أو تحديات بروح الرغبة في إدراك كل ما هو معقول وممكن وتجنب الانزلاق إلي كل ما هو غير لائق ومستحيل لأن اللحظات التاريخية في حياة الشعوب تحتاج إلي قدر كبير من الخيال السياسي الذي يحول دون ضياع الفرص المتاحة‏!‏ وفي كل الدول الناهضة ينعكس مفهوم التحصين الفكري علي أرض الواقع من خلال التجانس الواضح بين ثوابت المنظومة الفكرية للمجتمع من ناحية وبين ركائز القيم الأخلاقية التي تنظم العلاقات بين أفراد المجتمع علي مختلف مستوياته من ناحية أخري‏..‏ بعيدا عن أية مشاعر بالقلق أو أية هواجس بالخوف احتكاما لسيادة القانون واستنادا إلي مرجعية الدستور‏.‏   خير الكلام‏:‏ ‏<<‏ علي سواعد الفكر تنتعش الحقيقة وتتواري الأكاذيب‏!‏ ‏[email protected]‏ المزيد من أعمدة مرسى عطا الله

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل